Page 236 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 236

‫العـدد ‪31‬‬          ‫‪234‬‬

                                                                        ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬    ‫نضالها حين ترقصين‪ ،‬لن تهتز‬
                                                                                     ‫صورتك حين تجهزين حقيبته‪..‬‬
‫لا أن يتصارعا من أجل سيادة‬              ‫كن ِت أستاذة مثله‪ ،‬أو موظف ًة‬                 ‫بل ليس عيبًا إن رأيت أن دورك‬
 ‫أحدهما‪ .‬الإنصاف سيتم حين‬             ‫عادية‪ ،‬أو ر ّبة منزل‪ .‬الخطأ أن‬
  ‫ينهدم صنم العنصرية الغب ّي‬                                                             ‫أن تكوني ر ّبة منزل بالمعنى‬
  ‫الذي يعطي نقاط تميّز لكائن‬            ‫تسمحي لشريكك أن يعاملك‬                          ‫التقليدي المتعارف عليه‪ .‬لكن‬
                                      ‫كدمي ٍة لطيفة‪ ،‬مدعو ًما بموروث‬                  ‫الخطأ والنقيصة والكارثة حين‬
     ‫ما على أساس نوعه الذي‬                                                             ‫تصدقين أنك الأقل‪ ،‬وترضين‬
   ‫لم يحصل عليه بأي مهارة‬                ‫أحمق مكدس في ذاكرتك أن‬                      ‫بذلك‪ .‬الخطأ حين تتبادل النساء‬
 ‫منه! الإنصاف سيتحقق حين‬                ‫مهمة المرأة أن ُتن ِسي الزو َج‬              ‫عبر الأجيال المقول َة الخالدة ال َمهينة‬
   ‫يتوقف أصدقاؤنا المؤمنون‬              ‫همومه وتس ّري عنه‪ .‬الحمق‬                     ‫والمُهينة الحمقاء أن قوة المرأة في‬
 ‫عن التأكيد على قبولهم قضا َء‬           ‫كل الحمق أن تنسيه همو َمه‪،‬‬
‫الله إذا أنجبوا إنا ًثا فحسب‪ ،‬بل‬       ‫بل احمليها معه‪ ،‬وشاركيه في‬                                       ‫ضعفها!‬
 ‫يعدهم شيوخهم بسعة الرزق‬                 ‫حل أزماته‪ ،‬وليس نسيانها‬                              ‫ما هذا يا صديقتي؟!‬
‫والجنة! دون التطرق إلى من ِجب‬        ‫مؤقتًا؛ فالنقيصة الكبرى أن يتم‬                 ‫قوتك في قوتك‪ ..‬قوتك في احترامك‬
‫الذكور بالطبع‪ ..‬سيتم إنصاف‬             ‫اختزالك في طبق ْين ِمن اللحم‪:‬‬                  ‫لذاتك واحترام الآخر لك‪ .‬قوتك‬
   ‫المرأة عندما تختفي أسواق‬            ‫الأول يتم تناوله فوق منضدة‬                   ‫في اكتمالك‪ ،‬حين تفيقين ِمن وهم‬
  ‫الرقيق المنصوبة لي َل نهار في‬      ‫الطعام‪ ،‬والآخر يتم التهامه فوق‬                   ‫أ ّنك نصف وتبحثين عن نصفك‬
   ‫عقول كثير من رجال أمتنا‬                                                            ‫الآخر‪ ..‬أفيقي يا صديقتي‪ ..‬أن ِت‬
 ‫العربية ونسائها للأسف رغم‬                     ‫سرير غرفة النوم‪.‬‬                     ‫واحد صحيح مكتمل‪ ..‬ستعيشين‬
                                        ‫أنتما شريكان متمايزان غير‬                   ‫مع واح ٍد صحيح مكتمل‪ ،‬لتصبحا‬
           ‫اختفائها ظاهر ًّيا‪.‬‬       ‫متماثلين‪ ،‬لكن لا أفضلية مسبقة‬                   ‫اثنين وليسا واح ًدا‪ ،‬لن تكتملي به‬
   ‫أ َط ْلنا علي ِك صديقتي‪ ،‬ولكن‬       ‫أو مطلقة لأحدكما على الآخر‪..‬‬                 ‫ولن يكتمل بك‪ .‬بئس الحيا ُة حياة‬
 ‫لا بأس؛ فقد وصلنا إلى نهاية‬         ‫هذا هو الإنصاف‪ .‬الإنصاف هو‬                                ‫شخصين ناقصين!‬
‫المطاف‪ .‬ولم يزل لد ّي بصيص‬             ‫أن تحتفظي بطبيعتك المختلفة‪،‬‬                        ‫أفيقي‪ ..‬أن ِت واح ٌد صحيح‪،‬‬
   ‫من الأمل أن يكتشف العالم‬              ‫مهما ا ّدعى الم ّدعون خلاف‬                     ‫والزواج ليس حماية لحياتك‪،‬‬
  ‫العربي طاقا ِت نصفه المغيّب‬         ‫ذلك‪ ،‬ولكن مع كامل احترامك‪.‬‬                     ‫بل استمرا ٌر للحياة ذاتها‪ .‬الزوج‬
   ‫يو ًما‪ .‬كل ما علي َك صديقي‬          ‫دون النظر إلى طبيعة وظيفتك‬                       ‫يا صديقتي ليس فار ًسا فوق‬
 ‫الرجل العرب ّي أن (تنزل) ِمن‬        ‫ودرجتها ومكانها‪ .‬لو تحقق ذلك‬                    ‫حصان سيأتي لإنقاذك وتحقيق‬
   ‫تلك الدرجة الوهمية الظالمة‬         ‫فلن نجد أزمة أن تتزوج سيدة‬                      ‫أحلامك‪ ،‬فهذا سيورثك شعو ًرا‬
    ‫الضيقة التي تقيم فيها إلى‬        ‫أعمال متحققة من شا ٍب مبتدئ‪،‬‬                    ‫وهميًّا بالامتنان تجاه َمن َت َف ّضل‬
    ‫درج ٍة أخرى رحبة سوف‬             ‫شريط َة ألا تستعلي‪ ،‬وشريط َة ألا‬                 ‫علي ِك‪ ،‬والشراك ُة الحقيقية ليس‬
   ‫تصعد إليها شريكتك تتسع‬                                                            ‫فيها تف ّض ٌل من طر ٍف على الآخر‪.‬‬
  ‫لكما م ًعا‪ .‬بذلك سيسترد كل‬                      ‫يشعر بالدونية‪.‬‬                     ‫أ ّما أحلامك فلا تستحقينها ما لم‬
  ‫منكما مكا َنه بل مكانته التي‬         ‫لن نجد أزمة أن يتزوج شاعر‬                    ‫تستطيعي تحقيقها وح َد ِك أو معه‪.‬‬
   ‫على حسابه هو وليست على‬             ‫مثقف من ربة منزل عادية‪ ،‬ولا‬                         ‫قوتك الحقيقية حين يؤمن‬
‫حساب غيره‪ .‬ربما حين ينتهي‬            ‫يسخر ِمن عدم فهمها لنصوصه‬                      ‫شريكك‪ ،‬وهو الضابط‪ ،‬أو التاجر‪،‬‬
                                        ‫ما بعد الحداثية التي لا تعلو‬                 ‫أو الطبيب‪ ،‬أو الأستاذ الجامعي‪،‬‬
     ‫ذلك الظلم تنكشف الغمة‬            ‫قيمتها عن قيمة مذاكرة زوجته‬                        ‫أنكما شريكان متكافئان في‬
      ‫وتُسترد الحقوق كاملة‬             ‫درس جغرافيا لطفلتهما مث ًل‪.‬‬                   ‫الحياة‪ ،‬أن قيمته كأستاذ جامعي‬
                                       ‫الإنصاف هو أن تتزوج طبيبة‬                     ‫لا يمكن أن تعلو فوق قيمتك‪ ،‬لو‬
     ‫* يوميات امرأة لا مبالية‪ -‬نزار‬
                                          ‫من مدرس دون شعورها‬
                          ‫ق ّباني‪.‬‬     ‫بالتضحية وشعوره بالنقص‪.‬‬
                                     ‫الشراكة ستعني أن فردين قررا‬
                                      ‫أن يستفيدا من طاق َتي فردين‪،‬‬
   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241