Page 107 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 107
نون النسوة 1 0 5
حسن المودن نادية هناوي القصة القصيرة ،فإن ثمة آراء لنقاد وضعوها
ضمن أشكال الرواية ،كما تشير د.نادية هناوي في
أنه« :وقد يتعدى محكي الانتساب العائلي كو َنه
مجر َد موضوع ٍة من موضوعا ِت المحكي ،ليتحو َل سلسلة مقالات لها على خصوصية هذا النوع من
الكتابة ،مشيرة إلى أن مائعية هذا الشكل التي لن
إلى بني ٍة على أساسها يتأسس المحكي ،فأص ُل ترتفع بالقصة إلى مستوى الرواية ،كما لن تنزل
المحكي وأسا ُسه في التحلي ِل النفسي ليس بالعائلة،
بها إلى مستوى القصة القصيرة(.)1
بل إ َّن الأم َر يتعلق بالحكاي ِة العائلي ِة التي تؤلفها تميل تيسر النجار إلى إدخال المتلقي في لعبتها
الذا ُت الكاتبة ،ويكون موضو ُعها علا َق َتها بعالمها السردية بطريقة ناعمة ،فهي لا تقتحم أسوار
العائلي ،وقد تكون حكاي ًة «واقعي ًة» كما قد تكون فهمه بلغة عاصفة بالاستعارات أو متكلفة النحت
متخيل ًة .وهذه الحكاي ُة العائلي ُة التي تؤدي دو ًرا والنسج ،إنما تقوم برسم مشاهد متحركة وفتح
أبواب مواربة لنقل الإحساس وكأنة عطر يتسرب
تأسيسيًّا ،وتتقدم كأنها بني ٌة لا شعوري ٌة في بالتدريج حتى يستولي على مواضع الإحساس،
مختل ِف محكيا ِتنا ونصو ِصنا السردي ِة هي ما دون مباشرة ،هذه الطريقة في اتخاذ الهدوء وسيلة
يسميه سيغموند فرويد بـ»الرواية العائلية»(.)2 للحكي منحت القص عندها ميزة المسافة اللازمة
في مجموعة مثل أسرة سعيدة تلتف القصص لعدم التعاطف ،فليس هناك حرارة خاطفة تميل بك
القصيرة المتشابكة عن عائلة جاد على بعض إلى جانب دون سواه ،الحقوق والواجبات ليست
التصورات النمطية لتفرض هي قيمها وعلائقها لعبها المفضلة ،هي لا تحكم ولا تصادر حق أحد،
الخاصة ،ويمكن متابعتها عبر :اتساع الحدث.. ستخبرنا بما حصل ،ببرود جدة حكاءة اعتادت
على سرد القصص في الليالي الطويلة على الصغار،
واتساع الرؤيا ..واتساع المعنى: ستترك الأحكام بعي ًدا لتهتم بمتعة الجري وراء
اليومي والبسيط والمعتاد ،عبر شخصيات متعددة،
-1اتساع الحدث لكل شخصية مرآتها الخاصة التي تعكس لنا فيه
القصة الأولى يوم ممل لعائلة في صباح معتاد، الحدث من خلال وجهة نظرها.
تدور كل الأمور مثلما ينبغي لها ،سوى بعض يتعدد مستوى النظر إلى المشكلة بتعدد
الشخصيات التي تراوح في تمثيلها ،لكل شخصية
قصتها الخاصة وإن كانت متورطة في نسج
الحكاية كلها ،وسيكون من المناسب ج ًّدا اختيار
مقاربة السرد العائلي إلى هذه المتتالية ،وسيعرف
الهفذارانلمفسيه ِةو ُممارطرتي َقرهوإبليىرالفنيق ِدكاتالأبدهاب اِّيل بشفهيضِرلالالنصااقددرِة
سنة 1972م تحت عنوان :رواية الأصول وأصول
الرواية .وهو يقوم على بحث العلاقات العائلية
وطرائق تمثلها ،ومن الثابت والمعروف أن العائلة
كانت واحدة من ثيمات الكتابات على مر العصور،
ينتمي هذا النوع من الكتابة إلى مثل التصور
عن العالم ،التصور الذي يبدأ من العائلة متخ ًذا
منها الأفكار المجردة ليحاول فيما بعد تمثيلها
على العالم ،قيم وأفكار تتعلق بالعدالة والهيمنة
والعاطفة والتمرد ،ويذكر الدكتور حسن المودن