Page 209 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 209

‫‪207‬‬             ‫الملف الثقـافي‬

‫صمويل السرياني‬  ‫البابا كيرلس السادس‬  ‫د‪.‬راغب مفتاح‬             ‫للمسيحيين في السودان منذ‬
                                                                ‫تسعينيات القرن العشرين‬
 ‫أو ًل‪ :‬تيار هجرة المسيحيين‬       ‫الأمن والهدوء والسلام في‬      ‫ومجازر عام ‪ 2010‬وحتى‬
   ‫العراقيين بشتى مذاهبهم‬          ‫مصر‪ .‬وقد بعث برسائل‬             ‫قيام الثورة السودانية‪،‬‬
  ‫من العراق ما بين ‪-1990‬‬                                           ‫وتأثير «حسن الترابي»‬
  ‫‪ 2017‬إلى بقاع عديدة من‬        ‫طمأنة كثيرة إلى أقباط مصر‬         ‫مؤسس جماعة الأخوان‬
                                     ‫والمسيحيين في الشرق‬       ‫المسلمين بالسودان‪ ،‬وأخي ًرا‬
 ‫العالم منها الولايات المتحدة‬                                        ‫نجح السودانيون في‬
 ‫الأمريكية وكندا وأستراليا‪،‬‬     ‫الأوسط‪ .‬وكذلك قدمت دولة‬         ‫أبريل ‪ 2019‬بخلع الرئيس‬
‫وربما تميز هذا التيار بالثراء‬   ‫الإمارات العربية رسائل من‬         ‫عمر البشير‪ .‬ونذكر هنا‬
   ‫والتعليم الجامعي وإجادة‬                                        ‫نماذج ‪-‬ليس على سبيل‬
                                  ‫التسامح والدعوة للسلام‪،‬‬        ‫الحصر‪ -‬لما حدث لأقباط‬
    ‫اللغة الإنجليزية‪ .‬وهناك‬      ‫ويكفي مشاركتها في زيارة‬          ‫مصر من أحداث دموية‬
‫جزء من هذا التيار هاجر إلى‬      ‫بابا روما الأخيرة للعراق في‬    ‫تمثلت في كنيسة القديسيين‬
 ‫السويد والدنمارك وفرنسا‬
                                            ‫مارس ‪2021‬م‪.‬‬       ‫بالإسكندرية في يناير ‪،2011‬‬
                   ‫وألمانيا‪.‬‬    ‫على أية حال‪ ،‬كنتيجة حتمية‬     ‫وماسبيرو في أكتوبر‪2011‬م‪،‬‬
    ‫ثان ًيا‪ :‬تيار هجرة أقباط‬      ‫للاضطهادات التي تعرض‬
‫مصر وخاصة الأرثوذوكس‬            ‫لها المسيحيون الشرقيون في‬        ‫وفي أغسطس ‪ 2013‬عقب‬
   ‫ما بين ‪ 2017 -1952‬إلى‬          ‫أوطانهم على يد التنظيمات‬    ‫فض اعتصام رابعة‪ ،‬وأحداث‬
  ‫بقاع عديدة من العالم منها‬     ‫الإسلامية المتنوعة‪ ،‬فكروا في‬
  ‫الولايات المتحدة الأمريكية‬    ‫الهجرة خارج منطقة الشرق‬           ‫الكنيسة البطرسية في ‪11‬‬
‫وكندا وأستراليا‪ ،‬وسويسرا‪،‬‬                                         ‫ديسمبر ‪ 2016‬وغيرها‪.‬‬
   ‫والنمسا‪ ،‬وإيطاليا‪ .‬وهناك‬         ‫الأوسط أو خارج الدول‬
   ‫جزء من هذا التيار زاد ما‬       ‫التي تتحدث اللغة العربية‪.‬‬           ‫وكذلك ما تعرض له‬
    ‫بين ‪ 2014 -2011‬حيث‬           ‫وقد تعددت تيارات الهجرة‬        ‫المسيحيون في سورية على‬
                                 ‫المسيحية إلى كل بقاع العالم‬      ‫يد داعش‪ .‬والخلاصة أن‬
                                                                ‫الكنيسة الشرقية تعرضت‬
                                         ‫نوضحها فيما يلي‪:‬‬     ‫لاضطهادات شديدة ساهمت‬

                                                                      ‫في هجرة المسيحيين‬
                                                                ‫الشرقيين من بلاد الشرق‬

                                                                          ‫إلى بلاد الغرب‪.‬‬
                                                               ‫فالسؤال الذي يطرح نفسه‪:‬‬

                                                                  ‫هل يسعى العالم العربي‬
                                                                ‫لتفريغ الشرق الأوسط من‬
                                                                ‫المسيحيين؟ أعتقد لا يمكن‬
                                                              ‫لعاقل حكيم في الأمة العربية‬
                                                              ‫أن يتصور مجتم ًعا عربيًّا بلا‬
                                                               ‫مسيحية أو مسيحيين‪ .‬وفي‬
                                                                ‫هذا السياق لا ننكر الجهد‬
                                                                 ‫الكبير الذي يبذله ويقدمه‬
                                                              ‫الرئيس المصري «عبد الفتاح‬

                                                                  ‫السيسي» من أجل إعادة‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214