Page 49 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 49

‫‪47‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                                                              ‫محمد بوشيخة‬

                                                                        ‫(المغرب)‬

    ‫مسارا ُت السر ِد وانكسارا ُت الذا ِت‬

    ‫في مجموع ِة «عود الحملة»*‬

‫من نافل القول اعتبار “ ُعو ْد ال َح ْمل ْة” مجموعة قصصية تعك ُس حكايا ُتها‬
    ‫مسارا ِت تجرب ِة كاتب ِتها الحياتي ِة؛ إ ْن بطريق ٍة يس ُهل معها تب ُّي ُن ذلك‪،‬‬

‫مث ًل قصص‪“ :‬بألف خير‪ ..‬وخير!‪ -‬نهاية قصة مفترضة‪ -‬عود الحملة‪-‬‬

  ‫(سوبر) جارات‪ -‬ألوان‪َ -‬جرحة حب‪ -‬مطر‪ ..‬مطر‪ -..‬هدية‪ -‬وجهان‪-‬‬
  ‫قبل أن يكبر‪ -‬تخليطة”‪ ،‬أو بطريقة تدفع إلى ضرور ِة اعتبار صاحب ِة‬
  ‫النصوص ِم َن الكتا ِب ال ُعضويين في مجتمعهم‪َ ،‬تعتب ُر قضايا الإنسان‬
  ‫عام ًة قضايا تعنيها بالدرجة الأولى‪ ،‬قصص‪“ :‬نهاية قصة مفترضة‪-‬‬

                     ‫كاريكاتور‪ -‬العتبة‪ -‬عصفوران أط َّل من الشباك”‪.‬‬

      ‫عشر‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬وهو العنوان الرئي ُس الذي‬                ‫إذا كان ال ِكتاب‪ ،‬أ ّي كتاب‪ُ ،‬يخفي محتواه‪ ،‬ولا ُيفصح‬
   ‫انساقت صاحب ُته مع التوجه العام الذي يتحكم في‬
 ‫اختيار عناوين المجموعات‪ ،‬فهو عنوا ُن القصة الثالثة‬              ‫عنه‪ ،‬فإن العنوا َن يتكفل بإظهار أسراره‪ ،‬ويكشف‬
   ‫في ترتيب عناوين المجموعة‪( :‬بألف خير‪ ..‬وخير!‪-‬‬               ‫العناصر الخفية أو الظاهرة بشكل مختزل وموجز(‪،)1‬‬

       ‫نهاية قصة مفترضة‪ -‬عود الحملة‪“ -‬سوبر”‬                     ‫هذا إذا سعى الكات ُب‪ ،‬القاص هنا‪ ،‬إلى الاشتغال على‬
                                                              ‫خي ٍط راب ٍط بين النصوص‪ ،‬انطلا ًقا من تجرب ٍة إبداعي ٍة‬
  ‫جارات‪ -‬كاريكاتور‪ -‬ألوان‪َ -‬جرحة حب‪ -‬العتبة‪-‬‬
  ‫مطر‪ ..‬مطر‪ -..‬عصفوران أطلا من الشباك‪ -‬هدية‪-‬‬                                         ‫ُمغاير ٍة تختز ُنها مجمو َع ُته‪.‬‬
                                                                ‫يمتجخمذوعح ٍةضقو ُرص أصوي ٍةغياما ُبألالواع ًنناوامنخاتللفر ًةئ؛ي لأس ّنبي ِمنَن الس ُكطتَّاو ِرب‬
                 ‫وجهان‪ -‬قبل أن يكبر‪َ -‬ت ْخليطة)‪.‬‬                ‫َم ْن َتهزمه الحكاي ُة وتنفل ُت منه الفكر ُة لي ِضي َع معه‬
   ‫تشترك هذه العناوين في الصيغة الاسمية‪ ،‬والاسم‬                 ‫عنوا ُن النص‪ ،‬فما با ُلنا بعنوان المجموعة؛ الذي نلح‬
                                                                 ‫على أفضلية اختلافه صيغ ًة مع عناوين النصوص‬
      ‫في ُبعده ال ّدلالي يرتبط بالسكون‪ ،‬مقابل حركية‬            ‫الداخلية‪ ،‬وضرورة أن يكون المُم ِس َك بخيوط حكاية‬
‫الأفعال‪ ،‬وفي هذا إشارة أولى إلى ما قد يميز نصوص‬                  ‫التجربة القصصية المتجسدة في ُمجم ِل النصوص‪.‬‬
‫المجموعة‪ ،‬في أنها تخلق فضا ًء سرد ًّيا مشتر ًكا‪ ،‬يعكس‬
                                                                   ‫“ ُعو ْد ال َح ْمل ْة” عنوا ُن مجموع ٍة قصصي ٍة للكاتبة‬
   ‫هوية تجربة الذات الكاتبة‪ ،‬خلاف ما قد يوحي به‬                ‫عائشة بورجيلة‪ ،‬صدرت ضمن منشورات مجموعة‬
          ‫عنوان المجموعة؛ لأنه ا ْختِير من عناوينها‪.‬‬
                                                               ‫البحث في القصة القصيرة بالمغرب‪ ،‬الكتاب السادس‬
     ‫عنوا ُن “ ُعو ْد ال َح ْمل ْة” في علاقته المباشرة بالنص‬
     ‫داخل المجموعة يوحي بظاهرة التشييء‪ .‬ورد في‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54