Page 232 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 232

‫العـدد ‪32‬‬  ‫‪230‬‬

                                                           ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                  ‫البابا أوربان الثانى‬

   ‫مصر وبلاد الشام‪ ،‬فقد‬        ‫مرسو ًما في عام‬
 ‫فرضت عقوبات الحرمان‬            ‫‪1299‬م حرم‬

    ‫الكنسي على المخالفين‬            ‫بمقتضاه‬
      ‫والممتنعين عن تنفيذ‬          ‫نقل القمح‬
  ‫هذه القرارات‪ ،‬بالإضافة‬       ‫والزيوت والنبيذ‬
   ‫إلى الغرامة المالية‪ ،‬ولعل‬   ‫والقار إلى سلطنة‬
   ‫ذلك يتضح فيما جاء في‬         ‫المماليك‪ ،‬ثم أصدر‬
‫مرسوم البابا نيقولا الرابع‬       ‫عد ًدا من المراسيم‬
 ‫في عام ‪« 1291‬لا يحل من‬        ‫البابوية ما بين سنتي‬
 ‫الحرمان ما لم يقدم مبل ًغا‬    ‫‪ 1301‬و‪1303‬م أدخلت‬
 ‫مساو ًيا لقيمة السلع التي‬       ‫جميع البضائع والسلع‬
‫تسمح بنقلها من موانيه”‪.‬‬            ‫التي يأتي بها التجار‬
  ‫وزيادة في التشدد منعت‬       ‫الأوروبيون من الإسكندرية‬
‫البابوية التجار الأوروبيين‬    ‫أي ًضا في إطار التحريم‪ ،‬فقد‬
     ‫من الذهاب إلى موانئ‬          ‫جاء قرار البابا كالآتي‪:‬‬
‫سلطنة المماليك‪ ،‬وأجبرتهم‬        ‫«وللذكرى الخالدة ورغبة‬
      ‫على تحويل التجارة‬         ‫منا في دعم قضية الأرض‬
   ‫الأوروبية ناحية موانئ‬          ‫المقدسة‪ ،‬رأينا أن نمنع‬
‫قبرص وأرمينيا الصغرى‪،‬‬         ‫حمل الزيوت والنبيذ والقار‬
‫للحصول على بضائع بلاد‬          ‫والقمح وما شابه ذلك من‬
‫الشرق‪ ،‬مما كان من شأنه‬          ‫سلع إلى مناطق المسلمين‪،‬‬
  ‫أن يحرم سلطنة المماليك‬       ‫ورأينا أن يعاقب بالحرمان‬
    ‫من تجارتها المزدهرة‪،‬‬
  ‫ولم تكتف البابوية بذلك‪،‬‬              ‫من يخالف ذلك»‪.‬‬
    ‫بل قامت بتوفير قوات‬       ‫وجاء البابا كليمنت الخامس‬
     ‫محلية مهمتها مراقبة‬
   ‫موانئ الدول الأوروبية‬            ‫‪1314 -1305‬م الذي‬
    ‫لتتعرف على خط سير‬           ‫سار على نفس النهج فيما‬
 ‫البحارة وأصحاب السفن‬            ‫يخص التهديد بالحرمان‬
‫بالسلع التي ينقلونها‪ .‬فإذا‬     ‫من رحمة الكنيسة في منع‬
 ‫ثبت توجه هذه السفن إلى‬          ‫التجارة مع المماليك‪ ،‬ولم‬
‫موانئ المماليك يتم التحفظ‬     ‫يكتف بذلك وإنما أصدر في‬
‫عليها بما فيها من بضائع‪،‬‬      ‫عام ‪1306‬م قرا ًرا حرم فيه‬
‫ولكن كثي ًرا ما كانت تنجح‬       ‫مجرد الإبحار إلى سلطنة‬
 ‫هذه السفن في خداع هذه‬         ‫المماليك‪ ،‬وتحريم أي شكل‬
  ‫القوات حسب مصالحها‪.‬‬         ‫من أشكال التعامل التجارى‬
 ‫وهكذا اعتبرت البابوية أن‬
 ‫كل من يقوم بالاتجار مع‬                           ‫معها‪.‬‬
‫سلطنة المماليك‪ ،‬أو يمد لها‬       ‫وحسب الدراسة‪ ،‬ونظ ًرا‬
 ‫العون والدعم‪ ،‬بما في ذلك‬      ‫لأن البابوية كانت حريصة‬
                                  ‫على تنفيذ قرارات حظر‬

                                      ‫تجارة دول الغرب‬
                                 ‫الأوروبي مع المماليك في‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237