Page 237 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 237

‫‪235‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫انتهاء الصلاة في قاعة‬       ‫يعلم البعض أن الكنائس‬       ‫هزيمة ‪ ،67‬ثم بعد إطلاق‬
      ‫سفلية لتناول بعض‬          ‫القبطية ‪-‬سواء في مصر‬         ‫السادات لأيدي الإخوان‬
                                 ‫أو المهجر‪ -‬تبني وتدار‬    ‫لتسيطر على مفاصل الحياة‬
‫الأطعمة السريعة ‪-‬تسمي‬           ‫بأكملها‪ ،‬بداية من شراء‬
    ‫لقمة محبة «أجابي»‪-‬‬          ‫الأرض وبناء المباني إلى‬        ‫في مصر منذ منتصف‬
                             ‫مصاريف الإدارة والخدمة‬       ‫السبعينيات‪ ،‬واستمرار ذلك‬
 ‫ولكن الأهم هو للتعارف‪،‬‬       ‫المستمرة بما فيها مرتبات‬
‫وهذا هو الدور الاجتماعي‬         ‫الكهنة‪ ،‬هي كلها بتمويل‬                ‫في عهد مبارك‪.‬‬
                                                               ‫اتصلت بالقس القبطي‬
 ‫والعائلي والنفسي الهائل‬           ‫مباشر وحصري من‬           ‫الوحيد‪ ،‬أبونا غبريال عبد‬
‫الذي قامت به الكنيسة في‬       ‫تبرعات الأفراد وليس من‬     ‫السيد‪ ،‬وكان صدي ًقا لوالدي‬
‫المهجر‪ ،‬ولا تزال‪ ،‬بشكل لا‬                                  ‫أبونا بولس باسيلي ‪-‬وابنه‬
‫تفعله بنفس القدر الكنيسة‬              ‫دولة أو مؤسسة‪.‬‬     ‫دكتور جورج عبد السيد هو‬
 ‫في مصر‪ ،‬حيث لا يحتاج‬                                     ‫بدوره صديقي‪ ،-‬وحضرت‬
 ‫سكان الكنانة إلى وسائل‬        ‫الدور الاجتماعي‬             ‫تأسيس أول كنيسة قبطية‬
                                   ‫والعائلي‬               ‫في أمريكا في مدينة جرسي‬
     ‫تلاقي وتعارف بينما‬                                     ‫سيتي بولاية نيوجرسي‪،‬‬
    ‫لديهم العائلة المترامية‬   ‫لا يحتاج أي مهاجر قبطي‬       ‫والتي تتميز بأنها على بعد‬
 ‫الأطراف ودوائر المعارف‬       ‫حديث الوصول أن يعرف‬         ‫دقائق بالصبواي من مدينة‬
    ‫من الجيران والدراسة‬                                        ‫نيويورك‪ ،‬حيث توجد‬
 ‫والعمل والشارع والبقال‬         ‫القسيس القبطي معرفة‬           ‫فرص العمل مع رخص‬
                                 ‫شخصية‪ ،‬فكل ما عليه‬         ‫ايجاراتها نسبيًّا‪ ،‬فصارت‬
      ‫والحلاق والصيدلي‬         ‫هو أن يسأل أي مصري‬             ‫هي الملاذ المنطقي الأول‬
 ‫وبقية منظومة الالتصاق‬       ‫آخر‪ :‬أين الكنيسة؟ فيدلونه‬   ‫لتجمع المهاجرين المصريين‪،‬‬
‫البشري الحميم في مصر‪.‬‬          ‫فيذهب ليتعرف على الأب‬         ‫من كنيسة واحدة في كل‬
                                  ‫الكاهن وعلي مجموعة‬       ‫الولايات المتحدة في ‪1970‬‬
     ‫ربما لا يوجد مهاجر‬        ‫المهاجرين السابقين‪ ،‬وفي‬        ‫إلى حوالي ‪ 200‬كنيسة‬
‫قبطي لم يستفد من الدور‬           ‫ساعة واحدة بعد نهاية‬       ‫قبطية اليوم تابعة لثماني‬
                                   ‫قداس الأحد يستطيع‬     ‫أبرشيات لكل منها مطران أو‬
     ‫الاجتماعي للكنيسة‪،‬‬          ‫المهاجر الجديد التعرف‬   ‫أسقف‪ ،‬ولا تكاد توجد ولاية‬
 ‫خاصة في سنواته الأولى‬           ‫والتواصل مع مجموعة‬        ‫أو مدينة كبيرة أو صغيرة‬
                                   ‫كبيرة من الأشخاص‬      ‫في أمريكا اليوم بدون كنيسة‬
       ‫في المهجر‪ ،‬رغم أن‬     ‫متنوعة المجالات والتجارب‪،‬‬   ‫أو أكثر‪ ،‬بعضها يخدم مئات‬
 ‫النصائح والمعلومات التي‬     ‫فيستفيد منهم في محاولات‬         ‫العائلات وآلاف الأفراد‪،‬‬
‫يتلقاها ممن سبقوه ليست‬                                     ‫وبعضها ‪-‬خاصة الجديدة‬
                                   ‫استيعابه لطلاسم ما‬      ‫منها‪ -‬لا يتعدي أعضاؤها‬
  ‫كلها صحيحة‪ ،‬فبعضها‬          ‫يواجهه من غرائب وألغاز‬            ‫عشرات العائلات‪ ،‬قد‬
  ‫لأن من أسس شخصية‬            ‫ومخاطر الحياة الأمريكية‬    ‫يخدمهم كاهن زائر‪ ،‬إذ ليس‬
‫المصري أنه لا يعترف أنه‬       ‫الجديدة عليه في كل شيء‪،‬‬      ‫لديهم القدرة المالية الكافية‬
‫لا يعرف شيئًا‪ ،‬فيفتي بما‬     ‫وكانت الكنيسة القبطية منذ‬      ‫للقيام بمرتب ومصاريف‬
   ‫لا يعرف‪ ،‬وبعضها لأن‬       ‫بدايتها في أمريكا قد طبقت‬    ‫كاهن متفرغ وعائله‪ ،‬وقد لا‬
  ‫المصري مغرم بالتفاخر‬         ‫نظام الكنائس الأمريكية‪،‬‬
‫بإنجازات ومكانة مفبركة‪،‬‬       ‫حيث يتجمع المصلون بعد‬

      ‫وكلمة الحقيقة كلمة‬
‫نسبية لديه‪ ،‬ودقة المعلومة‬

    ‫هي نوع من الرفاهية‬
   ‫في حياته‪ ،‬ومع ذلك فلا‬
   ‫شك أن المهاجر الجديد‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242