Page 221 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 221

‫الملف الثقـافي ‪2 1 9‬‬

  ‫دخولهم مصر كان بين‬           ‫لكي نفهم حالة حماس‬         ‫قراءة في التاريخ وتفهم واستقراء للحاضر والمستقبل‬
  ‫‪ ١٢‬إلى ‪ ٢٠‬ألف محارب‪،‬‬                                         ‫أقباط مصر وإصلاح الإسلام‪..‬‬
                                ‫أقباط مصر لأي محاولة‬      ‫أيمن عجمي‬
     ‫بينما كان عدد جنود‬           ‫لتصحيح الفكر الديني‬
    ‫حراس حصن بابليون‬              ‫الإسلامي أو موضوع‬
  ‫فقط من الأقباط عشرين‬
                              ‫إصلاح الخطاب الديني أو‬
                    ‫ال ًفا‪.‬‬      ‫علمنة الدولة‪ ،‬يلزمنا أن‬
‫يمكن أن تفهم من ذلك أن‬          ‫نرجع للسياق التاريخي‬
‫هناك حالة من الاسترخاء‬               ‫لعلاقة أقباط مصر‬
‫إن لم يكن ترحيبًا بالغازي‬
                              ‫بمسلميها وأي ًضا بالسلطة‬
   ‫الجديد‪ .‬يقول د‪.‬مجدي‬                 ‫الحاكمة المسلمة‪.‬‬
  ‫جرجس المؤرخ المصري‬
                                  ‫ولفعل ذلك نعود لأول‬
    ‫المهتم بهذه الحقبة‪ :‬إن‬   ‫الحكاية‪ ،‬لنرى وضع أقباط‬
   ‫أقباط مصر لم ينظروا‬
    ‫للغزو العربي على أنه‬       ‫مصر قبيل الغزوالعربي‪:‬‬
                              ‫مصر كانت تحت الاحتلال‬
      ‫احتلال ديني‪ ،‬وإنما‬
     ‫احتلال سياسي مثله‬             ‫البيزنطي‪ ،‬وكان بابا‬
  ‫مثل الاحتلال البيزنطي‪.‬‬     ‫الإسكندرية هارب ومختبئ‬
‫وأنهم لم يستبدلوا احتلال‬      ‫من سلطة الاحتلال‪ ،‬وذلك‬
    ‫مسيحي بآخر مسلم‪،‬‬
     ‫ولكن مجرد استبدال‬          ‫لان الكنيسة المصرية لم‬
  ‫حاكم بحاكم واستعمار‬             ‫تتبنى معتقدات مجمع‬
                                   ‫خلدونية‪ ،‬الذي تبنته‬
       ‫سياسي باستعمار‬
           ‫سياسي آخر‪.‬‬           ‫الإمبراطورية البيزنطية‪،‬‬
                                ‫أي أنه كان هناك خلاف‬
 ‫يجب أي ًضا التنويه إلى أن‬
   ‫فكرة الدولة الوطنية أو‬           ‫مذهبي بين الكنيسة‬
  ‫الحكم الذاتي أو المواطنة‬    ‫المصرية وكنيسة الاحتلال‬

 ‫لم تكن فكرة موجودة في‬            ‫البيزنطي‪ .‬وكان هناك‬
   ‫أي مجتمع بعد‪ .‬بعبارة‬            ‫خلاف شعبي وديني‬
   ‫أخرى أن المصري كان‬          ‫واضطهاد وتضييق واقع‬
   ‫متعود إنه يكون محتل‬           ‫على أقباط مصر‪ ،‬ولكن‬
   ‫لفترات طويلة ثم يزول‬           ‫هذا لا يعني أن دخول‬
                             ‫العرب مصر كان لتحريرها‬
‫هذا الاحتلال على يد محتل‬       ‫من اضطهاد البيزنطيين‪،‬‬
‫جديد‪ ،‬بين الفرس والروم‬             ‫أو حتى لنشر الدعوة‬
                                    ‫الإسلامية؛ بدليل أن‬
    ‫ثم المسلمين‪ .‬ولم يكن‬       ‫العرب غزوا البلاد الغنية‬
   ‫مستبعد حتى في أوربا‬         ‫فقط طم ًعا في مال ونساء‬
  ‫أن يرث حاكم نمساوي‬           ‫وسبي‪ ،‬مثله مثل أي غزو‬
 ‫حكم إسبانيا مث ًل بسبب‬
 ‫موت الحاكم الذي تربطه‬                   ‫في تلك الحقبة‪.‬‬
‫معه صلة قرابة أو وصاية‬         ‫ولو رجعنا للحظة دخول‬
‫وهذا حدث بالفعل‪ .‬الفارق‬        ‫المسلمين مصر سنجد أن‬
                             ‫عدد المحاربين المسلمين عند‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226