Page 228 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 228
العـدد 32 226
أغسطس ٢٠٢1 د.محمد فياض
أن يلهب الشعور المسيحي لمدة قرنين من الزمان الحروب الصليبية وكرنفال الاستقطاب الدينى
المؤمن ،فخطط وقرر وعقد
الاجتماع الأشهر في مجمع كان العالم الوسيط غار ًقا
حتى النخاع في صراع
كليرمون في فرنسا سنة سياسي وحربي يمكن
1095م ،وفي هذا الاجتماع
وصفه بحرب عالمية كبيرة
كانت الخطبة الخالدة بين الشرق والغربُ ،عرفت
التي غيرت وجه التاريخ
وألهبت الشعور المسيحي، باسم الحروب الصليبية،
واستمرت لمدة قرنين من
ودغدغت المشاعر، الزمان ،قرنين من الدماء
وأسقطت الدموع تما ًما والكراهية والأسر والغزو،
كما أسالت الدماء ،لقد وفي الواقع فإن خطورة
كانت الأطماع السياسية هذه الحروب الدموية أنها
والاقتصادية بمستوى اتخذت الدين نقطة انطلاق،
عبقرية ودهاء البابا أوربان
الثاني ،وبخطاب كربلائي فلبست روح الحرب
مفعم بالمظلومية قال «إن المقدسة زو ًرا ،ورفعت
جن ًسا لعينًا أبعد ما يكون شعار الصليب لتتخفى
عن الله قد طغى وبغى في وراء نبل الرمز وقدسيته
تلك البلاد ،بلاد المسيحيين لتحقق أغراضها السياسية
في الشرق ،قلب موائد
القرابين المقدسة ،ونهب والاقتصادية.
الكنائس وخربها وأحرقها، لقد كانت الحروب الصليبية
وساقوا بعض الأسرى إلى
بلادهم ،وقتلوا بعضهم كرنفا ًل لاستخدام أدوات
الآخر بعد أن عذبوهم الضغط والاستقطاب الديني
أشنع تعذيب ،ودنسوا من قبل البابوية ،استغلا ًل
الأماكن المقدسة ..فليثر
همتكم ضريح المسيح لاسم السيد المسيح عليه
السلام ،وتوظيف أدوات
المقدس ربنا ومنقذنا،
الضريح الذي تمتلكه الآن أكثر فاعلية مثل عقوبة
الحرمان من رحمة الكنيسة،
أمم نجسة ،وغيره من
الأماكن المقدسة التي لوثت لقد كانت شعلة البداية
لإلهاب مشاعر الإيمان
ودنست ..طهروا قلوبكم المسيحي في الغرب بمجمع
إذن من أدران الحقد،
كليرمون ،وبعبقرية
واقضوا على ما بينكم من سياسي محنك كان بطل
نزاع واتخذوا طريقكم إلى المشهد هو البابا أوربان
الضريح المقدس ،وانتزعوا الثاني ،ذلك الرجل الذي
كانت كلماته ومخططاته
هذه الأرض من ذلك مسؤولة عن دماء سالت
الجنس الخبيث وتملكوها
أنتم ،إن أورشليم أرض لمدة قرنين من الزمان،
استطاع الرجل -كشأن كل
القابعين وراء إثارة العنف
والكراهية من رجال الدين-