Page 235 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 235

‫‪233‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫وهؤلاء تحدي ًدا هم َمن عاشوا‬              ‫الذي استمر بامتداد خمسين‬              ‫البيت‪ ،‬وهو السياق الذي أفرز‬
‫في المفهوم الضيق الظالم الذي‬                ‫مقا ًل‪ ،‬تنتهي‪ ،‬أو على الأقل‬           ‫لنا الدراما النظيفة‪ ،‬ودخول‬
                                                                                 ‫عدد كبير من صنّاع السينما‬
  ‫ي ّدعي وجوب ترويض المرأة‬                ‫ينتهي الجزء الأول منها‪ ،‬أو ّد‬
 ‫ثم تهميشها لتظ ّل كائنًا لطي ًفا‬            ‫أن أقول‪ :‬ربما ما قصد ُت ُه‬         ‫ومنتجي التليفزيون والممثلين‬
 ‫مخلو ًقا للتسرية‪ ،‬لكنه هوائي‬                                                         ‫خندق التدين المظهري!‬
                                          ‫‪-‬أنا‪ -‬في تناولنا قضيّة المرأة‬
   ‫غير منضبط متقلب ناقص‬                 ‫في العقل العرب ّي هو البحث عن‬         ‫وما يعنينا هنا أن هناك دراسا ٍت‬
‫العقل! ف َد َخلنا تي ًها مغل ًقا يناور‬  ‫كامل ح ّقها في العدل والإنصاف‬              ‫أكاديمية‪ ،‬وتقاري َر حقوقي ًة‬
‫فيه منافسان لدودان بعضهما‬               ‫مقا َرن ًة بالرجل‪ ،‬لا المساواة معه‬         ‫استعرضت صور المرأة في‬
                                                                                   ‫الدراما المصرية‪ ،‬والعربية‬
      ‫البعض وهما متسلّحان‬                  ‫بمعناها السطح ّي‪ ،‬في وجهة‬                ‫بالطبع‪ ،‬و َخلصت إلى أنها‬
   ‫بمورو ٍث ثقيل من المفاهيم‬             ‫نظري‪ .‬فالمساواة في الإنسانية‬
                                        ‫‪-‬في تص ّوري‪ -‬ليست بالقضية‬             ‫صورة سلبية ومش ّوهة‪ ،‬اعتمدت‬
                   ‫الخطأ‪.‬‬                                                      ‫ثقافة السوق‪ ،‬والربح السريع‪،‬‬
‫كم رج ًل وهو يعامل شريكته‬                    ‫التي تحتاج بالأساس إلى‬            ‫وركزت على مظاهر العنف ضد‬
                                         ‫نقاش‪ ،‬أو َس ْوق أدلّ ٍة وبراهين‪.‬‬      ‫المرأة‪ ،‬وأشارت إلى أن ‪ %72‬من‬
     ‫يتصور صور َته الذهنية‬                                                    ‫الشخصيات النسائية في الدراما‬
  ‫كقائ ٍد‪ ،‬أو أس ٍد في أعين أهلِه‬            ‫لكن تلك المساواة لا تعني‬          ‫ظهرت بملام َح سلبية‪ ،‬في حين‬
  ‫وأصدقائه؟! كم رج ًل تو ّهم‬             ‫إطلا ًقا التغاف َل عن الاختلافات‬
   ‫أن بيت الزوجية أو الأنثى‬                                                   ‫أن ‪ %28‬ظهرت بملام َح إيجابية!‬
  ‫التي ارتبط بها كزوج أو أب‬                    ‫البيولوچيّة أو النفسيّة‬           ‫وإذا كانت كل صور المرأة في‬
  ‫أو أخ أو صديق هما ميدانه‬               ‫والعاطفيّة‪ ،‬مما يجعل البسطا َء‬
                                         ‫من العامة يتص ّورون أن المرأة‬         ‫الدراما الرمضانية الحالية تبدو‬
    ‫الحاسم لاكتمال رجولته‬                 ‫ستستر ِجل مث ًل‪ ،‬أو ستنا ِطح‬            ‫مه ّمشة‪ ،‬أو تابعة‪ ..‬فحسبنا‬
 ‫وتأكيدها! والرجولة بمعانيها‬                                                      ‫صورة (جليلة) في مسلسل‬
                                            ‫الرجل‪ ،‬أو تزا ِحمه كرس ّي‬
    ‫الإيجابيّة المتعارف عليها‪،‬‬                       ‫زعامة العلاقة!‬           ‫«نسل الأغراب»‪ ،‬والتي استطاع‬
  ‫كالكرم والحنان‪ ،‬والاحتواء‬                                                     ‫زوجها المخ ِرج أن يع ّوض بها‬
                                         ‫فالأمل الذي أرنو إليه أن يفهم‬           ‫كل الصور السلبية الأخرى!!‬
     ‫والحكمة‪ ،‬وضبط النفس‬                    ‫الإنسان أن علاق َته بالآخر‬
  ‫واللسان والانفعالات‪ ،‬إ ْن لم‬                                                ‫وما ُدمنا نقترب من نهاية شهر‬
 ‫تكن موجودة بالأساس لدى‬                 ‫علاق ُة شراكة‪ ،‬صداقة‪ ،‬يحكمها‬               ‫رمضان‪ ،‬ومن نهاية دراما‬
                                         ‫التوافق والمودة والرحمة‪ .‬وأنه‬
    ‫الرجل فيقينًا لن تولد على‬             ‫لا كرس ّي زعامة من الأساس‬             ‫مسلسلاته‪ ،‬فلا أظننا سنطيل‬
             ‫حساب امرأة‪.‬‬                 ‫في البيت الواحد‪ .‬ماذا لو َسعى‬           ‫على أنفسنا‪ ،‬وعلى المرأة أكثر‬
                                          ‫كل طرف مخل ًصا إلى إرضاء‬             ‫من هذا‪ ،‬لقد أثقلنا عليها كثي ًرا‪،‬‬
      ‫وبالمناسبة‪ ..‬هل الكرم‬               ‫الآخر‪ ،‬والإصغاء إليه‪ ،‬وقبول‬             ‫ولعلنا أثقلنا على الستة نفر‬
‫والحنان‪ ،‬والاحتواء والحكمة‪،‬‬              ‫وجهة نظره في أم ٍر ما؟ ولعلنا‬
‫وضبط النفس واللسان صفا ٌت‬                                                                  ‫الذين يتابعوننا‪.‬‬
 ‫ذكورية؟ فلماذا أبدو حري ًصا‬               ‫‪-‬أنت وأنا‪ -‬نكاد نتفق حول‬             ‫شك ًرا لك‪ ..‬وشك ًرا للمرأة التي‬
‫على مفهوم الإنصاف والعدل؟!‬                ‫هذا‪ .‬ليس عيبًا أن يكون رأي‬
                                            ‫المرأة صوا ًبا‪ ،‬وأن يقتنع به‬             ‫تح ّملتنا كل هذا الوقت‪.‬‬
    ‫لأنني لا أريد ِمن المرأة أن‬            ‫الرجل‪ ،‬والعكس أيضا ليس‬
 ‫تتخ ّل عن ذاتها‪ ،‬عن أنوثتها‪:‬‬             ‫انتصا ًرا أو مسلّمة من ثوابت‬                ‫(‪)49‬‬
                                                                                 ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
   ‫فليس خطأ يا صديقتي أن‬                       ‫قدس أقداس الذكورة!‬                 ‫أشرف البولاقي‬
  ‫تطبخي‪ ،‬وليست نقيصة من‬                 ‫المساواة ‪-‬وليس ذنبها‪ -‬أورثت‬
  ‫قيمتك أن تجلسي أمام ِمرآة‬              ‫البع َض تصورا ٍت خطأ مؤ ّداها‬        ‫الآن‪ ..‬ورحلتنا مع هذا الموضوع‬
 ‫غرفة نومك كي تتزيني‪ ،‬ولن‬               ‫أ ّن المرأة ستصبح كائنًا متم ّر ًدا‪،‬‬
  ‫تضيع حقوق المرأة وتاريخ‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240