Page 103 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 103
نون النسوة 1 0 1
نور القرار بغير تردد ،عادت إلى عملها في المدرسة
وأصبحت صفاء حاضنة لطفلها هادي .تظهر
قدرات نور :براعة في معرفة الكمبيوتر ،وتكسب
ثقة الأولاد حين تساعدهم في مذاكرة دروسهم،
لذلك يتعجب السارد عندما يسقط جاد مري ًضا بين
الحياة والموت ،ويتساءل عن سر تعلقها به؟ وماذا
ستخسر لو مات جاد؟
تنهي الكاتبة نصها بحيلة مسرحية بارعة ،إذ يظهر
السارد متحد ًثا مباشرة إلى القارئ ،عن نور فيقول:
«عند كتابتي لرواية (مثل أسرة سعيدة) سأجعلها
تهجر جاد ،عند طرده من العمل ،أو لا تقبل الزواج
منه من الأساس».
***
كانت غواية الجسد موضو ًعا لقصة «النزعة
النسائية»( )10التي كتبها عيسى عبيد ()١٩٢٢
وقصة «أكان لا بد يا لي لي أن تضيئي النور؟»()11
ليوسف إدريس ( .)١٩٩٠ -١٩٢٧في القصة الأولى
جعل عيسى عبيد من الفتاة الأرمنية المتمصرة
«هرمين أركانيان» امرأة مغوية ،أغوت فريد
مسعود «بأن وقفت في شرفتها مرتدية غلالة
ليلية بيضاء تشف عن مفاتنها الشابة» ،وقد أنهى
الكاتب القصة بدرس أخلاقي وموعظة فجة« :إن
المرأة لا تجلب إلى الإنسان اللذة والسعادة ،ولكن
الاضطراب والوساوس السوداء والشقاء»( .)12أما
يوسف إدريس فقد جعل من ليلى التي تسميها أمها
لي لي امرأة مغوية ،أغوت الشيخ عبد العال إمام
مسجد الشبوكشي في حي الباطنية ،ولي لي نصف
مصرية ،فأبوها جوني جندي إنجليزي عاشر أمها
ليلة واحدة وتزوجها في الصباح ،ثم سافر ومات
في الحرب .لا يعول يوسف إدريس على الوعظ،
إنه محلل نفسي يفسر أسباب الإغواء من جانب
المرأة ،وأسباب الوقوع في الغواية من جانب الرجل،
بل يلفت النظر أن الكاتب قد توقف أمام اسم
الجامع الذي يخطب فيه عبد العال ويؤذن للصلاة،
فوجد أنه اسم تركي ،ورأى السارد في القصة أن
الشبوكشي لا بد أنه ظلم ونهب المصريين ثم بنى
الجامع ،وإ ًذا فنحن نرى تطو ًرا في التناول السردى