Page 243 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 243

‫‪241‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫ما حدث لخادم مدرس‬                   ‫المسيحية نفسها‪.‬‬          ‫كليًّا عن الجوهر المتسامي‬
  ‫مدارس أحد كان الأولاد‬               ‫في النهاية لا بد من‬     ‫للرسالة المسيحية في الصدق‬
  ‫يقفزون من نوافذ الدور‬         ‫تسجيل أن التأثير الأقوى‬
 ‫الأرضي للفصل في وسط‬             ‫على الأجيال الثانية ‪-‬أي‬              ‫والنقاء ومحبة الآخر‬
                                   ‫الأولاد والأحفاد‪ -‬من‬         ‫ومساعدة الضعيف والنطق‬
    ‫الحصة لمدى الفوضى‬           ‫العائلات القبطية المهاجرة‬
‫وعدم انضباطهم‪ ،‬وأخذهم‬           ‫هو من المدرسة الأمريكية‬            ‫بالحق والمطالبة بالعدالة‬
‫هذا المدرس يو ًما في زيارة‬       ‫والثقافة والفكر والإعلام‬       ‫للجميع وليس فقط لنفسك‬
                              ‫والسوشيال ميديا وأساليب‬
  ‫لإحدى المولات التجارية‬          ‫الحياة الأمريكية وليس‬                          ‫وقبيلتك‪.‬‬
‫المجاورة‪ ،‬وما إن دخلوا من‬             ‫تأثير الكنيسة الذي‬        ‫لم تستطع الكنيسة القبطية‬
‫باب المول حتى بدأ الأولاد‬        ‫يضعف تدريجيًّا‪ ،‬فبينما‬
                                  ‫تجد الصفات والخصال‬                ‫في المهجر‪ ،‬وهي في هذا‬
  ‫في الانفلات والهرولة في‬      ‫المصرية واضحة في الجيل‬                ‫تابعة للكنيسة الأم في‬
‫طرقات المول‪ ،‬فصرخ فيهم‬        ‫المهاجر الأول؛ تجد الصفات‬           ‫مصر‪ ،‬إخراج القبطي هنا‬
‫مدرس مدارس الأحد قائ ًل‬              ‫والخصال الأمريكية‬         ‫وهناك من فكر العهد القديم‬
‫بأعلى صوته‪ :‬لا لا‪ ..‬بلاش‬              ‫واضحة في الأولاد‪،‬‬        ‫الغارق في الشعائر والماديات‬
 ‫جري وفوضى‪ ،‬إحنا مش‬             ‫خاصة بعد خروجهم من‬              ‫والملموسات‪ ،‬وما يدخل فم‬
                                 ‫حضن والديهم بأساليب‬           ‫الإنسان من مأكل ومشرب‪،‬‬
          ‫في الكنيسة هنا‪.‬‬      ‫التربية المصرية الغارقة في‬     ‫إلى فكر العهد الجديد وتعاليم‬
       ‫حاليًا تقدم الكنيسة‬    ‫«التدليع» والفوضي وغياب‬              ‫السيد المسيح الذي قال‬
  ‫القبطية ما يحتاجه معظم‬         ‫الانضباط‪ ،‬فإذا بالأولاد‬           ‫إن ما يهم هو ما يخرج‬
     ‫الأقباط في المهجر مع‬     ‫«الأشقياء ج ًّدا” قبل المراهقة‬      ‫من فم الإنسان وليس ما‬
  ‫تغيير طفيف في أساليبها‬       ‫ينضجون فجأة وقد اكتمل‬          ‫يدخله‪ ،‬والذي قال إن السبت‬
  ‫مثل إقامة القداس باللغة‬       ‫تشربهم للثقافة الأمريكية‬          ‫قد صنع للإنسان وليس‬
   ‫الإنجليزية‪ ،‬وتستمر في‬      ‫السائدة التي تتطلب نض ًجا‬          ‫الإنسان للسبت‪ ،‬فتجد أن‬
‫التزايد والتوسع والانتشار‬           ‫سري ًعا والاعتماد على‬       ‫الاهتمام الكبير في الكنيسة‬
  ‫لأن مصر لا تزال ترسل‬          ‫النفس والصدق في القول‬           ‫هو على الشعائر والطقوس‬
     ‫الآلاف من المهاجرين‬        ‫والفعل وتحمل المسئولية‪،‬‬        ‫وأيام الصيام التي تبلغ أكثر‬
 ‫الأقباط كل عام إلى أمريكا‬        ‫وكلها خصال لا نربيها‬         ‫من ثلث أيام العام‪ ،‬يستغرق‬
   ‫وبالتالي تستمر الحاجة‬           ‫كمصريين في أولادنا‪.‬‬        ‫القبطي في متابعتها وتطبيقها‬
    ‫إلى الكنيسة في المهجر‪،‬‬       ‫وترى الفوضي واضحة‬               ‫حرفيًّا حتى لو رأى أن لا‬
   ‫فتظل هي الصخرة التي‬               ‫في الكثير من كنائس‬       ‫عائد روحيًّا لها عليه‪ ،‬فلا هو‬
     ‫تقف ثابتة أمام رياح‬        ‫المهجر كما هي في كنائس‬         ‫بعدها إنسان أفضل ولا هو‬
  ‫العالم‪ ،‬يلجأ إليها الأقباط‬     ‫مصر‪ ،‬خاصة في الأولاد‬           ‫بتطبيقها قد ارتفع في الفكر‬
     ‫جسد ًّيا وروحيًّا طلبًا‬     ‫الذين نراهم يهرولون في‬        ‫والسلوك‪ ،‬والمدهش أنه حين‬
 ‫للأمن والسلامة‪ ،‬كما لجأ‬          ‫الطرقات داخل الكنيسة‬         ‫تحاول القيادة الدينية بعض‬
   ‫أجدادهم دائ ًما إلى مكان‬   ‫وفي حصص مدارس الأحد‪،‬‬               ‫التطوير لهذه المسائل التي‬
‫العبادة وكاهنها الأكبر منذ‬     ‫ومن أطرف ما سمعت هو‬            ‫وضعها الآباء الرهبان البشر‪،‬‬
  ‫عبادة آمون قبل أكثر من‬                                      ‫وليس السيد المسيح‪ ،‬تجد قلة‬
 ‫خمسة آلاف سنة‪ ،‬قبل أن‬                                        ‫متشددة بين المؤمنين تنتفض‬
  ‫يعرف بقية العالم المعابد‬                                    ‫بغضب وترى في الحفاظ على‬
                                                                 ‫هذه الممارسات حفا ًظا على‬
                  ‫والآلهة‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248