Page 238 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 238

‫العـدد ‪32‬‬                         ‫‪236‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                   ‫سيجد قلة صادقة في رغبتها‬
                                                                 ‫في المساعدة‪ ،‬فيستفيد‬
‫من الأمثلة الأخرى نسمع‬          ‫مكالمة من زوجة في حالة‬          ‫المهاجرون من لقاءاتهم‬
   ‫عن سيدة تتصل أي ًضا‬        ‫من الرعب تقول إن زوجها‬              ‫الأسبوعية بالكنيسة‪،‬‬
                                                                 ‫وأغلبهم يستمرون في‬
 ‫في ساعة متأخرة‪ :‬إلحقنا‬             ‫أصيب بضيق تنفس‬               ‫علاقتهم بها حتى يوم‬
  ‫يا بونا ابني كان في بيت‬      ‫شديد وطلبوا له الإسعاف‬
                                                            ‫رحيلهم عن الدنيا والصلاة‬
    ‫أصحابه ويظهر عملوا‬           ‫الطاريء وهو في طريقه‬         ‫علي جثمانهم في الكنيسة‪.‬‬
‫دوشة أو حاجة فالبوليس‬              ‫للمستشفي فألحقنا يا‬          ‫وحين أتحدث عن دور‬

  ‫أخدهم‪ ،‬ما ينفعش الواد‬          ‫أبونا‪ ،‬فيسأل الأب وهل‬      ‫اجتماعي للكنيسة فالحقيقة‬
   ‫يفضل هناك من فضلك‬            ‫زوجك الآن تحت العناية‬         ‫أنني لا أعطي الدور حقه‬
‫تطلعوا يا بونا‪ .‬هذا بالطبع‬                                    ‫كام ًل‪ ،‬لأن الكنيسة تلعب‬
 ‫إلي جانب ما لا ينتهي من‬          ‫الطبية؟ تقول نعم لكن‬
    ‫المشاكل الزوجية التي‬         ‫لا نعرف ما سيحدث له‬       ‫دو ًرا في حياة المهاجر خاصة‬
  ‫يطلبون فيها تدخل أبونا‬                                      ‫المحدث يشمل كل جوانب‬
   ‫ليوفق بين الزوجين أو‬            ‫الحقنا يا أبونا‪ ،‬ويبدو‬      ‫الحياة‪ ،‬بد ًءا من الناحية‬
 ‫بين الوالدين والأولاد أو‬          ‫أن في ذهن الزوجة أن‬        ‫المادية في بعض الحالات‪،‬‬
   ‫بين العائلات وبعضها‪.‬‬        ‫وجود أبونا في المستشفي‬         ‫فبعض العائلات ‪-‬خاصة‬
   ‫وهكذا يعمل أبونا ليس‬       ‫وصلواته بجانب زوجها قد‬
                                ‫يكتب له الشفاء والنجاة‪.‬‬    ‫من يحضرون نتيجة للقرعة‬
    ‫فقط كأب روحي لكن‬             ‫هذا الإرهاق لطاقة الأب‬       ‫العشوائية‪ -‬يهبطون على‬
 ‫كطبيب إسعاف ومحامي‬                ‫الكاهن من قبل شعب‬
                                ‫الكنيسة سببه هو التعليم‬    ‫الكنيسة في بلد المهجر‪ ،‬عادة‬
       ‫طواريء ومشرف‬            ‫الخاطيء عن دور الصلاة‬           ‫نيويورك أو كاليفورنيا‪،‬‬
 ‫اجتماعي وطبيب نفساني‬            ‫فيما يتعلق بالمرض‪ ،‬مما‬       ‫وليس لهم مكان آخر ولا‬
                              ‫يؤدي إلى توهم أن الصلاة‬           ‫معهم ما يكفي حياتهم‬
  ‫ومسؤول هجرة وممثل‬              ‫أو التواجد بالكنيسة أو‬           ‫أسبو ًعا واح ًدا‪ ،‬فتجد‬
  ‫سياسي‪ ،‬وح َّلل لجميع‬        ‫طقس تناول الجسد تحمي‬             ‫الكنيسة نفسها مضطرة‬
‫المشاكل والهموم والمآسي‬          ‫من الإصابة بالمرض أو‬         ‫للتكفل بهم بشكل فوري‪،‬‬
 ‫التي من الممكن أن تواجه‬           ‫الشفاء منه‪ ،‬وقد أدت‬            ‫فتسكنهم مع عائلات‬
 ‫أي عضو في الكنيسة هو‬         ‫تجربة فيروس كورونا إلى‬             ‫أو أماكن بديلة مؤقتة‬
                               ‫تصرفات مؤسفة ومريرة‬             ‫حتى يمكن تدبير موارد‬
    ‫وكل عائلته ومعارفه‪،‬‬          ‫من قبل الكثيرين‪ ،‬فتجد‬         ‫مالية وسكنية تكفل لهم‬
   ‫ويبدو أن الكثيرين من‬          ‫الحامل للفيروس يذهب‬                       ‫الاسقلالية‪.‬‬
   ‫الأقباط‪ ،‬حتى من طالت‬         ‫لمقابلة الكاهن وتقبيل يده‬     ‫وحتي العائلات المستقرة‬
   ‫سنواتهم في المهجر‪ ،‬قد‬       ‫أو احتضانه طالبًا الصلاة‬
  ‫اصبحوا قليلي الحيلة إلى‬     ‫متوه ًما أنها طريق الحماية‬   ‫الميسورة في أمريكا كثي ًرا ما‬
  ‫درجة إلقاء كل أحمالهم‬             ‫من عواقب الفيروس‬       ‫تلقي على عاهل الآباء الكهنة‬
‫ومشاكلهم على كاهل الأب‬         ‫المميتة‪ ،‬وللأسف أدى هذا‬     ‫ما لا يطاق من الطلبات التي‬
    ‫الكاهن‪ ،‬فهم يخطئون‬         ‫الفهم الخاطيء إلى إصابة‬      ‫قد تفوق المعقول والمحتمل‪،‬‬
‫تفسير قول السيد المسيح‬             ‫نسبة عالية من الآباء‬
                                 ‫الكهنة وأعضاء الكنيسة‬       ‫فمن الحالات الكثيرة التي‬
      ‫«تعالوا إل َّي يا جميع‬    ‫بالفيروس وما يعقب هذا‬       ‫أسمع بها أن يتلقي الكاهن‬
  ‫المتعبين وثقيلي الأحمال‬                                    ‫في ساعة متأخرة من الليل‬
‫وأنا أريحكم»‪ ،‬فيتصورون‬                 ‫من مرض ووفاة‪.‬‬
‫أن هذا معناه القاء أثقالهم‬
 ‫علي الأب الكاهن باعتباره‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243