Page 169 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 169

‫حول العالم ‪1 6 7‬‬

     ‫بكرامة أساسية تتطلب‬         ‫الإنسانية والأشخاص الذين‬         ‫الأبعاد السياسية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬
‫الاحترام والحماية القانونية‬         ‫لا يؤمنون بأ َّية معتقدات‬     ‫والقانونية للحرية الدينية في‬
 ‫هي فكرة مستمدة‪ ،‬جزئيًّا‪،‬‬                             ‫دينية‪.‬‬      ‫منطقة آسيا والمحيط الهادئ‪.‬‬
‫من المثل الأعلى المشترك بين‬
‫كل الأديان الإبراهيمية‪ ،‬ذلك‬             ‫خاتمة‬                       ‫هناك المزيد من أمثال هذه‬
 ‫المثل الذي يتم التعبير عنه‪،‬‬                                          ‫الكيانات في أستراليا‪ .‬في‬
 ‫مجاز ًّيا‪ ،‬بالقول بأ َّن البشر‬    ‫تو ِّفر مبدأ حقوق الإنسان‬
‫جمي ًعا ُيخلقون «على صورة‬            ‫العالمية أرضية مشتركة‬         ‫الواقع‪ ،‬إنها تزدهر وتنتشر‬
                                                                    ‫بكثرة‪ .‬لكن يجب أ ْن تكون‬
   ‫الرب»‪ .‬هناك معتقد آخر‬          ‫لجميع الناس كي يتواصلوا‬
‫يتقاسمه «أهل الكتاب» وهو‬               ‫ويتفاعلوا مع بعضهم‬               ‫هذه الكيانات على علم‬
                                                                     ‫بمسألة ال ِّر َّدة والمناقشات‬
  ‫الإيمان بوحدانية الخالق‪،‬‬       ‫البعض‪ .‬إ َّن مثل هذه الحقوق‬       ‫الأخرى وأ ْن تضطلع بدور‬
‫فض ًل عن عدد من المعتقدات‬           ‫ضرورية لكل إنسان من‬              ‫في بناء مؤسسات حقوق‬

    ‫الدينية الأخرى‪ .‬من هذا‬       ‫أجل السماح له بتحقيق ذاته‬            ‫الإنسان في منطقة آسيا‬
   ‫المنطلق‪ ،‬يمكن بناء قبول‬           ‫الفريدة‪ ،‬وذكائه‪ ،‬وحسه‬          ‫والمحيط الهادئ‪ .‬فهذه هي‬
‫مشترك للتن ُّوع الذي يدعمه‬            ‫الأخلاقي‪ .‬ولكن حقوق‬            ‫المنطقة الوحيدة في العالم‬
     ‫الإعلان العالمي لحقوق‬            ‫الإنسان العالمية تسبِّب‬      ‫التي تفتقر إلى ميثاق شامل‬
 ‫الإنسان والمواثيق اللاحقة‪.‬‬                                       ‫لحقوق الإنسان وإلى محكمة‬
                                   ‫نو ًعا من الشعور بالإزعاج‬       ‫أو كيان معيَّن لجعله فعا ًل‪.‬‬
       ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن تقليد‬          ‫أو الحرج‪ ،‬لأن َم ْن ينادون‬
    ‫التح ُّركات السابقة نحو‬        ‫بها (أو يطالبون بتطبيقها)‬          ‫وأستراليا في وضع جيد‬
   ‫التسامح‪ ،‬تلك التح ُّركات‬       ‫يختلفون عنا تما ًما في كثير‬         ‫يسمح لها بالمساهمة في‬
  ‫التي استغرق تحقيقها في‬         ‫من الأحيان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهذه‬            ‫حوار من هذا النوع‪ .‬إ َّن‬
     ‫مجتمعات أخرى قرو ًنا‬           ‫الحقوق ليست مستح َدثة‬              ‫مثل هذا الحوار يتطلب‬
 ‫عديدة‪ ،‬سوف يكون ِس َباقا‬                                             ‫ما هو أكثر من الولاءات‬
    ‫مع الزمن‪ .‬لكن لا ب ّد أ ْن‬         ‫أو جديدة‪ .‬فلها أصول‬        ‫ال َق َبلية والصراعات الحزبية‪.‬‬
 ‫نأمل في فوز البشرية بهذا‬         ‫تاريخية(‪ )62‬في أفكار قديمة‬
   ‫السباق من أجل مستقبل‬          ‫تعود إلى قرون‪ ،‬أفكار تتعلق‬             ‫يمكن لأتباع المعتقدات‬
    ‫العالم ومستقبل جنسنا‬         ‫بالمق ِّومات الأساسية للمعنى‬       ‫الدينية المختلفة أ ْن يتعلموا‬
                                  ‫الحقيقي للوجود الإنساني‪.‬‬
                  ‫البشري‬          ‫إ َّن فكرة أ َّن البشر يتمتعون‬      ‫من بعضهم البعض‪ ،‬بل‬
                                                                      ‫يمكنهم أي ًضا أ ْن يتعلموا‬
                                                                     ‫من المفكرين ذوي النزعة‬

                                                                ‫مصدر المقال‪:‬‬

‫‪Luca Anceschi, Joseph Anthony Camilleri, Ruwan Palapathwala and Andrew Wick-‬‬
‫‪ing (Eds), Religion and Ethics in a Globalizing World (Palgrave Macmillan, New York,‬‬
‫‪2011). Chapter by M.D. Kirby, “The People of the Book: Reconciling Religious Funda-‬‬
‫‪mentals with Universal Human Right”, pp.85-101.‬‬

    ‫تعتمد أجزاء من هذا المقال على محاضرة غريفيث للمؤلف‪« :‬حقوق الإنسان الأساسية وال ِّر َّدة الدينية»‪،‬‬
                                                                                               ‫انظر‪:‬‬

‫‪Griffith Law Review 151 :)2001( 17.‬‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174