Page 241 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 241

‫‪239‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫وآداب وقواعد الديمقراطية‬        ‫وهذا اتهام غير صحيح‪،‬‬      ‫أمريكا‪ ،‬هو موقفهم المتوجس‬
    ‫والليبرالية والعلمانية‪.‬‬      ‫فرغم وجود عنصريين‬               ‫المعادي للأقليات غير‬
                               ‫ضد السود ‪-‬بالذات بين‬
 ‫ما يمكن لوم أقباط المهجر‬    ‫الأقباط كما يوجدون في كل‬      ‫الأوروبية‪ ،‬ويبدو هذا غريبًا‬
     ‫عليه ليس العنصرية؛‬        ‫جماعة بشرية‪ -‬فالموقف‬           ‫لأن الأقباط والمسيحيين‬
                              ‫المعادي للأقليات في أمريكا‬
   ‫ولكن الفئوية والتقوقع‬       ‫لدي أغلبية الأقباط دافعه‬    ‫الشرقيين عمو ًما هم أقليات‬
      ‫داخل الكنيسة فكر ًّيا‬  ‫خوفهم من تحويل المجتمع‬           ‫في بلادهم التي هاجروا‬
                                ‫الأمريكي على أيدي هذه‬          ‫منها يعانون ويشتكون‬
‫وسياسيًّا وكأنهم ما زالوا‬     ‫الأقليات غير الأوروبية إلى‬       ‫من درجات مختلفة من‬
    ‫في مصر‪ ،‬وقد انتخبوا‬       ‫مجتمعات تشبه المجتمعات‬
      ‫مرشح الكنيسة هنا‪،‬‬      ‫الشرق أوسطية التي هربوا‬         ‫التهميش والتفرقة‪ ،‬فكيف‬
    ‫ترامب‪ ،‬دون إدراك أو‬       ‫منها‪ ،‬فما معني الهجرة لو‬       ‫لا يتعاطفون مع الأقليات‬
   ‫اهتمام بخطورة مواقفه‬         ‫وجد المهاجر نفس عقلية‬      ‫في أمريكا ‪-‬خاصة السود‪-‬‬
    ‫على استمرارية النظام‬        ‫وثقافة وأساليب المجتمع‬        ‫وكذلك المهاجرين الجدد‬
     ‫الديمقراطي الأمريكي‬      ‫الذي هجره تلاحقه في بلد‬      ‫من أمريكا اللاتينية؟ وعليه‬
                                                          ‫رأيت في الفيسبوك من يتهم‬
 ‫العريق‪ ،‬ولكونهم قادمين‬                        ‫المهجر؟‬       ‫الأقباط المصوتين لترامب‬
    ‫من مجتمعات تسلطية‬              ‫لقد جاء الأقباط مثل‬
    ‫لم تعرف الديمقراطية‬      ‫غيرهم إلى أمريكا منجذبين‬          ‫بأنهم عنصريون مثله‪،‬‬
     ‫في تاريخها؛ فهم غير‬           ‫إلى الحضارة الغربية‬
                                    ‫ومبادئها المتمثلة في‬
  ‫واعين لدور الديمقراطية‬      ‫الحرية والكرامة الإنسانية‬
      ‫الأساسي في التقدم‬           ‫والديمقراطية وسيادة‬
      ‫الحضاري للمجتمع‬            ‫القانون وحرية العقيدة‬
                             ‫والاحتفاء بالفنون والإبداع‬
   ‫الأمريكي الذي ينعمون‬        ‫والتقدم الحضاري المدني‬
     ‫به‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬حتى إذا‬        ‫في كل مجالات الحياة‪،‬‬
                             ‫بينما كانوا يسمعون بعض‬
  ‫تفهمنا تصويتهم لليمين‬         ‫هتافات المسيرات للسود‬
      ‫المحافظ بدافع ديني‬           ‫وغيرهم من الأقليات‬
                               ‫تشجب الحضارة الغربية‬
  ‫ومجتمعي ثقافي‪ ،‬لا تجد‬         ‫برمتها‪ ،‬وكأنها حضارة‬
     ‫في النقاش معهم أنهم‬         ‫عنصرية هي السبب في‬
                                ‫شقاء البشرية‪ ،‬متناسين‬
‫يعطون أية أهمية لضرورة‬          ‫كل شيء مفيد ومضيء‬
 ‫الحفاظ على سلامة النظام‬           ‫قدمته هذه الحضارة‬
 ‫السياسي الأمريكي الذي‬           ‫من علوم وفنون وطب‬
  ‫طعنه ترامب في أكثر من‬      ‫وهندسة وعمارة وصحافة‬
‫مكان‪ ،‬وستجد أنه لا مانع‬      ‫وسينما ومسرح وموسيقي‬

    ‫لديهم أن يكون رئيس‬
      ‫أمريكا طاغية ما دام‬

‫سيكون من فئتنا وقبيلتنا‪،‬‬
‫هذا هو موقف أغلبية أقباط‬
 ‫المهجر‪ ،‬إذن فقد فشلوا في‬

  ‫تعلم أي شيء في المجال‬
‫السياسي من وجودهم في‬

         ‫نظام ديمقراطي‪.‬‬
   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246