Page 168 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 168

‫العـدد ‪32‬‬                          ‫‪166‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                        ‫المرتد المحتمل‪ .‬ولكن إذا‬
                                                             ‫رفض الشخص أو لم ي ُت ْب‪،‬‬
‫يدعمون بالفعل عالمية حقوق الواقع المتن ِّوع‪ .‬إ َّن التوفيق‬
‫الإنسان ومفهوم الحرية بين الأديان من ناحية‪،‬‬                   ‫يجوز للمحكمة أ ْن ُتصدر‬
‫الدينية الذي يشمل حق المرء والحداثة والتن ُّوع من ناحية‬           ‫تصري ًحا بالتح ُّول عن‬
‫في تغيير دينه؛ وهذا يشير أخرى هو أمر لا يمكن‬
‫إلى أ َّن تحقيق هذا التح ُّول تحقيقه بفاعلية من خلال‬        ‫الإسلام‪ .‬بالرغم من أ َّن هذه‬
‫عقيدة واحدة فقط‪ ،‬بل عن‬        ‫ليس بالأمر المستحيل‪.‬‬          ‫العملية تستغرق وقتًا طوي ًل‬
‫طريق تعزيز مجتمع تع ُّددي‪،‬‬
   ‫متسامح‪ ،‬متن ِّوع الثقافات‬  ‫حماية آراء الأقليات الدينية‬        ‫إلى ح ٍّد ما‪ ،‬فهناك ميزة‬
                                                            ‫كبيرة تتمثَّل في الاستعاضة‬
‫مثل أستراليا(‪ .)59‬في الواقع‪،‬‬    ‫الهدف الأساسي للحق في‬
 ‫لن يحدث أ ّي تغيير إذا ظل‬    ‫الحرية الدينية في أ ّي مجتمع‬        ‫عن العقوبات القاسية‬
                                                             ‫بفرض ال ُّنصح أو الإرشاد‬
   ‫قادة الأديان الإبراهيمية‬      ‫من المجتمعات هو حماية‬         ‫[أو بلغة الفقه الإسلامي‪:‬‬
     ‫وأبناء الأديان المختلفة‬      ‫حقوق الأقليات الدينية‪.‬‬
     ‫(وكذلك غير المتدينين)‬     ‫المسلمون أنفسهم في معظم‬           ‫الاستتابة]‪ .‬فهذا أفضل‬
    ‫صامتين َخ ْشية حدوث‬          ‫دول العالم اليوم يمثلون‬     ‫بكثير من ال َجلد أو السجن‬
                                 ‫أقليات؛ ما يعني استفادة‬
 ‫غضب أو استياء‪ ،‬أو ما هو‬      ‫أتباع الإسلام في هذه الدول‬          ‫أو ال َّرجم حتى الموت‪.‬‬
‫أسوأ من ذلك‪ :‬أقصد وقوع‬            ‫من هذه الحرية الثمينة‪.‬‬      ‫على النقيض من ذلك‪ ،‬فإن‬
                                ‫إ َّن المسلمين يتوقعون ذلك‬
  ‫عنف أو التع ُّرض لعقوبة‪.‬‬      ‫ويطالبون به‪ .‬في أستراليا‪،‬‬         ‫الإجراء في سنغافورة‬
‫يكمن مبدأ الاحترام والقبول‬                                      ‫أكثر مباشرة وصراحة‪.‬‬
                                    ‫تحظى الحرية الدينية‬          ‫فالشخص الذي يرغب‬
 ‫المتبادلين في صلب الحركة‬        ‫بحماية محدودة بموجب‬
      ‫العالمية لحماية حقوق‬                                       ‫في التخلي عن الإسلام‬
     ‫الإنسان العالمية‪ .‬يمكن‬        ‫المادة ‪ ١١٦‬من الدستور‬       ‫يحضر فقط جلسة ُنصح‬
                                ‫الأسترالي‪ .‬حول نص هذه‬         ‫في مكتب مفتي الدولة‪ .‬إذا‬
 ‫ملاحظة وجود مؤشر جيد‬          ‫المادة ص َّرح رئيس المحكمة‬    ‫كان الشخص‪ ،‬بعد ال ُّنصح‪،‬‬
  ‫على قبول الاختلاف الذي‬                                     ‫ُيص ّر على تغيير دينه‪ ،‬فإن‬
                                     ‫العليا‪ ،‬القاضي لاثام‬    ‫حرية ضمير هذا الشخص‬
‫يمكن أ ْن يحدث في أستراليا‪،‬‬           ‫‪ ،Latham‬قائ ًل(‪:)58‬‬   ‫ُتحترم‪ .‬فلا جلد‪ ،‬ولا سجن‪،‬‬
       ‫على سبيل المثال‪ ،‬من‬                                  ‫ولا رفض لطلبه‪ .‬فيما يتعلق‬
                                                               ‫بقضية لينا جوي‪ ،‬خلص‬
  ‫خلال نشاط مركز الحوار‬                                         ‫بعض المعلقين إلى أ َّن ما‬
 ‫بجامعة لاتروب‪ .‬كما يمكن‬                                       ‫وصلت إليه هذه القصية‬
‫ينبغي أن نتذكر جي ًدا أ َّن مشاهدته في إعلان الجامعة‬           ‫كان نتيجة حتمية في بلد‬
‫الغرض من المادة ‪ 116‬ليس الكاثوليكية الأسترالية(‪)60‬‬
‫حماية دين الأغلبية‪ .‬فدين في ملبورن‪ ،‬الذي تم التنويه‬                       ‫مثل ماليزيا‪.‬‬
‫الأغلبية يمكنه أ ْن يحمي فيه عن تأسيس أول‬                    ‫من أجل التوفيق بين الحق‬
‫ذاته بذاته‪ .‬إ َّن المادة ‪ 116‬كرسي أستاذية في العالم‬         ‫الأساسي في الحرية الدينية‬
‫تهدف في الأساس إلى حماية في العلاقات الكاثوليكية‬            ‫والمبادئ الدينية الإسلامية‪،‬‬
‫الحرية الدينية للأقليات‪ ،‬لا الإسلامية‪ .‬وكذلك في جامعة‬       ‫لا ب ّد من حدوث تح ُّول كبير‬
‫سيَّما الأقليات التي لا تحظى غريفيث في بريسبان‪،‬‬               ‫في المواقف داخل الإسلام‬
‫حيث يو ِّفر معهد غريفيث‬       ‫بشعبية‪.‬‬                         ‫تجاه ال ِّر َّدة وقبول التنوع‬

‫إ َّن للعالم مصلحة كبيرة للدراسات الآسيوية‬                       ‫الروحي‪ .‬إ َّن العديد من‬
‫ج ًّدا في التوفيق بين أديان فرصة قيِّمة للحوار بين‬             ‫المسلمين في جميع أنحاء‬
‫أهل الكتاب وبين المفاهيم الأديان(‪ .)61‬فهذا المعهد‬             ‫العالم‪ ،‬بما في ذلك العلماء‪،‬‬
‫الحديثة للتسامح وقبول يو ِّفر فرصة للتع ُّرف على‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173