Page 234 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 234

‫العـدد ‪32‬‬                         ‫‪232‬‬

                            ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                   ‫الثامن في عام ‪1298‬م للقيام‬
                                                            ‫بحملة صليبية للاستيلاء‬
     ‫إكرا ًما لسيدنا يسوع‬        ‫على الأراضي المقدسة‪،‬‬
‫المسيح ولرفع شان الإيمان‬          ‫وأن الحصار البحري‬        ‫على الأراضي المقدسة‪ .‬وقد‬
                               ‫الذي سوف تشرف عليه‬          ‫تأثر مارينو سانودو بهذه‬
   ‫المسيحي كما تريدون»‪.‬‬        ‫الأساطيل الأوروبية‪ ،‬هو‬    ‫الكراهية من خلال إقامته مع‬
   ‫وحسب الدراسة القيمة‬        ‫أقصر الطرق للقضاء على‬       ‫الكاردينال ريكاردوس‪ ،‬فبدأ‬
    ‫فقد كان ثمة دافع آخر‬    ‫اقتصاد مصر وما يتبعه من‬       ‫مارينو بكتابة كتابه الخطير‬
‫توافق فيه مارينو سانودو‬         ‫القضاء عليها عسكر ًّيا‪.‬‬     ‫«كتاب الأسرار للمؤمنين‬
   ‫مع البابوية‪ ،‬وهو رغبة‬        ‫فأدرك مارينو سانودو‬
 ‫البابوية في نشر المسيحية‬      ‫أنه لكي تستعيد البابوية‬         ‫بالصليب في استرجاع‬
                                ‫نفوذها الذي فقدته كان‬      ‫الأراضي المقدسة والحفاظ‬
     ‫في أفريقيا على المذهب‬      ‫لا بد وأن تتبنى تحقيق‬
 ‫الكاثوليكي دون غيره من‬         ‫ما يعود بالصالح العام‬         ‫عليها»‪ ،‬وحسب الباحث‬
                                 ‫على المسيحيين جمي ًعا‪،‬‬      ‫فيظهر في كلمات مارينو‬
    ‫المذاهب الأخرى‪ ،‬وهي‬       ‫فرأى مارينو سانودو من‬      ‫سانودو مدى تعصبه الشديد‬
     ‫نفس الفكرة التي كان‬         ‫هذا المنطلق بداية طيبة‬  ‫ضد المسلمين عندما وصفهم‬
‫ينادي بها مارينو سانودو‬       ‫لكتابة مشروعه الصليبي‪،‬‬     ‫بالآثمين الجاحدين الكافرين‪،‬‬
 ‫ورغبته في نشر المسيحية‬        ‫يجدد فيه دعوة البابوية‬      ‫وطالب بضرورة سحقهم‪،‬‬
  ‫في البلاد الموجودة تحت‬    ‫للمسيحيين للقيام بالحروب‬         ‫ورأى أنه باسترجاع عكا‬
 ‫أيدي المسلمين‪ .‬حيث رأى‬       ‫الصليبية مرة أخرى ضد‬           ‫يكون قد حدث تحول في‬
‫أنه من الضروري أن يقوم‬      ‫المسلمين في الشرق الأدنى‪،‬‬      ‫تاريخ المسيحية باعتبار أن‬
   ‫جيش الصليبيين بنشر‬             ‫لإعادة الاستيلاء على‬       ‫ذلك رفع مكانة المسلمين‬
  ‫المسيحية في المناطق التي‬     ‫الأراضي المقدسة منهم‪.‬‬           ‫وألحق الأسى والحزن‬
‫يحتلها المسلمون‪ .‬ويستدل‬        ‫ويتضح مما سبق توحد‬
      ‫من ذلك توافق رغبة‬       ‫دوافع البابوية مع الدافع‬            ‫بنفوس الصليبيين‪.‬‬
   ‫مارينو مع البابوية التي‬  ‫الذي كان يرمي إليه مارينو‬          ‫وفي موضع آخر يقول‬
  ‫كانت ترى أن أي مذهب‬          ‫سانودو‪ ،‬وهو الاستيلاء‬        ‫مارينو سانودوا‪« :‬خربوا‬
    ‫آخر تدين به الشعوب‬       ‫على الأراضي المقدسة‪ ،‬مما‬       ‫القوة الاقتصادية لمصر»‪،‬‬
                              ‫يبين إيمان مارينو‬           ‫هو أفضل الطرق للاستيلاء‬
            ‫يعتبر هرطقة‪.‬‬        ‫سانودو بأفكار‬
      ‫ولذلك فإن كثير من‬     ‫البابوية‪ ،‬ومما يؤكد‬
      ‫أصحاب المشروعات‬        ‫ذلك ما جاء بحديثه‬
        ‫المقترحة لاستعادة‬       ‫إلى البابا يوحنا‬
   ‫الاستيلاء على الأراضي‬       ‫الثاني والعشرين‬
‫المقدسة ‪-‬والسابق الإشارة‬         ‫عندما قدم إليه‬
      ‫إليها‪ -‬قد أكدوا على‬    ‫المشروع الصليبي‪،‬‬
‫ضرورة التجهيزات الدينية‬        ‫وهي‪« :‬إني أتقدم‬
    ‫لضمان قيام أي حملة‬          ‫إلى قداسة البابا‬
 ‫صليبية‪ ،‬وكانوا يرون أن‬        ‫بعمل لاسترجاع‬
 ‫الأراضي المقدسة ضاعت‬         ‫الأراضي المقدسة‬
      ‫من أيدي المسيحيين‬      ‫إلى أيدي النصارى‬
  ‫الصليبيين بسبب أخطاء‬
   ‫الصليبين وعدم إيمانهم‬
 ‫بقضية الأراضي المقدسة‪،‬‬
‫ولذلك كان تشجيع الجنود‬
   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239