Page 200 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 200
العـدد 32 198
أغسطس ٢٠٢1 مؤمن سلام
الكنيسة الكاثوليكية لقيم تطور الكنيسة وتجمدت الأرثوذكسية عند خلقيدونية
التنوير والحداثة ،بل واعتبارها
الكاثوليكية
قيم مسيحية من خلال تقديم
تأصيل إنجيلي لهذه القيم. القارئ لتاريخ الكنيسة
أسباب تطور الكنيسة الكاثوليكية سيجد أنها قد مرت
الكاثوليكية بعدة مراحل من التطور ،الأولى
هى مرحلة الاضطهاد الشامل
في خلال المرحلة الثالثة
من مراحل تطور الكنيسة للمسيحية حتى القرن الرابع
الكاثوليكية وتحدي ًدا بحلول الميلادي مع اعتناق الإمبراطور
القرن السادس عشر بدأت قسطنطين (272م337 -م)،
الثورة العلمية والدينية ،ثم
لاح ًقا في القرن السابع عشر الثانية مرحلة التبعية الكاملة
والثامن عشر الثورة الفلسفية للدولة وسيطرة الإمبراطور على
ثم السياسية على الكنيسة
الكاثوليكية ،كرد فعل طبيعي الكنيسة والدولة والخضوع
على استبدادها وفسادها .قاد التام لسلطة الدولة عم ًل
هذه الثورة رجال دين أبرزهم
مارتن لوثر وجون كالفن، بوصايا بولس الرسول ،والتي
وعلماء أشهرهم ليوناردو دا تضمنت محاولة الكنيسة خلق
فينشي ،ومفكرين وفلاسفة سلطة روحية موازية للسلطة
أبرزهم مكيافللي وتوماس
مور وكوبرنيكوس ،ثم جاء السياسية من خلال نظرية
فلاسفة العقد الإجتماعي هوبز السيفين من القرن الخامس
ولوك وروسو ،ونقاد الكتاب وحتى نهاية القرن العاشر ،أما
المقدس وعلى رأسهم سبينوزا، المرحلة الثالثة فكانت مع دخول
ثم كان عصر الأنوار الذي القرن الحادي عشر وجلوس
مثل انقلاب في الفكر الإنساني البابا جرجوري السابع (-1015
من ديكارت إلى فولتير وهيوم )1085على كرسي البابوية
وكانط وأول فلاسفة النسوية
ماري وولستونكرافت ،وصو ًل عندما نجحت الكنيسة في
التخلص من سيطرة الإمبراطور
لداروين.
زخم علمي وفلسفي كبير شكل على الكنيسة بل والسيطرة
تحد ًيا فلسفيًّا وعلميًّا وعقائد ًّيا على الدولة ليصبح البابا المالك
للكنيسة الكاثوليكية ،قابلته للسيفين الزماني والروحي
الكنيسة في البداية بالعنف وهى المرحلة التي استمرت
والقمع الذي تراوح بين السجن لأكثر من 7قرون لتنتهي مع
وحرق الكتب والإعدام وحرق الثورة الأمريكية ثم الفرنسية
وأخي ًرا قانون العلمانية الفرنسي
عام .1905أما المرحلة الرابعة
والأخيرة وهى التي نعيشها
الآن فيمكن التأريخ لها بعام
1965مع نهاية مجمع الفاتيكان
الثاني وصدور وثائقة ،والذي
ُيمكن اعتباره إعلان خضوع