Page 52 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 52

‫العـدد ‪31‬‬   ‫‪50‬‬

                                                                                                                                     ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

‫دامية إلى رما ٍد أسود”(‪.)25‬‬                                                                                                               ‫تتساء ُل ذات سيا ٍق‪“ :‬أية جريمة ارتكب ُت في حق‬
                                                                                                                                      ‫الموظف المحترم ليدوسني بقد َم ْيه‪ ..‬بكي ُت ما شاء الله‬
‫المسار الثالث‪ :‬الساردة العارفة بكل شيء‪:‬‬
‫إنتا ْنعفكلب ُاطسلرقيوحق ٍةلكاايياع ُتتسهبُهاالرمم“س ُعاعهورااْد ِتاتبل ُّيتَ ُحن ْجملرذ ْةلب ِة”ك‪،‬كمامتجثب ًمتِلوهاعة‬  ‫أو ًل؛ من‬                                        ‫أن أبكي”(‪.)19‬‬
                                                                                                                        ‫قصصية‬         ‫‪ -3‬الفقدان‪ :‬هذه الكلمة تعني فيما تعنيه من المعاني‪:‬‬
                                                                                                                        ‫الحياتي ِة؛‬
                                                                                                                                        ‫الافتقاد‪ ،‬وتفقد ُت ُه‪ ،‬أي طلب ُت ُه عند غيبته(‪ ،)20‬وللَّفظة‪،‬‬
‫قصص‪“ :‬بألف خير‪ ..‬وخير!‪ -‬نهاية قصة مفترضة‪-‬‬                                                                                              ‫وهي صورة من صور تشظي الذات داخل مجموعة‬
                                                                                                                                        ‫“ ُعو ْد ال َح ْمل ْة”‪ُ ،‬بعد سردي تراجيدي عميق‪ِ ،‬لا هي‬
     ‫عود الحملة‪( -‬سوبر) جارات‪ -‬ألوان‪َ -‬جرحة‬
‫حب‪ -‬مطر‪ ..‬مطر‪ -..‬هدية‪ -‬وجهان‪ -‬قبل أن يكبر‪-‬‬                                                                                                ‫عليه معجميًّا‪ ،‬فالسارد ُة “حين طلب منها وال ُدها‬
‫تخليطة”‪ ،‬أو بطريقة تدفع إلى ضرور ِة اعتبار صاحب ِة‬                                                                                      ‫أن تستعد ليحملها‪ ،‬لم تصدق أذن ْيها‪ ..‬حلق ْت بعي ًدا‪،‬‬
‫النصوص ِم َن الكتا ِب ال ُعضويين في مجتمعهم‪َ ،‬تعتب ُر‬                                                                                 ‫ورجع ْت أكثر من عشرين سنة”(‪)21‬؛ لأنها ‪-‬تضيف‪-‬‬
 ‫قضايا الإنسان عام ًة قضايا تعنيها بالدرجة الأولى‪،‬‬
                                                                                                                                            ‫“منذ ِصر ُت أعي ذاتي لم يقبلاني‪ ،‬منذ أدركت‬
‫قصص‪“ :‬نهاية قصة مفترضة‪ -‬كاريكاتور‪ -‬العتبة‪-‬‬                                                                                               ‫حاجتي للعناق لم يعانقاني”(‪ ،)22‬فهو إذن حضور‬
‫عصفوران أط َّل من الشباك”‪.‬‬                                                                                                              ‫أبوي في صورة الغياب‪ ،‬تواجد في صورة الفقدان‪.‬‬
 ‫ليس هذا من باب َد ْي َد ِن جميع الكتاب‪ ،‬فالأسلو ُب‬                                                                                    ‫والذي يع ِّمق جرح الفقدان ارتبا ُط ُه بتيمة “الحنين”‪،‬‬
    ‫المعت َم ُد كما التقنيات المتبعة مما خ ّول لنا هكذا‬                                                                                 ‫وهما م ًعا يكشفان عن العذاب الذي تتجرع مرار َته‬
                                                                                                                                      ‫السارد ُة‪ ،‬في علاقتها المتلاشية مع أقرب الناس إليها‪،‬‬
 ‫زع ٍم‪ ،‬فالكاتب ُة لا تبرح تحض ُر في كل نصوصها؛‬                                                                                        ‫فالوالد إ ْذ يطلب منها أن تستعد ليحملها‪ ،‬لم تصدق‬
‫وإ ْن تع ّدد الشك ُل وتن ّوع الضمي ُر‪ ،‬كما أنها العارف ُة‬                                                                            ‫نفسها‪ ،‬وإ ْذ يطلب منها أن تواصل السير؛ لأن الطريق‬
‫بكل ما تس ّر ُه شخصيا ُت النصو ِص‪ ،‬والمتحكم ُة في‬                                                                                     ‫بات مناسبًا‪ ،‬تردد حالم ًة‪“ :‬ليت الطريق بقي كما هو‪..‬‬
‫أفعالها ومساراتها؛ فيما يخدم غاياتها وتوجهاتها‬                                                                                       ‫ليت المطر ملأ الكيلومترات التي أمامنا قبل أن ينقطع‪..‬‬
                                                                                                                                       ‫ملأ الشوارع‪ ،‬ملأ القرى والمدن‪ ،‬لأبقى بين ذراعيك‬
‫السوسيوثقافية‪.‬‬
                                                                                                                                                                        ‫إلى الأبد”(‪.)23‬‬
‫ثانيًا‪ ،‬تجدر الإِشار ُة في هذا التحليل‪ ،‬عند هذه النقطة‬                                                                                 ‫وكما ارتبط الحني ُن بعلاقة مفقودة مع الأب‪ ،‬حصل‬
 ‫بالتحديد‪ ،‬أن الاهتمام بالرؤى السردية‪ ،‬ترك َز فيما‬                                                                                    ‫مع الأم بصيغة “الحلم المفقود”‪ ،‬يظهر ذلك لما “كانتا‬
    ‫سبق على مقاربة الأعمال الروائية وخف َت اعتما ُد ُه‬                                                                                  ‫‪-‬الساردة وأمها‪ -‬ض ْيفت ْين لدى أسرة ما‪ ..‬حمد ِت‬
‫قنطر ًة لتفكي ِك المعمار الأسلوبي القصصي‪ ،‬خاص ًة أنه‬                                                                                 ‫الله في سرها كثي ًرا‪ ..‬لم تستطع النوم من هول الفرح‪.‬‬

‫الذي يبح ُث عن علاقة السارد بالشخصية القصصية‪.‬‬                                                                                             ‫انتظر ْت طوي ًل‪ ..‬تأكد ْت من أنها قد غادرت عالم‬
‫عندما أعر ُفك “مشغو َل الفكر والقلب”‪ ،‬وتحد ُث نف َسك‬                                                                                      ‫اليقظة‪ ،‬ثم افترش ْت ذراع والدتها متظاهرة بأنها‬
‫“إن الجمال والثقافة والثروة عوامل قد تجتمع؟”(‪،)26‬‬                                                                                     ‫تنقلب كعادتها أثناء النوم‪ .‬استمر ْت لل ْحظا ٍت تغ ُمرها‬
‫وأدرك أنك “مضطر ًبا تقف”‪ ،‬أليس دلي ًل عن أني‪/‬‬                                                                                            ‫النشو ُة‪ ..‬ثم ش ُعر ْت بالذراع تنسح ُب في خفة من‬
‫أنه ‪-‬السار َد أقصد‪“ -‬أعلى من الشخصية‪ ،‬وتفو ُق ُه‬                                                                                     ‫تحتها‪ .‬لم تغضب‪ ،‬لأن ما بحثت عنه تحقق‪ ،‬وإ ْن كانت‬
‫هنا يعني أنه يعرف كل شيء عن الشخصية‪ ،‬بل‬                                                                                              ‫المدة قصيرة ج ًّدا”(‪ ..)24‬ما أكبر الحلم! وما أم ُّر الواقع!‬
‫يفوقها معرف ًة‪ ،‬لذلك فهو يقوم مقام المؤلف”(‪.)27‬‬                                                                                        ‫‪ -4‬التلاشي‪ :‬في تنا ٍّص َموا ِقفي‪ ،‬والتنا ُّص أشكا ٌل‬
                                                                                                                                     ‫وأنوا ٌع‪ ،‬وفي إعلا ٍن واض ٍح عن التشظي وال ِجراحات‬
‫قصة “العتبة” التي بلورنا منها المقاطع السالفة‪،‬‬
‫تبره ُن عن مدى المساح ِة الشاسع ِة التي يتحكم فيها‬                                                                                         ‫التي تكتوي بها الذات الساردة‪ ،‬في ظل واقع‬
‫السار ُد وهو يحكي‪ ،‬وهو يقدم شخو َص ُه‪ ،‬وهو يبلور‬                                                                                     ‫مشلول مبني على التناقضات‪ ،‬يستدعي نص “ ُعو ْد‬
                                ‫أحدا َث قصصه‪.‬‬                                                                                        ‫ال َح ْمل ْة” ن ًّصا آخر للكاتبة الراحلة مليكة مستظرف‪،‬‬
‫إفنر الص ٍةسالرُتدع َلة َنفيربموبجيمَتوهاع اةل“س ُعرود ْدي َةال َوحت ْمفل ْوة َق”هالاحت ّفد ِّوال ُتعلأم ّي‬
‫بـ”ما يمكن أن تفكر فيه الشخصيا ُت‪ ،‬وبما قد تفكر‬                                                                                          ‫ايللمُتفئمضيواإيناإهلىفيتحصويولر َت“ْين ْب“الضتال ِات اشلريوواحلافيحتلراحقظة”؛‬
   ‫فيه”(‪ ،)28‬وهي تعلم أي ًضا أن المتسامح َة في قصة‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57