Page 224 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 224

‫العـدد ‪32‬‬                       ‫‪222‬‬

                            ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                                     ‫وهكذا‪.‬‬
                                                        ‫من القرن العاشر إلى القرن‬
    ‫حاضر في ذلك الزمان‬            ‫كان يكتب أي ًضا كتب‬
‫كتب أحد دارسي اللاهوت‬          ‫عن العبادات والمعاملات‬      ‫الثاني عشر نرى أحكام‬
                                                        ‫الكنيسة وإجابتها عن أسئلة‬
     ‫المجهولين مقدمة عن‬            ‫المسيحية‪ ،‬ويستعير‬
  ‫التثليث في القرن التاسع‬    ‫فقرات كاملة لأحد الفقهاء‬       ‫تدل على ثقافة إسلامية‬
                             ‫المسلمين الشافعيين اسمه‬         ‫بحتة‪ ،‬مثل منع عمادة‬
    ‫الميلادي ‪-‬وهي عقيدة‬                                    ‫الطفلة في نفس معمودية‬
  ‫مسيحية أصيلة‪ -‬يقول‪:‬‬            ‫أبو اسحق الشيرازي‬       ‫الطفل الذكر‪ ،‬وخلع النعال‬
   ‫“اللهم برحمتك توفقنا‬              ‫عن البيع والشراء‬          ‫عند دخول الكنيسة‪،‬‬
‫للصدق والصواب‪ .‬الحمد‬                                    ‫وتغطية المرأة لرأسها داخل‬
                              ‫والتملك والزواج والرهن‬       ‫الكنيسة‪ ..‬وكأنها فتاوى‬
    ‫لله الذي لم يكن شيء‬       ‫وغيرها من المعاملات في‬
 ‫قبله وكان قبل كل شيء‪،‬‬                                                   ‫إسلامية‪.‬‬
                                ‫التشريعات الإسلامية‪،‬‬     ‫عندما تسحب هذا المنظور‬
    ‫الذي ليس شيئًا بعده‬         ‫ووضعها ضمن المرجع‬        ‫على الوضع الحالي تجد أن‬
    ‫وهو وراث كل شيء‪،‬‬         ‫القانوني للكنيسة القبطية‪.‬‬   ‫تعامل الأقباط مع أنفسهم‬
   ‫وإليه مصير كل شيء‪.‬‬         ‫لدرجة أنه استخدم فقرة‬      ‫ومع المسلمين هو بالغالب‬
 ‫الذي حفظ بعلمه علم كل‬        ‫«حج القدس لمن استطاع‬
  ‫شيء ولم يسع لذلك إلا‬         ‫إليه سبيلا» للحديث عن‬          ‫تعامل متأثر بالثقافة‬
‫عقله‪ .‬الذي إلى علمه انتهى‬        ‫زيارة الأقباط للقدس‪.‬‬             ‫الإسلامية ذاتها‪.‬‬
   ‫كل شيء وأحصى كل‬
‫شيء بعلمه‪ .‬نسألك اللهم‬             ‫يقول الدكتور وجيه‬          ‫في القرن الثالث عشر‬
  ‫برحمتك أن تجعلنا ممن‬      ‫ميخائيل إن المسيحية تتمتع‬    ‫سقطت الخلاف ًة العباسية‪،‬‬
   ‫يعرفون حقك ويتبعون‬       ‫بمرونة لغوية كبيرة مكنتها‬    ‫وهنا تجد أن دولة كأيران‬
‫رضاك ويتجنبون سخطك‬                                         ‫غيرت دينها إلى الإسلام‬
     ‫ويسبحون بأسمائك‬            ‫من تبني لغات مختلفة‬       ‫ولكنها حافظت على لغتها‬
                            ‫وثقافات مختلفة لأن المعنى‬
      ‫الحسنى ويتكلمون‬                                        ‫وثقافتها‪ ،‬بينما تشرب‬
       ‫بأمثالك العليا‪ .‬أنت‬    ‫كان الأهم وليس الوعاء‪.‬‬         ‫الأقباط بالثقافة واللغة‬
  ‫الراحم الرحمن الرحيم‪،‬‬       ‫فالمسيحية ليس لديها لغة‬      ‫العربية مع المحافظة على‬
     ‫على العرش استويت‬                                        ‫دينهم‪ ،‬تحد أن الفرس‬
 ‫وعلى الخلائق عليت وكل‬         ‫مقدسة‪ .‬وكمثال لتغلغل‬      ‫يقررون ترجمة القرآن إلى‬
    ‫شيء مليت‪ .‬تخير ولا‬         ‫الثقافة الإسلامية كإطار‬    ‫اللغة الفارسية بينما قرر‬
   ‫يخار عليك‪ ،‬تقضي ولا‬                                      ‫الأقباط ترجمة الإنجيل‬
   ‫يقضى عليك‪ ،‬تستغني‬                                          ‫إلى اللغة العربية! هذا‬
   ‫عنا ونفتقر إليك‪ .‬قريب‬                                  ‫كان استسلام كامل للغة‬
   ‫لمن دنا منك‪ .‬مجيب لمن‬
  ‫دعاك ومن تضرع إليك‪.‬‬                                             ‫والثقافة العربية‪.‬‬
 ‫فأنت اللهم رب كل شيء‬                                         ‫يرى الدكتور مجدي‬
   ‫وإله كل شيء‪ ،‬وخالق‬                                        ‫جرجس أي ًضا إنه منذ‬
   ‫كل شيء‪ .‬افتح أفواهنا‬                                   ‫القرن الحادي عشر حتى‬
     ‫وانشر ألسنتنا ولين‬                                   ‫القرن التاسع عشر كانت‬
  ‫قلوبنا واشرح صدورنا‬                                    ‫هناك هوية عربية إسلامية‬
   ‫لتسبيح اسمك الكريم‪،‬‬                                      ‫للأقباط‪ ،‬لدرجة أن ابن‬
     ‫العلي العظيم‪ ،‬المبارك‬                              ‫العسال الذي ترجم الإنجيل‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229