Page 197 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021

‫ثمة أقوال مبتسرة للسيد المسيح‬ ‫الإخلاص)‬
‫في الأناجيل الأربعة عن "كينونته"‬
‫هذا هو “الفخ” الأول المرتبط‬
‫الإلهية‪ ..‬ونحن نعلم أن " ُكَّتاب"‬
‫الأناجيل الأربعة ليسوا هم "الرسل"‬ ‫بالفخ الثاني‪ :‬أن تحبل‬
‫الذين تظهر أسماؤهم على الأناجيل‬
‫باعتبارهم الكُّتاب‪ ،‬بل أشخاص آخرون‬ ‫عذراء لم يمسسها رجل وأن‬
‫لا نعرفهم لكنهم اعتبروا أن تلاميذ‬
‫تلد صبيًّا بواسطة الروح‬
‫السيد المسيح هم من أوحوا لهم‬ ‫القدس؟ يصبح ابنًا لله‪ ،‬بل‬
‫بكتابة هذه الأناجيل‪.‬‬ ‫وقرينًا له في بعض الطوائف‪،‬‬
‫وفي قانوني الإيمان المسيحي‬

‫الأرثوذكسي والكاثوليكي‪.‬‬

‫في البشارة التي بشر بها‬

‫الملاك السيدة مريم يقول‬
‫إِل ِذهاا‪:‬ن َت“َب ََوذا ْْذت ُك ِْمر ْن ِ َأف ْهالِْل َهِكاَتا َم ِبَكا ًَنما ْر َي َم‬
‫(‪َ )16‬فا َّت َخ َذ ْت ِمن‬ ‫ُدَشو ْرِن ِقِهيًّْما‬
‫ِح َجا ًبا َف َأ ْر َس ْل َنا إِ َل ْي َها‬
‫ُرو َح َنا َف َت َمثَّ َل َل َها َب َش ًرا‬
‫َس ِو ًّيا (‪َ )17‬قا َل ْت إِ ِّني َأ ُعو ُذ‬
‫رءوف)‬ ‫يسوع لأنه يخلص شعبه من‬ ‫ُكن َت َت ِقيًّا‬ ‫إِن‬ ‫ِمن َك‬ ‫ِبال َّر ْح َم ِن‬
‫ويتحدث الأنبا بيشوى‬ ‫خطاياهم” (متى‪ :‬الإصحاح‬ ‫َر ُسو ُل‬ ‫َأ َنا‬ ‫إِ َّن َما‬ ‫(‪َ )18‬قا َل‬
‫عن الأناجيل “الحقيقية”‬ ‫َر ِّب ِك ِ َل َه َب َل ِك ُغ َل ًما َز ِكيًّا‬
‫فيقول‪“ :‬إن في متحف بودمر‬ ‫الأول)‬ ‫(‪( .”)19‬سورة مريم)‬
‫‪ Bodmer‬بسويسرا توجد‬ ‫هذا يقودنا إلى معرفة‬
‫أقدم نسخة في العالم من‬ ‫“كتابة” الأناجيل الأربعة‬ ‫وهذا لا يختلف كثي ًرا عما‬
‫إنجيل يوحنا من منتصف‬ ‫“القانونية” وما هي؟‬ ‫ورد في الأناجيل الأربعة‬
‫القرن الثاني الميلادي على‬ ‫سأرجع هنا إلى كتاب الأنبا‬
‫بردية باللغة اليونانية‪ ..‬وقد‬ ‫بيشوى “الرد على البهتان”‬ ‫“القانونية” عن طريقة حبل‬
‫اكتشفت هذه الأناجيل في‬ ‫يقول‪“ :‬عانت الكنيسة في‬
‫القرن العشرين في دشنا‬ ‫عصور الاضطهاد التي مرت‬ ‫السيدة مريم‪ ..‬لكن المولود‬
‫ونجع حمادي بصعيد مصر‪،‬‬ ‫بها من إبادة وإتلاف أعداد‬
‫وهي مطابقة لما بين أيدينا‬ ‫خيالية من الكتب المقدسة‪،‬‬ ‫كما قال الملاك لخطيبها‬
‫الآن من هذه الأناجيل”‪.‬‬ ‫وبالأخص في عصر داكيوس‬
‫وحتى لا ُندخل القراء في‬ ‫(‪ )251 -249‬ودقلديانوس‬ ‫الحائر يوسف “لما مريم‬
‫متاهات تفسيرات طائفية‪/‬‬ ‫(‪393 -305‬م)”‪ ..‬ويواصل‬
‫ثقافية‪ /‬عقائدية نقول بثقة‬ ‫الأنبا بيشوي “ولكن ما‬ ‫كانت مخطوبة ليوسف‬
‫مع علماء اللاهوت المسيحي‬ ‫زالت بين أيدينا نسخ كاملة‬
‫إن الأناجيل تمت كتابتها‬ ‫من المخطوطة الفاتيكانية‬ ‫ولم يجتمعا وجدت حبلى‬
‫من أناس مختلفين غير‬ ‫والمخطوطة السينائية‬
‫الذين تم وضع أسمائهم‬ ‫والمخطوطة الإسكندرانية‬ ‫من الروح القدس‪ .‬فيوسف‬
‫على الأناجيل الأربعة‪،‬‬ ‫للكتاب المقدس كام ًل” (أي‬
‫العهدين القديم والجديد‪-‬‬ ‫رجلها كان با ًّرا ولم يشأ أن‬
‫يشهرها أراد تخليتها س ًّرا‪،‬‬
‫ولكن فيما هو متفكر في هذه‬

‫الأمور إذ ملاك الرب قد ظهر‬
‫له في حلم قائ ًل‪ :‬يا يوسف‬

‫ابن داوود لا تخف أن تأخذ‬

‫مريم امرأتك لأن الذي حبل‬

‫بها هو من الروح القدس‪.‬‬

‫فستلد ابنًا وتدعو اسمه‬