Page 201 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 201

‫‪199‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫مارتن لوثر‬  ‫جون كالفن‬            ‫توماس مور‬                         ‫العلماء والفلاسفة مثل جوردانو‬
                                                                      ‫برونو (‪ ،)1600 -1548‬إلا‬
 ‫في مقابل كنيسة روما وكنيسة‬      ‫(‪336 -250‬م)(‪ )2‬الذي أدى إلى‬
   ‫بيزنطة‪ ،‬حيث تمتعت كنيسة‬        ‫أول مجمع مسكوني في تاريخ‬          ‫أن التراكم المعرفي الذي أحدثه‬
    ‫الإسكندرية بموقع مرموق‬                                           ‫المفكرين والعلماء الذين قادوا‬
  ‫مكنها من ممارسة نفوذ أكبر‬          ‫المسيحية وهو مجمع نيقية‬
      ‫وصلاحيات أوسع داخل‬             ‫الأول‪ ،‬لمواجهة هذه الأفكار‬         ‫مسيرة التنوير بالرغم من‬
                                  ‫الآريوسية والذي بلور «قانون‬         ‫خطورتها‪ ،‬فلم ينافقوا سلطة‬
‫وخارج مصر‪ ،‬إلى درجة وصفها‬          ‫الإيمان» القائم حتى اليوم‪ .‬إلا‬
  ‫بـ»فراعنة الكنيسة»(‪ ،)3‬فيقول‬   ‫أن هذه «الهرطقات» كما تسميها‬           ‫ولا جماهير ودفعوا أثما ًنا‬
  ‫عزيز سوريال «ولكن المسألة‬        ‫الكنيسة لم تكن ذات أثر كبير‬        ‫باهظة مقابل فكرهم وعلمهم‬
   ‫هنا سياسية بالدرجة الأولى‪،‬‬      ‫على وحدة الكنيسة المسيحية‪.‬‬        ‫الذي يتصادم مع التفسيرات‬
 ‫إذ إنه ُقصد بمجمع خلقيدونية‬       ‫ثم كان مجمع خلقيدونية عام‬       ‫الكنسية للدين آنذاك‪ ،‬كان لا بد‬
  ‫تقليم أظافر الكنيسة المصرية‬     ‫‪ 451‬م‪ ،‬وهو المجمع الذي شهد‬        ‫أن يؤدي في النهاية إلى تراجع‬
  ‫التي رأى البابا الروماني أنها‬     ‫انقسام الكنيسة المسيحية إلى‬      ‫الكنيسة واستسلامها للأفكار‬
                                 ‫يعاقبة وملكانيين الذين أصبحوا‬        ‫الجديدة‪ ،‬ليس فقط بالتوقف‬
‫قد تجاوزت حدودها»(‪ .)4‬ويقول‬                                          ‫عن مطاردتها وقمعها ومنعها‬
‫في موضع آخر «وبهذا تم نسف‬              ‫لاح ًقا أقبا ًطا أرثوذوكس‬    ‫ومعاقبة أصحابها‪ ،‬بل إنها مع‬
                                     ‫وكاثوليك وروم أرثوذكس‪،‬‬        ‫الوقت تبنتها‪ ،‬وأ َّولت نصوصها‬
   ‫القانون السادس لمجمع نيقيا‬        ‫ليستمر الانقسام حتى هذه‬
‫المسكوني الذي نص على التأكيد‬     ‫اللحظة‪ .‬وإذا كان الشائع والمُعلن‬                     ‫وف ًقا لها‪.‬‬
‫على الحقوق التاريخية لأسقفيتى‬     ‫أن سبب الانشقاق هو الخلاف‬           ‫أى أن الكاثوليكية تبنت قيم‬
                                  ‫حول طبيعة المسيح هل هو من‬         ‫الحداثة في النهاية‪ ،‬بعد صراع‬
    ‫الإسكندرية وأنطاكيا‪ ،‬وذلك‬    ‫طبيعة واحدة أم طبيعتين‪ .‬إلا أن‬       ‫مرير مع الفلاسفة والعلماء‬
  ‫لرفع كنيسة القسطنطينية إلى‬     ‫هناك من يرى أن الأمر سياسي‬
  ‫المقام الثاني بعد مدينة روما‪،‬‬  ‫يتعلق بمكانة كنيسة الإسكندرية‬                      ‫والمفكرين‪.‬‬
 ‫على حساب كنيسة الإسكندرية‬
                                                                      ‫انفصال الكنيسة‬
                 ‫العريقة»(‪.)5‬‬                                           ‫الأرثوذكسية‬

                                                                   ‫تشاركت الكنيسة الأرثوذكسية‬
                                                                       ‫مع الكنيسة الكاثوليكية في‬
                                                                       ‫المرحلتين الأوليتين‪ ،‬مرحلة‬
                                                                       ‫الاضطهاد ومرحلة التبعية‬
                                                                       ‫للدولة‪ ،‬حيث كانت الكنيسة‬

                                                                    ‫المسيحية كيا ًنا واح ًدا باستثناء‬
                                                                        ‫انشقاقات صغيرة هنا أو‬

                                                                     ‫هناك مثل الغنوصية المصرية‬
                                                                         ‫في القرن الثاني الميلادي‬

                                                                      ‫على يد المُعلمين السكندريين‬
                                                                       ‫فالنتينوس (‪160 -100‬م)‬
                                                                     ‫وباسيليوس(‪ ،)1‬والأريوسية‬
                                                                     ‫التي ظهرت في مصر أي ًضا في‬
                                                                      ‫القرن الثالث على يد آريوس‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206