Page 258 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 258
العـدد 32 256
أغسطس ٢٠٢1
ونتذوقه ،ونحترم الشعراء، كان عملي أشبه بالنافذة المفتوحة من الضوء عليها.
ونحن نكتشف الشاعر في على جراح الواقع ودمه النازف،
حيث أعيش بشكل يومي مع آثار المتأمل لرحلتك مع الشعر
البداية بشكل غامض ،وقد تأتي يلحظ للوهلة الأولى أن
لحظات ونكتب ،لكن المناخ هو حوادث العنف المختلفة ،والتي حياتك كانت دائ ًما تسير
الذي يجعل الزهرة تتفتح أو تبقى معروضة أمامي طول في خطين متوازيين؛
تنطفئ ،وفي المرحلة الثانوية
الوقت ،ولا أقدر على الهرب منها، حياة جنوبية خشنة نمت
بدأ ُت الكتابة ،ووجدت الشجاعة بل وأتتبعها بقدر ما أستطيع، من بين صخورها نبتة
لعرض قصيدتي على مدرس ومع ذلك لا أعرف على وجه الشعر ،ثم عم ٌل قا ٍس
الدقة أثر كل ذلك على شعري،
اللغة العربية ،لكن قصيدتي كانت يتماس مع عالم الجريمة
ضعيفة ج ًّدا لدرجة أنه أحبطني الأمر يحتاج إلى ناقد يسمع إيقاع ويجبرك على الاحتكاك
تما ًما ،وجعلني أنصرف عن كل ذلك الصخب الذي عشت بضحاياها قبل أن تبرد
الكتابة ،وعدت إليها بعد خمس دماؤهم ،لكنه لا يزيدك
سنوات بالصدفة ،وقام جاري فيه ،ويرصد مدى انعكاسه في إلا إيما ًنا بقيم التسامح
الشاعر محمود مغربي بتعريفي شعري. وضرورة التصدي
للثقافة المحرضة على
على الشاعرين عطية حسن وسيد كيف تسلل الشعر إليك القتل ..إلى أي حد تركت
عبد العاطي ،وقاما بتشجيعي، منذ البداية وهل وجدت تلك المعطيات المتناقضة
وتوجيهي ،وتغذيتي بالكتب التي من دعمك للاستمرار؟ أث ًرا على إبداعك الشعري؟
كنت أفتقد إليها تما ًما ،وأدين
أعتقد أن الشعر لا يتسلل إلينا الشعر مثل النبتة التي تعيش على
لهما بالفضل الكبير ،وأشعر أن من الخارج ،وأن كل إنسان عصارة تربتها ،لقد تأثر شعري
لهما نسبة في كل ما أكتبه حتى
يحمل شاع ًرا بداخله ،والشعراء بكل ما في حياتي ،وأظنه تأثر
الآن. يتميزون فقط باكتشاف ذلك بشكل أكبر
الشاعر ،والعناية به ومنحه بأحداثها
قلت في كتابك “الشاعر حياتهم ،والشاعر المولود معنا المثيرة،
والطفل والحجر”: هو ما يجعلنا نحب الشعر، ومواقفها
الملتهبة ،لأن
“الشعر واحد من أكبر الذهن وقتها
يكون في
حالة انتباه
أكبر ،ولأن
الشعر يتناغم
سري ًعا مع
كل نابض
وحيوي ،وقد
