Page 216 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 216
العـدد 32 214
أغسطس ٢٠٢1
«طبيعية» أو «تطبيعية» مع وتشكلات الأصولية عنف الاحتكاك الثقافي الناجم
ظواهر الأصولية والتطرف المسيحية الحديثة ،وهو ما عن ظاهرة الهجرة واتساع
والإرهاب ،بوصفها ظواهر جعلنا حريصين على التفرقة أعداد المهاجرين في الغرب
دينية عادية وعامة ومشتركة التمهيدية ،تجنبًا للإسقاط الأوروبي والأمريكي.
بين كل الأديان والمجتمعات، المفاهيمي المتوقع دائ ًما عند
وهو حجاج يفتقر للمنطق البحث في ظواهر مشتركة الأصولية
والأرثوذكسية
ولو من منظور ديني، بين الإسلام والمسيحية،
فالأديان لا تجادل في وجود وهي تفرقة تطمح إلى يقتضينا تفسير فرضية
تجاوز -بل والتحذير الرفض المسيحي للتجديد
«الشر» كظواهر نفسية من -الحجاج الفارغ الديني البحث في مفاهيم
واجتماعية سلبية ،لكنها
تحاول تفسيره وفهم طبيعته الساعي إلى إيجاد مبررات
بشكل غيبي يهدف في البابا فرانسيس أثناء لقائه بالبابا تواضروس في مصر عام 2017
الأساس إلى منعه وتقليصه، جماعة الأمة القبطية
وليس إلى تبريره وتطبيعه
وتهيئة الأذهان لتقبله.
وبخصوص الأصولية
المسيحية فقد تم تقنينها
غربيًّا في نهاية القرن
التاسع عشر كرد فعل ديني
ضد انتشار الحداثة ذات
النزعة العلمانية بفلسفاتها
وقيمها الأخلاقية .الحداثة
كظاهرة ثقافية واجتماعية
تدور فلسفيًّا حول الاعتزاز
بالإنسان ومنجزات العلم
وقدرته على تشكيل البيئة
والطبيعة عن طريق معارفه
العلمية المكتسبة ،والنقد
الأصولي المسيحي للحداثة
يدور حول بؤرة مسئولية
إرادة الله المباشرة عن
الدراما الكونية وملحمة
التاريخ الإنساني ،طب ًقا
للاعتقاد الديني في أن الله
هو القائم بتدبير شئون
العالم ،وهو من خلال تسيير
كل شيء بإرادته المطلقة
يتغيَّا الوصول لنتائج ثابتة،
على الإنسان أن يلتزمها من