Page 231 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 231
229 الملف الثقـافي
بيوتهن العباءات السوداء ظاهر ًّيا تحمل الشعار أن كل من يتقاعس عن خدمة
التي تغطيهن من قمة والرمز والغرض الديني، المخلص في هذه الساعات
ولكن حقيقة كان الهدف الحرجة يستوجب اللوم
الرأس إلى أخمص القدمين. منها تخريب مصر ،لأنهم
لقد كان قرار الحرمان هو كل اللوم ،لا تترددوا في أن
أدركوا أن مفاتيح بيت تقدموا أنفسكم وأموالكم فداء
الحاضر الدائم والسلاح المقدس موجوده في مصر،
الناجع في يد الكنيسة، وأنها حجر العثرة في وجه لمن قدم روحه فدا ًء لكم».
أما التحول الأخطر في
وهو ما تكرر عبر تاريخ تحقيق هذا الحلم الذي
الحروب الصليبية ،فعلى يلبس مسوح القداسة. تاريخ الحملات الصليبية
سبيل المثال نجد أنه في وعلى هذا جاءت الدراسة فهو ما ُعرف في التاريخ
يوم 23أغسطس 1291م العلمية الجادة للأستاذ باسم الحروب الصليبية
أصدر البابا نيقولا الرابع الدكتور جمال الوكيل أستاذ المتأخرة ،أو مشاريع الحروب
قرار منع تصدير الأسلحة تاريخ العصور الوسطى الصليبية ،تلك المشاريع
والأخشاب والمؤن وأية المساعد والمتخصص في
مواد حربية وبضائع إلى تاريخ الحروب الصليبية التي ظهرت بعد فشل
المماليك أو إلى أي أقاليم بعنوان «تطور استراتيجية الصليبيين وسقوط إماراتهم
تابعة للسلطان المملوكي في الحروب الصليبية في القرن
مصر وبلاد الشام ،وفي الرابع عشر الميلادي ،في في الشام ،لتحاول إشعال
نفس الوقت دعا إلى قيام ضوء كتاب مارينو سانودو الروح الصليبية مرة أخرة،
حملة صليبية لاستعادة والمنشورة عن دار العالم وبدراسة هذه المشاريع تبين
الأراضي المقدسة ،وأرسل أنها كانت بمثابة كتالوجات
المبعوثين إلى مختلف ملوك العربي.2017 ، للتخريب والكراهية ،كانت
ويبحر بنا الباحث القدير
دول الغرب الأوروبي في الحالة الصليبية في تلك
مثل إنجلترا وفرنسا
وصقلية والمجر وآرجون الفترة قائ ًل «لقد سبب
وإلى البنادقة والجنويين سقوط الكيان الصليبي
من أجل الإعداد للحملة في الشرق دو ًّيا شدي ًدا في
المنتظرة ،ولكن ضاعت نفوس الصليبيين ،وأثر
جهوده هبا ًء ولم يستجب
أحد له لانشغال كل منهم على معنوياتهم تأثي ًرا
شدي ًدا ،حيث أحدث حز ًنا
بمشاكله الخاصة. لا يقل عما أحدثه من قبل
وحسب الكتاب موضوع
سقوط بيت المقدس في
المقال فقد خلف البابا أيدي صلاح الدين في عام
سلستين الخامس في 1187م583 /هـ ،فقد كان
نفس العام البابا بونيفاس هذا الاسترداد صدمة عنيفة
الثامن .الذي لم تختلف
سياسته عن سابقيه، للشرق الأفرنجي الذي
فقام بتجديد قرارات أخذ يتفتت ويتداعى ،وأعلن
منع تصدير البضائع إلى
المماليك في مصر وبلاد الحداد على زوال الشرق
الشام .حيث أصدر الإفرنجي من يديه ،حتى أن
بعض النساء الصليبيات ك َّن
يرتدين عند خروجهن من