Page 240 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 240

‫العـدد ‪31‬‬                           ‫‪238‬‬

                                    ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

     ‫يمضي عدة عقود في تحقيق‬            ‫ترتيب الأسئلة هنا جاء حسب‬          ‫عندما بلغ السن القانونية‪ ،‬دون‬
    ‫منجزه الذي يتطلع إليه‪ ،‬وبعد‬       ‫الموضوعات‪ ،‬فجميع المشاركين‬         ‫أن يطلب منه أحد ذلك‪ ،‬بل وضد‬
  ‫أن يرتفع البناء يصبح من حقه‬
   ‫‪-‬في رأيي‪ -‬أن ينعم في سنواته‬            ‫لهم كل التقدير والاحترام‪.‬‬        ‫رغبة القائمين على الأمر وقتها‬
                                                                              ‫في جريدة الأهرام والمجلس‬
      ‫الباقية ‪-‬طالت أم قصرت‪-‬‬         ‫حمدي أبو جليل‪ ،‬قاص‬                       ‫الأعلى للصحافة‪ ،‬وهو الذي‬
   ‫بالهدوء والاستمتاع بوقته كما‬         ‫وروائي مصري‪:‬‬
                                                                          ‫قرر عدم إعادة الترشح لرئاسة‬
     ‫يريد‪ ،‬فيقرأ الكتب التي طالما‬    ‫أو ًل أعبر لك عن تقديري‬              ‫اتحاد الكتاب بعد أن أمضى على‬
  ‫تطلع لقراءتها وحالت دون ذلك‬       ‫ومحبتي واعترافي بعظمة‬
  ‫التزاماته التنفيذية‪ ،‬ويكتب ما لم‬   ‫ورفعة الكاتب والإنسان‬                  ‫قمته سنوات عشر من أفضل‬
 ‫يكن يجد الوقت لكتابته‪ ،‬ويسافر‬      ‫فيك‪ ،‬وأنك الرئيس الأعظم‬               ‫سنوات الاتحاد منذ إنشائه عام‬
  ‫حين يريد أو يستمع للموسيقى‬                                              ‫‪ 1975‬حتى الآن‪ ،‬مقد ًما نموذ ًجا‬
                                         ‫والأنجز والأشرف في‬
     ‫أو يستمتع بوقته مع أسرته‬       ‫تاريخ اتحاد الكتاب‪ ..‬لماذا‬               ‫يحتذى لتداول السلطة وعدم‬
  ‫وأحفاده‪ .‬وقد اتخذت هذا القرار‬                                           ‫الاستمساك بها‪ ،‬وكان يستطيع‬
                                     ‫تقاعدت؟ كنت في مجدك‪،‬‬                ‫أن يفعل العكس‪ ،‬وهو الأكاديمي‬
     ‫وأنا في سن السبعين بعد أن‬      ‫وكنا في أمس الحاجة إليك‬              ‫الذي حصل على ماستر في الأدب‬
 ‫كنت قد أمضيت حوالي ‪ ٥٠‬عا ًما‬       ‫في اتحاد الكتاب وفي إدارة‬             ‫الإنجليزي من بريطانيا ثم ترك‬
  ‫في أشغال شاقة ما بين رئاستي‬       ‫الثقافة في مصر‪ ..‬وأشد ما‬
‫للتحرير أو لاتحاد الكتاب المصري‬                                               ‫الجامعة ‪-‬طو ًعا‪ -‬ليعمل في‬
                                      ‫فقدناه نورك‪ ،‬تسامحك‪،‬‬                  ‫الصحافة لأنه وجدها تناسب‬
    ‫والعربي‪ ..‬وغيرها من المواقع‬       ‫انحيازك للحرية والنور‬                ‫شخصيته وتطلعاته أكثر‪ .‬وهو‬
  ‫التي بذلت فيها قصارى جهدي‬                                               ‫إضافة إلى كل ما سبق أستاذي‬
 ‫لخدمة مهنة الصحافة أو الثقافة‪،‬‬                ‫طوال تاريخك‪.‬‬              ‫المباشر‪ ،‬فقد عملت تحت رئاسته‬
  ‫وشعرت أنه آن الأوان أن أترك‬                                             ‫عشر سنوات كاملة‪ ،‬من ‪2005‬‬
  ‫الموقع التنفيذي لآخرين وأتفرغ‬         ‫خالص الشكر للروائي المتميز‬       ‫إلى ‪ ،2015‬تعلمت خلالها الكثير‪،‬‬
  ‫للتأمل والكتابة‪ ،‬وهكذا أصدرت‬       ‫حمدي أبو جليل ولباقي الزملاء‬       ‫ورأيت الأكثر الذي سيأتي الوقت‬
  ‫الجزء الأول من مذكراتي «يو ًما‬
 ‫أو بعض يوم» والذي لم يكن من‬            ‫الأعزاء من مصر ومن الوطن‬                                ‫روايته‪.‬‬
  ‫الممكن أن أصدره وسط مشاغلي‬         ‫العربي الذين اقتطعوا من وقتهم‬      ‫حصل محمد سلماوي على جائزة‬
                                      ‫الثمين ليشاركوا في هذا الحوار‬
       ‫السابقة‪ .‬وقد انتهيت أي ًضا‬   ‫لمجلة ميريت الثقافية التي نجحت‬         ‫النيل ‪-‬فرع الآداب‪ -‬هذا العام‬
   ‫من الجزء الثاني وسيصدر في‬        ‫منذ صدورها القريب في أن تتبوأ‬        ‫‪ ،2021‬وهي أعلى جائزة تمنحها‬
 ‫معرض الكتاب بعنوان «العصف‬          ‫مكا ًنا متقد ًما على ساحة الصحافة‬     ‫الدولة المصرية‪ ،‬وبهذه المناسبة‬

                    ‫والريحان»‪.‬‬                      ‫الثقافية العربية‪.‬‬         ‫فكرت أن أجرى معه حوا ًرا‬
    ‫صحيح أننا لم نعتد في ثقافتنا‬        ‫ور ًّدا على السؤال فأنا أرى يا‬    ‫مج َّم ًعا‪ ،‬يشارك في طرح أسئلته‬
    ‫تلك النظرة للحياة‪ ،‬حيث يظل‬       ‫صديقي أن حياة الإنسان تنقسم‬
  ‫كل مسئول في موقعه يدافع عنه‬           ‫لمراحل‪ ،‬لكل منها خصائصها‬             ‫مجموعة من الأدباء والكتاب‬
 ‫باستماتة‪ ،‬وقد تكون الأحداث قد‬           ‫التي عليه أن يعيها ويتعايش‬       ‫والمثقفين والصحفيين المصريين‬
 ‫تخطته‪ ،‬فيظل يصر على أن يدور‬         ‫معها‪ ،‬فهناك أولا مرحلة التكوين‬       ‫والعرب‪ ،‬كل منهم يطرح سؤا ًل‬
  ‫في ساقية العمل مغمض العينين‬           ‫والتعلم واكتساب الخبرة‪ ،‬ثم‬         ‫واح ًدا‪ ،‬كأنه ندوة تعقد عن بعد‬
‫إلى آخر يوم في حياته‪ ،‬لكني أردت‬     ‫تأتي مرحلة البناء والإنجاز‪ ،‬وتلك‬     ‫بسبب ظروف وباء كورونا التي‬
                                         ‫هي أطول المراحل‪ ،‬فالإنسان‬      ‫تمنع التجمعات كإجراء احترازي‪..‬‬
             ‫لنفسي طري ًقا آخر‪.‬‬                                          ‫وقد وافق الأديب والكاتب الكبير‬
                                                                           ‫برحابة صدر‪ ..‬مع ملاحظة أن‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245