Page 192 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 192

‫العـدد ‪32‬‬                                     ‫‪190‬‬

                                ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

   ‫داخل شعوب هذه المنطقة‬           ‫دينان أساسيان في مصر‬        ‫المسيحية في مصر‬
 ‫عبادة الأنثى الربة‪ ..‬وكانت‬            ‫وفي العالم ولا يعرف‬
  ‫الربات الإناث في الديانتين‬                                   ‫رءوف مسعد‬
‫الإغريقية والرومانية يحتللن‬        ‫المنتمون إلى الدينين شيئًا‬
   ‫أمكنة رفيعة عند الشعوب‬           ‫مه ًّما عن ديانة “الآخر”‬   ‫(أمستردام)‬
  ‫اليونانية والرومانية وتجد‬         ‫الذين يقاسمونهم الحياة‬
   ‫هذا بوضوح في الأوذيسة‬            ‫والموت والأرض والقدر‬

                ‫الهومورية‪.‬‬                      ‫كمصريين‪.‬‬
  ‫أريد أن أقول إن ديانات ما‬                         ‫***‬

    ‫قبل اليهودية والمسيحية‬         ‫لنبدأ من البداية ونقول لا‬
  ‫والإسلام تغلغلت عمي ًقا في‬        ‫يعنينا هنا سوى الواقع‪:‬‬
‫وجدان وأفئدة من يتعبد بها‪،‬‬      ‫فالدين ‪-‬أي دين– بجانب أنه‬
‫وأصبحت هذه الديانات جز ًءا‬       ‫نصوص تنظم حياة ورؤية‬
                                ‫المؤمنين بها في الدنيا كما في‬
    ‫مه ًّما من الثقافة الجمعية‬   ‫الآخرة‪ ،‬هو أيضا طقوس و‬
 ‫أي ًضا لهذه الشعوب‪ ،‬وإلا لما‬
‫ظهرت المسرحيات الإغريقية‬                           ‫فرائض‪.‬‬
                                                    ‫***‬
      ‫من درامية وتراجيدية‬
   ‫ومعها بالطبع “حكايات”‬          ‫قبل تواجد المسيحية في‬

              ‫هوموريوس‪.‬‬         ‫مصر عاشت الديانة المصرية‬
       ‫وسنعرف ‪-‬كما وجد‬               ‫القديمة بآلهتها المتعددة‬
   ‫الباحثون في علم الديانات‬           ‫وتطورت مع الإنسان‬
      ‫المقارن‪ -‬أن المصريين‬
  ‫المسيحيين تمسكوا بفهمهم‬          ‫المصري لأكثر من خمسة‬
      ‫“الفلسفي” عن “الأب‬         ‫آلاف سنة قبل ميلاد السيد‬
    ‫والابن والروح القدس”‪،‬‬       ‫المسيح‪ .‬كانت منطقة حوض‬
 ‫كما تمسكوا أي ًضا برؤيتهم‬
    ‫لطبيعة المسيح الناسوتية‬        ‫المتوسط وما حولها منبع‬
       ‫واللاهوتية‪ ،‬وابتعدوا‬           ‫الديانات “التوحيدية”‬
   ‫بذلك عن الكنيسة الغربية‬
      ‫البيزنطية‪ ،‬بل وانشقوا‬        ‫الثلاث‪ .‬وعاشت قبل ذلك‬
     ‫عليها وأسسوا الكنيسة‬        ‫لآلاف السنين تعبد ديانات‬
    ‫“الأرثوذكسية” المصرية‬
   ‫ومقرها كان بالإسكندرية‬             ‫“تعددية” أهمها ديانة‬
 ‫(ومعناها العقيدة القويمة)‪،‬‬         ‫عشتار في منطقة العراق‬
‫وتحملوا الاضطهاد من روما‬
 ‫وبيزنطة مرتين‪ :‬مرة لأنهم‬             ‫وسورية وما حولهما‪،‬‬
    ‫خرجوا عن طوع النسق‬           ‫وديانة إيزيس في مصر وما‬
 ‫الإمبراطوري السائد الوثني‬
 ‫الرسمي واعتنقوا المسيحية؛‬                          ‫حولها‪.‬‬
                                  ‫وسنكتشف بسهولة كيف‬

                                       ‫أن الديانات التعددية‬
                                       ‫اهتمت كثي ًرا بالأنثى‬
                                   ‫الربة‪ ..‬لبضعة آلاف سنة‬
                                    ‫قبل اليهودية والمسيحية‬
                                   ‫والإسلام‪ ..‬لذا تغلغلت في‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197