Page 256 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 256
العـدد 32 254
أغسطس ٢٠٢1
فتحي عبد السميع:
أشعر بالحزن من أجل الشاعر الذي
يسكنني ،لم يأخذ مني ما يستحقه،
آذيته كثيًرا بالتقصير والتخبط!
البداية بكامل الثقة «الخيط استطاع «قاطع الطريق الذي
في يدي» ،مؤك ًدا في «تقطيبة
صار شاع ًرا» -قبل ربع قرن-
المحارب» قدرته على نحت اقتحام المشهد الثقافي مجر ًدا إلا
قصيدته دون الرضوخ للمعارك من موهبة متوهجة ،مكنته من
تشكيل قصيدة لها خصوصيتها،
المشتعلة حول طبيعة قصيدة لم يذب البعد الإنساني الكامن
النثر ،لكن هذا اليقين الظاهري
وتلك الأرض الصلبة التي وقف في ملامحها المميزة؛ فمنذ
عليها كانت تخفي رهافة «تمثال اللحظة الأولى بدا الشاعر فتحي
رملي»: عبد السميع على يقين بماهية
« َت َق َّدموا بهدوء /ولا َتميلوا مشروعه الشعري ،معلنًا منذ
عليّ /لا أري ُد لأح ٍد أن َينها َر
بسببي /أري ُد أن أ ْب َقى حتى
النهاي ِة /بريئًا ِمن ك ِّل انهيار/.
زعق ٌة صغيرةُ /يم ِك ُن أ ْن ُت ْح ِد َث
َفجو ًة في ص ْدري /لا بازلت ولا
جرانيت /ه ٌش كأرمل ٍة َت ُض ُّم
صغا َرها و َتبكي /ه ٌّش /ولا أد ُّل
على خلود /بل أقو ُدكم إليه /لا
الماضي ولا المستق َبل /أنا الآ َن/
أنا سري ُع الزوال».
لم يكن طريق الشعر ممه ًدا