Page 211 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 211
209 الملف الثقـافي
لا تفضل الصداقة قبل كانت :قبطية أو سوريانية المسيحية التي تعود للعصر
الزواج سواء بين شاب أو كلدانية أرثوذوكسية أو العثماني ،ولكن نواة كل
شرقي وشابة شرقية أو كاثوليكية أو بروتستناتية،
شاب شرقي وشابة غربية لعبت دو ًرا في حياة المهاجر طائفة هي الكنيسة التي تعد
أو العكس ،حفا ًظا على الشرقي لأنه بطبيعته مرتبط طوق نجاة للمهاجر المسيحي
أصوليتها وتعاليمها المستمدة بها ولا يمكن أن ينفصل عنها
من الكتاب المقدس .كما إلا في حالات نادرة .وبالتالي الشرقي في بلاد الغرب.
أن حالات الزواج التي تتم أصبح للكهنة دور في هذا وهنا حقيقة لا بد من
بين المسيحيين الشرقيين الإطار الموصوم بالديني،
والغربيين تشترط الكنيسة ذكرها ،وهي أن هذه الدول
ممارسة صلاة الإكليل وعليه ممارسة الطقوس الأوروبية بشتى مذاهبها
داخل أركانها للاعتراف والصلوات والقداس الإلهي، وقفت وساندت المهاجرين
به ،ولدرجة تمسك الكنيسة
الشرقية فمن سبق لهم ومعظم القراءات غالبًا لا المسيحيين الشرقيين بعد أن
الزواج بأجنبيات ولم يتم بد وأن تكون مترجمة بلغة تخلت عنهم دولهم الأصلية
إكليل زواجه بالكنيسة البلد وباللغة العربية .كما
الشرقية يتم عمل إكليل جديد يجب على الكاهن أن يستخدم وتركتهم لمصير مجهول.
له ،حتى لو مضى على زواجه التقويم الشرقي سواء في ففي مارس 2017عقد
سنوات طويلة ولديه أولاد.
وفي هذا السياق يمارس قراءات الصلوات اليومية مؤتمر عنوانه «المهاجرون
المهاجر تقاليد الأفراح أو الشهرية أو في المناسبات المسيحيون الشرقيون في
الشرقية ،كل واحد حسب بلاد أوروبا»؛ وقد حضره
بلده ،من ليلة الحنة للإكليل والاحتفالات والأعياد. كاتب هذه السطور .وشاركت
بالكنيسة ،وعقب الإكليل ويمارس الكاهن في خدمته في هذا المؤتمر بعض الكنائس
تنظم جلسة بقاعة متميزة
لتناول الغذاء والمشروبات مجموعة من المناسبات الأوروبية على اختلاف
مع سماع الأغاني الشرقية. الدينية والاجتماعية منها مذاهبها بالتنسيق مع جامعة
نؤكد هنا أن معظم المسيحيين العماد ،والختان ،والخطبة،
الشرقيين يفضلون الطعام والأكاليل والموت ولواحقه، الرور ،وفي أثناء جلساته
وعلى سبيل المثال الصلاة نوقشت الظروف النفسية
والغذاء الشرقي ،فلا على الميت ،صلاة الثالث، للمهاجر وحياته الاقتصادية
يأكلون الحيوانات المخنوقة، الترحيم ،الأربعين .فالكنيسة والاجتماعية والترفيهة بعد
الشرقية الأصولية تتمسك تركه موطنه الأصلي .وربما
وبعضهم لا يفضل أكل بكل الطقوس والممارسات أفضل ما سمعته في هذا
الخنزير أو الأطعمة الغربية والعادات والتقاليد التي المؤتمر عندما قال أحد الآباء
للشك في مكوناتها ،وآخرون تسلمها الآباء من القرون المشاركين« :إن مسيحيي
يبحثون عن كلمة «حلال»، الأولى للميلاد .وبمجرد نظرة الشرق أعادوا الروح والحياة
لدرجة أن المحلات في أوروبا واحدة لا يمكن أن يكون إلى كنائسنا»؛ وإن دلل ذلك
هناك خلاف ما بين الكنيسة على شىء إنما يدل على قيمة
من أجل التسويق تكتب الشرقية في الغرب والشرق، ما يتمتع به المهاجر الشرقي
«هذه أطعمة حلال» ،وأي ًضا ولذلك تستحق الكنيسة
الشرقية لقب «أصولية». من روحانيات وحياة
يكتبون على اللحوم أنها دينية عميقة ورباط مقدس
هنا نؤكد أن الكنيسة
الشرقية في بلاد أوروبا بالكنيسة ،وهذا كله من
سمات الإنسان الشرقي أ ًّيا
كان دينه أو مذهبه.
والمؤكد هنا أن الكنيسة
الشرقية في بلاد أوروبا أ ًّيا