Page 244 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 244
العـدد 32 242
أغسطس ٢٠٢1
إعطائها فرصة للدفاع يقول فولتير (-1694 هيباتيا الذبيحة العذراء..
عن نفسها ،لأنهم يعلمون هل كانت ملهمة نور أم رسولة ظلام؟
تما ًما أنهم سيسقطون أما « )1778إ ّن الذى يقول
لك اعتقد ما أعتقده وإلا سمر لاشين
حجتها. لعنك الله؛ لا يلبث أ ْن يقول
في العصر الحديث، لك اعتقد ما أعتقده وإلا
وبعد حدوث اتصال بين قتلتك» ..هؤلاء المتدينون
أوروبا ومصر العثمانية، من كافة الأديان السماوية
ومجيء مبشرون من يظنون أنفسهم أنهم
ومرسلون ينتمون للكنيسة جند الله في الأرض وأنهم
الكاثوليكية والكنيسة من يحرسون شريعته؛
البروتستانتية إلى مصر يمسكون في يد صكوك
والمنطقة؛ تحول بفعل الغفران وفي الأخرى سوط
التبشير الجديد عدد من
المصريين المسيحيين اللعنة ،لا وقت عندهم
المنتمين للكنيسة الأم لمحاكمة أحد ،هم يصدرون
«الكنيسة القبطية الأحكام وغيرهم ينفذها
الأرثوذوكسية» إلى بضمي ٍر مرتاح وبدون أن
الكنائس الوافدة .وهنا يفهم ل َم يفعل ذلك ،يكفي
ظهرت أصولية الكنيسة أنهم قالوا ويبقى عليه أن
القبطية الأرثوذوكسية،
وحكمت بهرطقة أتباع ينفذ.
الكنيستين الجديدتين، اتهمت الكنيسة هيباتيا
وفرضت حرما ًنا كنسيًّا (370م– 415م) بالإلحاد
على من يتصل أو يذهب والسحر ومعارضتها
للكنيستين الجديدتين، للمبادئ المسيحية ،وتش ّكل
مع أنه كان من الممكن أن جيش من الرهبان بالكنيسة
تطور من أدائها وتنقي يكن لها العداوة ويراقب
عقيدتها من الأفكار تحركاتها داخل المدينة.
المتطرفة ،ولكنها اختارت حتى كان عام 415م تعقبها
الطريق الأسهل للدفاع عن
وجودها من خلال الحكم الرهبان -أو ما أطلق
بهرطقة الآخرين والهجوم عليهم في مصادر أخرى
رعاع الإسكندرية -وهي
عليهم. عائدة من إحدى الندوات،
حدث الشيء ذاته واعتدوا عليها وجردوها
داخل الكنيسة القبطية من ملابسها ،وجروها عبر
الأرثوذكسية نفسها من شوارع الإسكندرية عارية
خلال الموقف الجماعي تما ًما بحبل ملفوف على
الرافض لرؤية ونهج يدها .وفي مقرهم عذبوها
الأب متي المسكين في فهم بسلخ جلدها حتى الموت
وحرقوا جثتها .فعلوا كل
ذلك دون أي محاكمة ودون