Page 242 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 242
العـدد 31 240
يوليو ٢٠٢1
أحد حفلاتها الحية .وإلى جوار ثم -بفرض انتهاء أزمة أترك أمانة الاتحاد العام كنا قد
المسرح تبدو بقية الفنون كلها الوباء العالمي كوفيد أعددنا ملخصات نقدية وافية عن
فنو ًنا معلبة ،فهي معدة سل ًفا أو هذه الروايات باللغتين الإنجليزية
جاهزة الصنع لا تتأثر بالمتلقي -19هل يستطيع المسرح، والفرنسية تم إرسالها من خلال
من قريب أو بعيد ،ولا تتغير من المصري ،أن يعود إلى
سابق مجده ،ويقدم مراسلاتنا لعدد كبير من دور
ليلة إلى أخرى. النشر العالمية في أوروبا وأميريكا،
من هذا المنطلق يصبح المتفرج روائع مسرحية جديدة في
التراجيديا والكوميديا على ليختاروا منها ما يناسب سوق
شري ًكا بشكل ما في تخليق مستوى الكتابة والإخراج الكتاب في دولهم .وأنا أشدد على
العرض المسرحي الذي يشاهده،
والتمثيل والسينوغرافيا أهمية هذا المشروع لأنه كفيل
وهو ما لا تقدمه له الفنون أي ًضا ،مع انتشار موجة بإصلاح بعص الاعوجاج في
الأخرى ،لذا فالإنسان لا يستطيع الوضع الحالي لترجمات الأدب
طاغية من الاستسهال العربي في الخارج ،والذي كثي ًرا
الاستغناء عن المسرح كفن ح ّي، المسرحي؟ ما يخضع لاختيارات لا تعكس
وقد قيل عند اختراع السينما بالضرورة أهمية (أو عدم أهمية)
إن هذا الفن السابع سيقضي المسرح يقدم متعة فنية متفردة العمل المترجم في بلده ،وبذلك قد
لا يقدمها أي فن آخر ،لأنه لا تعطي صورة صادقة للمشهد
على المسرح ،فالفيلم السينمائي الأدبي العربي .أما هذه الروايات
قد يجوب بك العالم كله دون يعتمد على التجربة الحية التي المائة فقد عهدنا إلى كل اتحاد
أن تتحرك من مقعدك ،بينما تتشكل أمام المتفرج بأحداثها عربي بأن يقوم باختيار الروايات
وشخوصها ،وهي أحداث تتولد الجديرة بالترجمة ،ومهما كان
المسرح أسير مكانه الثابت ،لكن أمام عينيه على خشبة المسرح، رأينا في هذه الروايات فهي تعكس
بعد مضي أكثر من قرن من ومن هنا فهي قد تختلف ما بين الاختيارات المحلية في كل من
ليلة عرض وأخرى رغم التزام
الزمان على اختراع السينما ما الممثلين بالنص وبأحداثه ،لأنها الدول العربية.
زال المسرح حيًّا لم يمت ،كما
قيل نفس الشيء عند اختراع تعتمد على العنصر الآدمي، عادل سميح ،شاعر
التلفزيون ،خاصة أن باستطاعة فالممثل ليس إنسا ًنا آليًّا وإنما هو مصري ونائب رئيس
شاشته الصغيرة أن تأتي لك بشر قد تختلف حالته المزاجية ما تحرير «ميريت الثقافية»:
بالمسرح إلى داخل غرفة نومك،
لكن ذلك لم يغن عن متعة العرض بين ليلة وأخرى ،وهذا العنصر الكاتب والمترجم
الآدمي ليس حك ًرا على الممثل والمسرحي محمد سلماوي:
المسرحي الحي. وحده فهناك الجمهور أي ًضا، للمسرح المصري أكعتمبا ًتل
تلك هي القدرة التنافسية للمسرح مه َّمة ،تناقش
والمسرح يعتمد إلى حد كبير على قضايا المجتمع في إطار
والتي ستجعله يستمر في التفاعل الحي بين الممثل والمتفرج، فكري راق ،وتقترح أي ًضا
تفرده ،ويقدم روائعه التراجيدية الحلول ..كيف تنظر إلى
وحرارة الجمهور -أو بروده- المسرح الآن في ظل انتشار
والكوميدية التي تتحدث عنها لها تأثيرها على أداء الممثل وعلى الوسائط المتعددة ،هل لا
في سؤالك ،على مستوى التأليف حيوية العرض .هذا هو ما بجعل يزال المسرح يمتلك قدرة
تنافسية؟
والتمثيل والإخراج. المسرح فنًّا حيًّا لا يشاركه في
ذلك إلا الحفلات الموسيقية الحية،
سمر نور ،روائية
وصحفية مصرية: ويكفي أن تستمع إلى إحدى
أغنيات أم كلثوم مث ًل لتدرك
طول الوقت تتكلم عن الفرق البين بين النسخة المسجلة
روايتك التي تنبأت في الاستوديو وتلك المسجلة من