Page 110 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 110

‫العـدد ‪32‬‬  ‫‪108‬‬

                                                     ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

 ‫بالرواية العائلية‪ ،‬التي يحتفظ كل إنسان‬               ‫‪ -‬خليه عندي يا (نور)‪ ،‬نامي إنتي عشان شغلك‪.‬‬
 ‫منها بنسخته الخاصة ويبني عليها فيما‬                    ‫عقدت شعرها‪ ،‬ثم سحبت اللحاف على جسدها‬
  ‫بعد مجموعة روابط مع العالم والحياة‪،‬‬                                                       ‫النحيل‪.‬‬
‫تلاعبت الكاتبة هنا بهذه العلاقات جعلت‬
 ‫منها قابلة للحركة والتغيير وعصية على‬                ‫‪ -‬صفاء دي حنينة أوي يا (جاد)‪( ،‬هادي) هيبات‬
                                                                             ‫عندها‪ ،‬تصبح على خير‪.‬‬
     ‫التصنيف والانتماء‪ ،‬مثل علاقة الأخ‬
‫الأكبر بمن يليه‪ ،‬جعلت منها علاقة أبوة‪،‬‬                                    ‫‪ -‬وأنت من أهله يا نوري»‪.‬‬
‫علاقة شادي بالمعلمة‪ ،‬علاقة حب أمومي‪،‬‬                  ‫يصف هذا المقطع بعض أشكال توسع المعنى عبر‬
‫علاقة نور بصفاء‪ ،‬علاقة تعاطف‪ ،‬علاقة‬
                                                          ‫اختبار توقعات جديدة لحياة عائلية‪ ،‬التمست‬
     ‫جاد بهم جمي ًعا علاقة حب وحاجة‪،‬‬                 ‫الفكرة وسيلة لتمثيلها‪ ،‬وعبرت على الزمان والمكان‬
‫تكاتفت هذه العلاقات لصنع قصة ممتعة‬                   ‫الواضح‪ ،‬فالكاتبة تميل إلى وضع عناوين مثل أول‬

      ‫عن عائلة معتادة بطريقة فيها جدة‬                  ‫الصبح‪ ،‬بعد الظهيرة‪ ،‬عند الغروب‪ ،‬والأمكنة في‬
‫واجتهاد عبر اقتراح توزيعها في متتالية‪،‬‬                                             ‫الغالب هي البيت‪.‬‬

    ‫تتضمن كل إمكانات القصة القصيرة‬                        ‫ترفع المجموعة من قدرات القارئ المعتاد عبر‬
  ‫من السخرية واقتصاد باللغة واكتناز بالدلالات‬           ‫توثبها في التجريب‪ ،‬ودخولها عوالم القصة من‬
                                                     ‫أبواب بسيطة ج ًّدا‪ ،‬مثل الأحداث اليومية والمشاعر‬
     ‫وعوالم عالية الإحساس‪ ،‬موحية إلى حد بعيد‬           ‫الإنسانية‪ ،‬لكنها في نفس الوقت عميقة ج ًّدا عبر‬
  ‫بالشك بما يحدث‪ ،‬طريقة جمع الأفكار البسيطة‬             ‫استعمال ناجح وذكي لمسافة باردة بين النص‬
  ‫المألوفة في قالب هذه المتتالية منحها إيحا ًء بعدم‬      ‫والواقع‪ ،‬مسافة أحيا ًنا تكون ساخرة وأحيا ًنا‬
   ‫التصديق أو الانفلات من قالب الواقع الثقيل‪/‬‬           ‫قادرة على توضيح الفكرة وثالثة لا مبالية‪ ،‬كما‬

     ‫حكاية تبدأ بالحلم وتنتهي بميتاقص‪ ،‬يذكرنا‬                                     ‫إيقاع الحياة تما ًما‪.‬‬
 ‫بوسيلة بريخت بفصل المتلقي عن الدراما‪ ،‬عندما‬              ‫يرتبط محكي الانتساب العائلة بمجموعة من‬
                                                           ‫الافتراضات في وصف العلاقة داخل العائلة‬
                      ‫تفصل المتلقي عن الدراما‪:‬‬          ‫وص ًفا ينبئ بالحالة النفسية للشخصيات‪ ،‬فهو‬
‫«حركة يد (نور) المضطربة‪ ،‬جبهتها المتعرقة تثير‬              ‫في الأساس يعتمد مقاربة فرودية لما أسماه‬

   ‫تعجبي‪ ،‬ما سر تعلقها بـ(جاد) على هذا النحو‪،‬‬
 ‫إن مات ماذا ستفقد؟ سيدة بهذا الشغف للحياة‪،‬‬
 ‫ستجد بدي ًل عنه في أي شيء‪ ،‬أضافت لنفسها في‬
  ‫مخيلتي لمسة من المثالية لا تناسبها‪ ،‬عند كتابتي‬
‫لرواية (مثل أسرة سعيدة) سأجعلها تهجر)جاد)‬

   ‫عند طرده من العمل‪ ،‬أو لا تقبل الزواج به من‬
                                       ‫البداية»‬

                            ‫الهوامش‪:‬‬

    ‫‪ -1‬التجنيس في القصة القصيرة بين المتوالية‬
‫والدورة‪ ،‬نادية هناوي‪ ،‬موقع الناقد العراقي ‪/24‬‬

                                    ‫‪.2019 /2‬‬
      ‫‪ -2‬محكي الانتساب العائلي‪ ،‬حسن المودن‪،‬‬

                       ‫الفيصل‪ 1 ،‬يوليو ‪.2018‬‬
                                    ‫‪ -3‬نفسه‪.‬‬
                                    ‫‪ -4‬نفسه‪.‬‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115