Page 98 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 98

‫العـدد ‪32‬‬        ‫‪96‬‬

                                                   ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬   ‫د‪.‬إبراهيم منصور‬

             ‫إغواء الجسد وإغواءات الروح‪:‬‬
‫دراسة سردية في قصة «مثل أسرة سعيدة»‬

     ‫شادي‪ ،‬فيقع في حبها‪ ،‬الشابة التي أحبها جاد‬      ‫تظهر «المرأة المغوية» في القصص منذ القدم‪ ،‬في‬
 ‫اسمها (نور)‪ ،‬وقد صار جاد بعد لقائه بها عاش ًقا‪،‬‬
                                                       ‫الأدب المصري القديم‪ ،‬وفي الكتاب المقدس‪ ،‬وفي‬
   ‫وذات يوم أخبر زوجته صفاء أنه سوف يتزوج‬               ‫القرآن الكريم‪ ،‬وفي الأدب العربي الحديث عند‬
   ‫امرأة أخرى‪ ،‬فلم تمهله صفاء حتى يكمل الخبر‪،‬‬      ‫عيسى عبيد‪ ،‬وأمين يوسف غراب‪ ،‬ونجيب محفوظ‪،‬‬
    ‫بل غابت عن الوعي‪ ،‬فاضطر لتأجيل الخبر‪ ،‬ثم‬            ‫ويوسف إدريس وغيرهم‪ ،‬وقد عالجت الأديبة‬
   ‫بدا وكأن جاد قد انصرف عن فكرة الزواج‪ ،‬لكن‬       ‫الشابة «تيسير النجار» موضوع «المرأة المغوية» في‬
    ‫الحقيقة أنه كان قد غرق في العشق على نح ٍو لا‬   ‫قصتها الصادرة في يناير عام ‪ ،٢٠٢٠‬بعنوان «مثل‬

     ‫يقاوم‪ ،‬تزوج جاد من معشوقته نور في الس ّر‪،‬‬                                      ‫أسرة سعيدة»‪.‬‬
 ‫وتركت عملها في المدرسة‪ ،‬ثم حملت نور من جاد‪،‬‬       ‫يقدم (جاد) نفسه في الصفحة ‪ ٣٠‬من القصة قائ ًل‪:‬‬
‫وعند وضع طفلها علمت صفاء بخبر الزواج فتركت‬
                                                        ‫«أنا رجل قدري‪ ،‬درست مثل إخوتي‪ ،‬التحقت‬
   ‫المنزل لتعيش مع أخيها‪ ،‬وبعد مدة استطاع جاد‬      ‫بالعمل في المصلحة‪ ،‬بمعاونة أبي‪ ،‬تزوجت لأن أمي‬
    ‫إقناع صفاء بالعودة للمنزل فعادت‪ ،‬وفي تطور‬      ‫مريضة‪ ،‬رغبت في إنجاب أطفال مثل الجميع»‪ .‬جاد‬
                                                    ‫هو الرجل الذي أغوته المرأة في القصة التي شاءت‬
      ‫جديد‪ ،‬أخبر جاد زوجته وابنيه أنه قد أصبح‬
    ‫بلا عمل؛ لأن المصلحة التي يعمل بها قد أحالته‬      ‫المؤلفة أن تطلق عليها تسمية «متتالية قصصية»‬
‫للمعاش المبكر‪ ،‬في هذه الظروف كان لا بد من جمع‬        ‫مع أنها ليست كذلك هي «قصة طويلة» أو رواية‬
    ‫الزوجتين والأولاد في بيت واحد لمعالجة الآثار‬
    ‫الاقتصادية للمعاش المبكر‪ ،‬قبل ْت صفاء بوجود‬                      ‫قصيرة أي نوفيللا(‪.Novella )1‬‬
 ‫نور وابنها (هادي) في بيتها‪ ،‬وعادت نور للعمل في‬     ‫يعيش (جاد) مع زوجته (صفاء) وولدين له منها‪،‬‬
‫المدرسة‪ ،‬بينما أصبح شادي طالبًا في كلية الهندسة‪،‬‬   ‫الأكبر (شادي) الذي يدرس في الثانوي ويرغب أن‬
  ‫حاول جاد أن يعمل في شركة أمن‪ ،‬ثم لم يلبث أن‬        ‫يصير مهند ًسا‪ ،‬والأصغر (فادي) الذي يدرس في‬
 ‫تهاوت صحته‪ ،‬فسقط مغشيًّا عليه أقرب إلى الموت‬
                                                     ‫المدرسة في المرحلة الأولية‪ ،‬وحين تدعو َم ْدرس ُت ُه‬
                                  ‫منه إلى الحياة‪.‬‬     ‫لحفل‪ ،‬يرغب في حضور والديه‪ ،‬فيذهبان‪ ،‬هناك‬
                                                      ‫يلتقي الأب جاد بمعلّ َمة شابة لا تكاد تكبر ولده‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103