Page 210 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 210

‫العـدد ‪32‬‬                            ‫‪208‬‬

                                 ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                      ‫هاجروا إلى روسيا وجورجيا‬
                                                                      ‫وهولندا وفرنسا ودولة‬
‫شتى مدن ألمانيا‪ .‬وبعدها بدأ‬         ‫حديثة النشأة‪ ،‬ويتميزون‬
 ‫هذا النموذج القبطي الألماني‬         ‫بثقافتهم وإتقان اللغات‪.‬‬        ‫ألمانيا الاتحادية‪ ،‬والأخيرة‬
                                       ‫والحقيقة التاريخية أن‬     ‫كانت صاحبة النصيب الأكبر‬
    ‫ينتقل إلى فرنسا وهولندا‬         ‫الوجود المسيحي الشرقي‬
   ‫وإيطاليا وإسبانيا وغيرها‬        ‫ببلاد أوروبا يرجع تاريخه‬        ‫من هذا التيار‪ .‬ولا نبالغ في‬
 ‫من الدول الأوروبية‪ .‬وعقب‬        ‫إلى منتصف القرن العشرين‪،‬‬          ‫القول إن أقباط مصر حاليًا‬
‫هجرة السودانيين المسيحيين‬             ‫فعقب قيام ثورة ‪1952‬‬         ‫ينتشرون في كل بقاع العالم‬
 ‫إلى بلاد أوروبا بعد سلسلة‬            ‫بمصر وصدور قرارات‬           ‫(كنيسة أم الشهداء الكونية)‬
                                  ‫التأميم هاجر أثرياء الأقباط‬       ‫وأكبر دليل وجود كنائس‬
       ‫الاضطهادات انضموا‬
  ‫تلقائيًّا إلى الكنيسة القبطية‬         ‫إلى سويسرا وفرنسا‬                 ‫وأديرة بهذه الدول‪.‬‬
    ‫الأرثوذكسية لأنهم نفس‬           ‫والنمسا وإيطاليا‪ .‬وتزامن‬     ‫ثان ًيا‪ :‬تيار هجرة المسيحيين‬
    ‫المذهب والإيمان وأصلهم‬          ‫مع ذات الفترة وبالتحديد‬
   ‫مصرى من نقادة بجنوب‬            ‫ما بين ‪ 1960 -1956‬طلب‬              ‫اللبنانيين ما بين ‪-1975‬‬
  ‫مصر‪ .‬ويتركز السودانيون‬         ‫ألمانيا لعمال للعمل في المناجم‬     ‫‪ 2015‬إلى بقاع عديدة من‬
‫في بريطانيا في مدينة برايتون‬       ‫لإعادة بناء بلادها وخاصة‬       ‫العالم منها الولايات المتحدة‬
                                    ‫بعد الحرب العالمية الثانية‬     ‫الأمريكية وكندا وأستراليا‪،‬‬
     ‫التي تقع في إقليم شرق‬           ‫‪ ،1945 -1939‬ومن هنا‬          ‫وسويسرا‪ ،‬وفرنسا وألمانيا‪.‬‬
 ‫ساسكس في الجزء الجنوبي‬           ‫هاجر بعض المصريين‪ .‬وبدأ‬          ‫وهذا التيار أدى إلى تراجع‬
  ‫الشرقي من بريطانيا‪ ،‬وإذا‬          ‫يتشكل ما يعرف بالطائفة‬         ‫نسبة المسيحيين اللبنانيين‬
                                    ‫القبطية بألمانيا ويأتي على‬      ‫إلى ‪ %33‬من النسبة الكلية‬
    ‫جاز لنا التعبير أن نطلق‬        ‫رأسها الدكتور مراد كامل‪،‬‬         ‫للسكان طب ًقا لإحصاء عام‬
    ‫عليها برايتون السودانية‬         ‫ومشيل خليل‪ ،‬وقد انضم‬         ‫‪2008‬م ‪ 4,099,000‬نسمة‪.‬‬
    ‫لكثرة السكان المسيحيين‬         ‫إليها المسيحيون الشرقيون‬      ‫راب ًعا‪ :‬تيار هجرة المسيحيين‬
 ‫بها‪ .‬وعندما هاجر مسيحيو‬            ‫من البلدان الأخرى‪ ،‬وفكر‬        ‫السودانيين ما بين ‪-1952‬‬
     ‫العراق إلى أوروبا انضم‬      ‫المتنيح البابا كيرلس السادس‬        ‫‪ 2017‬إلى بقاع عديدة من‬
 ‫مجموعة كبيرة من السريان‬          ‫(‪1971 -1959‬م) في رعاية‬          ‫العالم منها الولايات المتحدة‬
                                    ‫هذه الجالية‪ ،‬فانتدب لتلك‬        ‫الأمريكية وكندا وأستراليا‬
        ‫الأرثوذكس للكنيسة‬                                           ‫وروسيا‪ .‬ومنذ تسعينيات‬
 ‫القبطية‪ .‬أما الكلدان وغيرهم‬          ‫المهمة الراهب صموئيل‬          ‫القرن العشرين توجه هذا‬
                                   ‫السرياني (الأنبا صموئيل‬          ‫التيار إلى بريطانيا وألمانيا‬
      ‫من الكاثوليك فأسسوا‬         ‫فيما بعد) الذي بدأ في شراء‬         ‫وفرنسا وهولندا‪ .‬ويتميز‬
       ‫كنائس خاصة بهم في‬                                         ‫بترابطه لأن معظم المهاجرين‬
     ‫بعض الدول الأوروبية‪.‬‬              ‫كنيسة القديس مرقس‬           ‫ليسوا أفرا ًدا وإنما من أسر‬
    ‫وأي ًضا انضم السوريون‬         ‫بمدينة فرانكفرت وأصبحت‬
   ‫السريان الأرثوذوكس إلى‬                                                    ‫وعائلات كاملة‪.‬‬
   ‫الكنيسة القبطية وبعضهم‬            ‫محط أنظار كل مسيحيي‬                  ‫خام ًسا‪ :‬تيار هجرة‬
    ‫انضم للكنيسة السريانية‬                          ‫الشرق‪.‬‬            ‫المسيحيين السوريين ما‬
    ‫التي يوجد لها كنائس في‬                                        ‫بين ‪ 2018 -2010‬إلى كندا‬
    ‫دول أوروبا‪ .‬والخلاصة‬             ‫وبعد هجرة أقباط مصر‬             ‫وألمانيا وفرنسا وهولندا؛‬
     ‫أن المهاجرين المسيحيين‬        ‫أصبح من الضرورة شراء‬             ‫ويلاحظ على هذا التيار أن‬
    ‫الشرقيين عقب هجرتهم‬                                          ‫معظمهم من الشباب والأسر‬
‫لبلاد أوروبا انضموا لكنائس‬            ‫المزيد من الكنائس حتى‬
    ‫كل طب ًقا لمذهبه‪ .‬وشكلوا‬         ‫امتلكت كنيستنا المصرية‬
     ‫ما يشبه نظام الطوائف‬             ‫حاليًا أديرة وكنائس في‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215