Page 225 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 225

‫عودة إلى حالة ضعف نفوذ البطرك‬                             ‫المقدس‪ .‬فإنه لا إله قبلك‪،‬‬
‫والكنيسة مقابل نفوذ أعيان الأقباط‪،‬‬                        ‫ولا إله بعدك‪ ،‬إليك المصير‪،‬‬
                                                          ‫وأنت على كل شىء قدير”‪.‬‬
      ‫إن رجال الدين والكهنة أصبحوا‬                        ‫هذه كلمات وضعها لاهوتي‬
 ‫يبحثون عن مصادر دخل جديدة‪ ،‬فتم‬                            ‫مسيحي عربي‪ ،‬وموجودة‬
‫عن طريق ذلك تديين كل المناسبات‬
‫الاجتماعية التي لم يكن لها طقوس‬                               ‫كمخطوطة الآن في دير‬
‫كنسية مثل الزواج والميلاد والصلوات‬                             ‫جبل الطور في سيناء‪.‬‬
 ‫في البيوت في المناسبات المختلفة‪،‬‬                            ‫عندما نقرأ هذه السطور‬
‫وكان الكهنة يتقاضون مبالغ مقابل‬                              ‫اليوم تبدو وكأنها دعاء‬

                ‫القيام بهذه الطقوس‪.‬‬                                        ‫إسلامي‪.‬‬
                                                           ‫خلال الحكم العثماني كان‬
    ‫ومع ثورة يوليو تبنت‬       ‫الشعبية للقديسين في كتب‪،‬‬
 ‫الناصرية لمزيج إسلامي‬         ‫وكان هذا الجمع مصاحب‬          ‫التضييق على المسيحيين‬
                               ‫بالطبع بخرافات وأساطير‬        ‫من جانب السلطة وليس‬
     ‫اشتراكي عروبي‪ ،‬ثم‬                                      ‫الشعب المسلم‪ ،‬ويذكر أنه‬
    ‫جاء السادات لتتفشى‬            ‫وإضفاء صفات لله على‬     ‫في سنة ‪ ١٧٣٦‬قررت الدولة‬
     ‫ظاهرة المد الإسلامي‬            ‫البشر‪ .‬هذا ساهم في‬    ‫العثمانية زيادة الجزية على‬
     ‫والصحوة الإسلامية‬                                       ‫الأقباط‪ ،‬فنظم ألفا قبطي‬
                                ‫تغييب الوعي عند الشعب‬      ‫مظاهرة واخترقوا شوارع‬
       ‫متزامنة مع الثورة‬                      ‫المسيحي‪.‬‬     ‫القاهرة وصو ًل إلى القلعة‪،‬‬
‫الإيرانية‪ ،‬وأي ًضا محاولات‬                                  ‫بدون أي مضايقات تذكر‬
                                   ‫وفي عشرينيات القرن‬
    ‫السادات السيطرة على‬              ‫الماضي تبنت الدولة‬         ‫من المسلمين‪ .‬المشكلة‬
     ‫المد اليساري بإطلاق‬                                      ‫حدثت مع الوصول إلى‬
  ‫الإسلاميين عليهم وعلى‬         ‫نقاط من الخط الهمايوني‬       ‫القلعة واحتكاك الحرس‬
   ‫الشارع‪ ،‬وبزغت نجوم‬            ‫واستدعته في تقنين بناء‬       ‫بهم‪ .‬يذكر أحمد شلبي‬
 ‫الشيخ كشك والشعراوي‬            ‫دور العبادة‪ ،‬وبالرغم من‬       ‫أن قبطيين ماتا في هذه‬
 ‫وغيرهما‪ ،‬ويكمل المسيرة‬       ‫أن الغرض كان تسهيل بناء‬       ‫المظاهرة‪ .‬كادت أن تنعدم‬
 ‫مبارك لاستكمال تحجيب‬          ‫دور العبادة وتبني قانون‬
  ‫الشارع‪ ،‬وتتم السيطرة‬        ‫موحد في هذا الشأن؛ تدور‬            ‫هذه التحرشات بين‬
    ‫التامة على المجتمع من‬                                       ‫المسلمين والمسيحيين‬
 ‫خلال السيطرة على المرأة‬           ‫الأيام ويتم تفعيل هذا‬       ‫في القرن الثامن عشر‬
‫بتقاسم مبارك الأدوار مع‬        ‫القانون ضد الغرض الذي‬            ‫بسبب ضعف الدولة‬
‫الإسلاميين بإعطائهم حق‬                                     ‫العثمانية وتعامل المسلمين‬
 ‫الهيمنة على المحتمع دينيًّا‬      ‫كان قد أنشئ من أجله‬         ‫والمسيحيين على أساس‬
  ‫وثقافيًّا وإعلاميًّا‪ ،‬وحتى‬     ‫وأصبح دليل تمييز بعد‬      ‫المصالح‪ ،‬كما ظهرت قاعدة‬
                                ‫أن كان مخص ًصا أسا ًسا‬    ‫عريضة من المثقفين وبدأت‬
                                 ‫لمنطقة جبل لبنان وليس‬     ‫بعض إرهاصات العلمانية‪.‬‬
                                                          ‫ومع ضعف النفوذ الكنسي‬
                                                 ‫مصر‪.‬‬     ‫وقيام أعيان مسيحيين على‬
                                                            ‫شؤون الملة‪ ،‬كان الأعيان‬
                                                               ‫الأقباط يدفعون أموا ًل‬
                                                               ‫للكتاب لجمع القصص‬
   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230