Page 59 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 59
57 إبداع ومبدعون
شعــر
*** وسطو ِة الكلا ِم الكبي ِر
والفرا ِغ الرهيب..
أري ُد أن أكو َن مث َل أبي،
أنا ُم مثلما نا َم، من أين ،إذن ،يبدأُ الغرا ُم الذي أشتهي؟
وكيف أُعي ُد الأما َن إلى قلبِها؟
لا يل ِج ُمني السكو ُت إذا ما صحو ُت
لا يختل ُط السق ُف بالسف ِح في رأسي كيف أح ُّط على ربو ٍة دهستها الحواف ُر؟
وكيف تصل ُح بعد الآن لور ٍد جديد؟
أري ُد ك َل شي ٍء في مكا ِن ِه
وأن أقو َل ك َل الكلا ْم. ***
أحمد أيتها البلا ُد
لس ُت فار َس ِك الوحي َد
لم نشر ْب قهو َتنا الأخير َة يا «أحم ُد»، ولن أ ّدعي المستحي َل
كن ُت دعو ُت َك قب َل يو ٍم واح ٍد
لكن َك غافلتني لكنني وت ٌد
ورحل َت رحي َل َك الكبي َر. لا أمي ُل مع الري ِح.
*** الكلام كله
كن ُت أظ ُنني أعدد ُت نفسي لمفاجأ ٍة أعتى يقولون:
لكنك أصرر َت على أن تكو َن مفاجأتي لا تكت ْب شع ًرا خ ِط ًرا،
الأعظ َم،
والأقسى، الشبه ُة عميا ُء،
والأكث َر وج ًعا. وأنت رج ٌل ُمر َّف ٌه،
لم تج ّر ْب خشون َة الأغبيا ِء،
*** ولن تصمد طوي ًل في امتدادا ِت العبث!
أسأ ُل المو َت في ك ِل يو ٍم: ***
ما الذي يغري َك في النبلا ِء،
كن ُت أسقي الحقو َل مع أبي..
في ملائك ِة الأر ِض، شقي ُت في مصان ِع الطو ِب ببلد ِتنا
في هؤلاء النبيين الصغا ِر؟ وسر ُت حاف َي القدمين على الحصى المُ َد َّب ِب
كيف تتركهم كواك َب شارد ٌة في المدى،
في الشتاء
وسط ك ِل هذا الغموض؟ واكتسب ُت الارتيا َب على َم َه ٍل..
كيف لم تلحظوا اختزا َل السق ِف للسف ِح
***
واختنا َق ال َن َف ْس؟
لا بأ َس يا «أحم ُد»
سأشر ُب قهو َتنا الأخير َة ***
وسأدعو َك معي عاش أبي مطمئنًا
حييًّا ،مهذ ًبا ،كالعاد ِة، نام ِمل َء جفني ِه تحت شج ِر التو ِت،
ت َم ّطى ،كنخل ٍة ،وهو يقو ُل الكلا َم كلَّ ُه
ومضيئًا أي ًضا..
ستلم ُع عيناك، لم يك ْن له حشرجتي،
وأنا أح ّر ُض َك على الكلا ِم الكبي ِر. وأنا أفك ُر كثي ًرا
قبل أن أبو َح نص َف الكلام!