Page 247 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 247

‫‪245‬‬                   ‫الملف الثقـافي‬

‫إمام عبد الفتاح إمام‬  ‫تشارلز كنجزلي‬   ‫يوسف زيدان‬                       ‫وذلك شيء فريد من نوعه‬
                                                                     ‫خاصة أن النساء في عصرها‬
       ‫بأيدلوجياته المطلقة‬              ‫وهرقليطس‪ ،‬وكانت محل‬
    ‫وذهنيته الأحادية ذات‬                   ‫تقدير وإعجاب طلابها‬            ‫لم يكن يتمتعن بمجانية‬
  ‫الرأي الواحد غير القابل‬                 ‫من المسيحيين واليهود‬           ‫التعليم‪ ،‬كما أنها في سن‬
 ‫للنقاش والمتعصب غالبًا؟‬                                                  ‫الخامسة والعشرين من‬
‫منذ كتابات القرن السادس‬                 ‫والوثنيين على حد سواء‪،‬‬         ‫عمرها عملت بالتدريس في‬
                                      ‫من بينهم سينيسيوس الذي‬         ‫جامعة الإسكندرية‪ ،‬وتدرجت‬
       ‫للكاتب داماسيوس‬                                               ‫إلى أن أصبحت رئيسة لقسم‬
    ‫‪-458( Damascius‬‬                      ‫كان فيلسو ًفا أفلاطونيًّا‪،‬‬   ‫الفلسفة‪ .‬وقد أمضت حياتها‬
                                         ‫وأصبح فيما بعد أسقف‬         ‫عزباء بإرادتها‪ .‬وعند سؤالها‬
      ‫‪538‬م)‪ ،‬إلى كتابات‬                   ‫قورينة في ليبيا‪ ،‬والذي‬     ‫عن سبب ولعها بالرياضيات‬
    ‫دكتور إمام عبد الفتاح‬              ‫شهد على أن هيباتيا معلمة‬          ‫ورفضها للزواج‪ ،‬أجابت‬
    ‫إمام‪ ،‬ودكتور يوسف‬                    ‫قديرة تفوقت بعلمها على‬          ‫بأنها متزوجة بالحقيقة‪.‬‬
  ‫زيدان في روايته عزازيل‬               ‫الفلاسفة اليونانيون‪ .‬ومن‬          ‫وكان مقتل هيباتيا إيذا ًنا‬
                                        ‫ثم أصبحت هيباتيا عميدة‬        ‫بنهاية عصر التنوير الفكري‬
       ‫التي تؤرخ وتحكي‬                                                ‫والتقدم المعرفي الذي شهدته‬
     ‫قصة قتل الفليسوفة‬                      ‫للمدرسة الأفلاطونية‬       ‫مدينة الإسكندرية لمدة ‪750‬‬
     ‫هيباتيا بتحريض من‬                     ‫المحدثة في نهاية القرن‬     ‫عا ًما‪ .‬فبعد موتها قام العديد‬
   ‫القديس كيرلس أسقف‬                                                      ‫من العلماء بترك المدينة‬
  ‫الاسكندرية وقتها‪ ،‬لأنها‬                    ‫الرابع الميلادي‪ ،‬وقد‬        ‫والانتقال إلى أثينا أو إلى‬
‫رفضت التخلي عن ديانتها‬                   ‫تزامن ذلك مع الاعتراف‬
   ‫الوثنية‪ ،‬وكانت تحاجج‬                  ‫بالمسيحية ديانة رسمية‬                     ‫مراكز أخرى‪.‬‬
  ‫مختلف الأفكار بالفلسفة‬                 ‫للإمبراطورية البيزنطية‪.‬‬         ‫قال عنها المؤرخ الكنسي‬
‫والعقل‪ ،‬والكتابات الأخرى‬               ‫فهل تعد الفلسفة بنسبيتها‬        ‫سقراط الدارس ‪Socrates‬‬
      ‫التي تنفي وجود أي‬                                                  ‫‪ Scholasticus‬في كتابه‬
   ‫صلة للكنيسة والقديس‬                         ‫المنفتحة وتحررها‬        ‫«تاريخ الكنيسة»‪« :‬كان في‬
                                             ‫وانفتاحها وتمنطقها‬           ‫الإسكندرية امرأة تدعى‬
                                         ‫لكافة الأمور عدوة للدين‬
                                                                           ‫هيباتيا ابنة الفيلسوف‬
                                                                         ‫ثيون‪ ،‬بارعة في تحصيل‬
                                                                      ‫كل العلوم‪ ،‬ما جعلها تتفوق‬
                                                                     ‫على كل الفلاسفة المعاصرين‬
                                                                       ‫لها‪ ،‬فكانت تقدم تفسيراتها‬

                                                                           ‫وشروحاتها الفلسفية‪،‬‬
                                                                         ‫خاصة فلسفة أفلاطون‪،‬‬
                                                                      ‫لمريديها الذين قدموا من كل‬

                                                                                       ‫المناطق»‪.‬‬
                                                                         ‫وكانت أفضل من يشرح‬
                                                                         ‫ويعلق على أعمال عظماء‬
                                                                          ‫الفلاسفة مثل أفلاطون‪،‬‬
                                                                        ‫أرسطو‪ ،‬وكذلك أفلوطين‪،‬‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252