Page 243 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 243

‫‪241‬‬

        ‫بالثورة‪ ،‬وفي تصوري‬
     ‫أن فكرة تنبؤ عمل بحدث‬
      ‫غريبة ج ًّدا‪ ،‬لأن الطبيعي‬

          ‫أن الأدب يعيد قراءة‬
      ‫الواقع ويطرح تساؤلات‬

            ‫بخصوص الوجود‬
         ‫والحاضر والمستقبل‪..‬‬
        ‫هل وظيفة الأدب طرح‬

           ‫التساؤلات أم طرح‬
            ‫إجابات وتنبؤات؟‬
      ‫هذا التصور يحمل يقي ًنا‪،‬‬
      ‫والكتابة ابنة الشك‪ ،‬فهل‬
     ‫ما زلت على نفس الاعتقاد‬
       ‫حتى الآن أم حدث تغير‬
         ‫في اعتقادك بعد مرور‬

                     ‫السنين؟‬

           ‫الأدب ليست وظيفته التنبؤ‬
     ‫بالمستقبل‪ ..‬الأدب وظيفته إحداث‬
      ‫التطهر الذي تحدث عنه أرسطو‬

           ‫‪ ،katharsis‬وهي وظيفة لا‬
     ‫يستطيعها غيره‪ ،‬لأنه وحده الذي‬
     ‫يخاطب الوجدان فينا فيسمو بنا‪،‬‬
      ‫وما الكلمات والمواقف والأحداث‬

        ‫التي يقدمها الكاتب إلا وسائل‬
      ‫يوظفها لتحقيق هذا الهدف‪ ..‬هي‬
     ‫الألوان التي يستخدمها الفنان أو‬

       ‫الألحان التي يؤلفها الموسيقي‪،‬‬
      ‫وهي قد تكون حزينة أو مبهجة‪،‬‬
      ‫سريعة أو بطيئة حسبما يتراءى‬

         ‫له‪ ،‬وليس لنا أن نحاسبه على‬
            ‫اختياره‪ ،‬فقد يتخذ لنفسه‬

          ‫موضو ًعا من التاريخ القديم‬
          ‫كما فعل محفوظ في رواياته‬
          ‫الفرعونية‪ ،‬أو موضو ًعا من‬
     ‫المستقبل كما فعل جورج أورويل‬
     ‫في «‪ ،»١٩٨٤‬وفي الحالة الأولى هو‬
      ‫لا يقصد أن يعرفنا بهذا التاريخ‬
     ‫لأننا نعرفه‪ ،‬فهو موجود في كتب‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248