Page 102 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 102
العـدد 32 100
أغسطس ٢٠٢1
العامية لتضعنا في قلب مشهد واقعي:
-إنت عارفة ظروف اخوك ،بلاش عند ،يلّلا بينا!
-هارفع قضية ُخلع يا جاد.
-خلع أيه يا مجنونة! تبهدلي العيال.
-أنا مش مجنونة.
-إنت ست العاقلينُ ،ب ّصي( ..نور) دي مش
هتشوفي وشها خالص ،هاتفضلي في بيتك».
وافقت صفاء على العودة للمنزل ،وفرح الولدان
واحتضن أحدهما أخاه ،لكن السارد فاجأنا بخبر
إحالة جاد إلى التقاعد المبكر ،فبدا الحزن في صوته،
مرتبه الشهري نقص ج ًّدا .لا تدرك صفاء ،ما
يجري إدرا ًكا كام ًل ،وهذه هي مأساتها ،حاول
جاد أن يلامسها ،فقالت له« :لازم تمشي يا جاد
النهارده يوم نور».
يعود السرد لنور لإضاءة جوانب من شخصيتها،
يقول السارد إن نور لا يعجبها اسمها ،بل تمنت
أن يكون اسمها ليل ،فالليل ساحر وجميل ،ثم ما
هو أشد فت ًكا ،أن تعترف نور لجاد بأنها سبق لها
الزواج من مدير مدرسة ،عملت بها ساب ًقا ،زوا ًجا
عرفيًّا ،وأن والدها كانت له علاقات نسائية عديدة،
أحيا ًنا لا يتذكر اسمها (أي نور) من كثرة أبنائه.
كيف اعترفت ومتى اعترفت نور لجاد؟ بعد أن
تيقنت من وقوعه في شباكها.
لم يكن السرد في حاجة إلى القول مباشرة ،بأن نور
تحب الخطر ،هي مجنونة بالمغامرة ،شبقة ،شغوفة
بالحياة ،وهذه هي علامات الإغواء عندها .لكن جاد
في حاجة إلى إخبارها بتدهور موقفه المالي ،فهل
يمثل هذا الموقف نو ًعا من العيش في الخطر الذي
تحبه؟
تقبلت نور الخبر ،هي قوية بما فيه الكفاية ،حينما
ظهرت أمامه في وضع مثير للشهوة فكر جاد في
صفاء ،كان «يحتاج أن يغطي عري روحه».
أطول مقاطع النص جاء في هذا القسم الخامس
بعنوان «لأن النهاية حيلة بشرية» ،وفيه لجأت
الكاتبة لتسريع السرد speedبالحوار ،لا بترك
مسافة زمنية ،أو ما يسمى في علم السرد الفترة
أو المدة ( ،Duration)9لذلك سنعلم بانضمام نور
إلى بيت صفاء من الحوار لا من السرد ولا من
الوصف ولا من القطع والوصل .ولقد اتخذت