Page 261 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 261
259 ثقافات وفنون
حوار
شعرية وسردية؟ وكيف
حررته من دلالاته
التقليدية؟
محمود مغربي عبد القادر القط الحجر في ظني هو من فرض
نفسه عليَّ ،هو الذي قدم لي
ومن الضروري احترام ذلك، وتقسيمه إلى عدة أقسام نفسه بوصفه طائ ًرا وقبلته
وأعتقد أن ديواني (أحد عشر لكل منها عنوان كبير
ظ ًّل لحجر) يأتي في المقام الأول بترحاب ،وأسهل شيء يجعلك
من حيث قدرته على توليد ذلك تندرج تحته نصوصك تحرر الآخر هو أن تمنحه نفسك
الإيقاع الكلي بوضوح ،حيث الشعرية المعنونة أي ًضا.. بمحبة وسكينة وتواصل حميم،
كانت العناوين والإهداءات أجزاء
أساسية من العمل ،وكانت تتوالى لماذا تهتم إلى هذا الحد هكذا تتحرر الأشياء وتكتسب
في سياق معين يركز على الأشياء بالشكل والبنية؟ حياة بعد عدم ،وهكذا نتحرر
المادية غير المألوفة في الشعر، نحن ،العبرة ليست بالخصائص
مثل (الفلاية ،والشبشب ،والبلطة من الجيد تنظيم الديوان وفق المادية للشيء ،العبرة بانفعالنا
إيقاع ما ،من خلال ترتيب به ،وقدرتنا لتحويله إلى مرآة أو
إلى آخره). القصائد بشكل معين يمكن
جرعة ماء.
استطعت أن تتخطى صنع حالة جمالية تؤدى دو ًرا
مركزية الثقافة في بنائه الباطني ،ويختلف كل بخلاف معظم دواوينك
ديوان من حيث قدرته على توليد يمتليء ديوانك “تمثال
ومؤسساتها ،تلك المشكلة هذا الإيقاع من داخله ،والديوان رملي” بقدر من الحدة
التي يعاني منها كثير الذي ُيكتب على فترات متباعدة والصور الصادمة ..هل
من الأدباء المقيمين أصعب من الديوان الذي يكتب ارتبط ذلك بتحول ما في
خارج القاهرة ..لكن رؤيتك الجمالية للشعر
ثمة مرارة كامنة تظهر على فترات متقاربة ،وكذلك
الديوان الذي يسيطر عليه مناخ ووظيفته؟
جلية في مداخلاتك خلال معين يختلف عن الديوان الذي
(تمثال رملي) محطة هامة
ينفتح على مناخات متفاوتة، في تجربتي ،وأعتقد أنه يمثل
وتبقى كل قصيدة كائنًا مستق ًّل، تح ُّو ًل ما ،وإن كانت التحولات
في دواويني متداخلة ،لكنني لا
أستطيع التوقف الآن أمام طبيعة
هذا التحول ودرجة الصدام في
صوري ،الأمر يحتاج إلى عين
الناقد.
تولي بنية الديوان عاد ًة
اهتما ًما كبي ًرا يتبدى
في وحدته العضوية