Page 213 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021

‫‪211‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫د‪.‬مراد كامل‬ ‫حسن الترابي‬ ‫رزق أو د‪.‬أشرف يوسف‪ ،‬أو‬
‫كاتب هذه السطور‪ .‬وهناك‬
‫رحيل عزيز أ ًّيا كان دينه‬ ‫موصلية مسيحية عراقية‬ ‫من عمل بمجال الهندسة‬
‫أو مذهبه‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫تأثي ًرا في مجال الطب بكل‬ ‫مثل إبراهيم سمك وهاني‬
‫دول العالم‪ ،‬حيث أنجبت‬ ‫عازر وإيريني استمالك‬
‫المعيشة في بلاد الغربة‬ ‫استشاري المياه والهندسة‬
‫إلا أن هناك احتفالات‬ ‫هذه العائلة ‪ 176‬طبيبًا‬ ‫البيئية بألمانيا‪ .‬وهناك من‬
‫وأعياد جمعت بينهما منها‬ ‫خلال قرن من الزمن‪ ..‬ح ًّقا‬ ‫عمل بالموسيقي مثل الراحل‬
‫عيد شم النسيم وعيد‬ ‫د‪.‬راغب مفتاح الذي زار‬
‫النيروز الذي يمثل بداية‬ ‫إنها أعجوبه لم يشهدها‬ ‫كل دول أوروبا وأسمعهم‬
‫السنة القبطية‪ ،‬وهو في‬ ‫العالم من قبل‪.‬‬ ‫الموسيقي القبطية‪ ،‬والفنان‬
‫نفس الوقت عيد رئيسي‬ ‫متياس صموئيل مرقس‬
‫لدي الأكراد‪ .‬كما جمعت‬ ‫وقد وجدت قواسم مشتركة‬ ‫عاشق التشيلو‪ .‬وبعض‬
‫لقاءات شهرية للشرقيين‬ ‫جمعت بين المسيحيين‬ ‫المسيحيين الشرقيين عملوا‬
‫مسيحيين ومسلمين‬ ‫الشرقيين والمسلمين‬ ‫في مجال الصيدلة وآخرون‬
‫بألمانيا كان يسودها روح‬ ‫في المدارس والحضانات‬
‫الهدوء والسلام والمحبة‪.‬‬ ‫الشرقيين في بلاد أوروبا؛‬ ‫والأعمال الإدارية‪ ،‬وآخرون‬
‫وكان من رموزها مرقس‬ ‫منها التحدث باللغة العربية‬ ‫فضلوا إقامة مشروعات‬
‫بطرس والراحل الدكتور‬ ‫والتمسك بالعادات والتقاليد‬ ‫خاصة بهم سواء كانت‬
‫حسين شكرى الذي قدم‬
‫الكثير في مجاله لكل أهل‬ ‫الشرقية‪ ،‬وتناول الغذاء‬ ‫مطاعم أو متاجر وصالونات‬
‫الشرق المقيمين في بلاد‬ ‫الحلال‪ ،‬وكلاهما تجنبا‬ ‫حلاقة‪ ،‬وهنا برع السوريون‬
‫العلاقات مع الأوروبيين‬
‫أوروبا‬ ‫في هذا المجال‪ .‬وهناك‬
‫وخاصة فيما يتعلق‬ ‫مهاجرون غير متعلمين‬
‫بخصوصيات الشرق‪،‬‬ ‫ففضلوا العمل بأعمال‬
‫وأي ًضا يميلان إلى الأدب‬ ‫المعمار‪ ،‬أي البناء والتشييد‬
‫والشعر الشرقي‪ ،‬والأفلام‬ ‫والترميم‪ ،‬وآخرون عملوا‬
‫والدراما والغرام بالشرق‪.‬‬ ‫في مجال التمريض‪ .‬وقد‬
‫والمشاركة في الأحزان عند‬ ‫ترك كثيرون عملهم من أجل‬
‫خدمة الكنيسة الشرقية‪،‬‬
‫ونذكر هنا نيافة الحبر‬
‫الجليل الأنبا دميان‪ ،‬فقبل‬
‫رهبنته وسيامته أسق ًفا على‬
‫كنائس شمال ألمانيا كان‬
‫طبيبًا‪ ،‬وفي مارس ‪2021‬‬
‫اختار أحد تلاميذه الأطباء‬
‫ويدعى أمير سليمان وقام‬

‫بسيامته كاهنًا لخدمة‬
‫الكنيسة الشرقية‪ .‬وقد تركت‬
‫عائلة آل سرسم‪ ،‬وهي أسرة‬