Page 74 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 74

‫العـدد ‪34‬‬    ‫‪72‬‬

                                                    ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

                      ‫يقف الأب غاضبًا وهو يقول‪:‬‬     ‫يضر بعمودك الفقري المصاب بسبب وقوعك من فوق‬
         ‫‪ -‬أرجوكما‪ ،‬لا أريد حديثًا في هذا الموضوع‪.‬‬                                        ‫الحصان‪.‬‬

                                             ‫‪...‬‬      ‫‪ -‬اطمئن يا أبي‪ ،‬فقد سرت وحدي بمعاونة جو ابن‬
                       ‫يقترب روبرت من إليزابيث‪:‬‬                               ‫خالي وروبرت صديقه‪.‬‬
   ‫‪ -‬لقد طلبت من ِك أكثر من مرة أن تتركي هذا البيت‬
                   ‫ونذهب إلى إيطاليا‪ ،‬نتزوج هناك‪.‬‬    ‫‪ -‬إنني لا أرتاح لجو هذا‪ ،‬كما لا أسمح بدخول رجل‬
                        ‫تمسك إليزابيث يده حانية‪:‬‬                            ‫غريب في بيتي وأنا غائب‪.‬‬
  ‫‪ -‬أخاف على أبي فهو متعلق بي إلى أبعد الحدود‪.‬‬
            ‫‪ -‬والدك لا يريد لك الزواج من أصله‪.‬‬      ‫‪ -‬روبرت صديقي‪ ،‬ويساعدني في تعلم اللغة الفرنسية‬
‫‪ -‬أعلم‪ ،‬أعلم‪ ،‬لقد ارتبط بي لأنني قريبة الشبه بأمي‬                                    ‫وكتابة الشعر‪.‬‬

                         ‫التي كان يحبها كثي ًرا‪.‬‬       ‫‪ -‬اليزابيت‪ ،‬حبيبتي‪ ،‬أنا أخشى علي ِك من الآخرين‪،‬‬
           ‫يدخل جون إليهما صائ ًحا في إليزابيث‪:‬‬                            ‫وروبرت هذا شاعر فاشل‪.‬‬
‫‪ -‬لا بد أن تهربي من هذا البيت وإلا عاودك المرض‬
                                                     ‫‪ -‬لا يا أبي‪ ،‬فديوانه الأخير حقق شهرة واسعة‪ ،‬باع‬
                                       ‫ثانية‪.‬‬       ‫أكثر من أي كتاب آخر‪ ،‬كما أن مسرحيته الكل يتحدث‬
                ‫تقترب إليزابيث من الإثنين قائلة‪:‬‬
   ‫‪ -‬لقد بدأت أحس بمتاعب في ظهري وساقي من‬                                                    ‫عنها‪.‬‬
                                                                                  ‫يقوم الأب غاضبًا‪:‬‬
                                       ‫جديد‪.‬‬                                       ‫‪ -‬لا شأن لنا به‪.‬‬
       ‫يمسك روبرت يدها يشدها لخارج الحجرة‪:‬‬
      ‫‪ -‬حالتك المرضية‪ ،‬مرتبطة بحالاتك النفسية‪.‬‬                                                  ‫‪...‬‬
                                                          ‫يجلس جون مع باريت ‪-‬والد إليزابيث‪ -‬قائ ًل‪:‬‬
           ‫‪ -‬عندك حق يا روبرت‪ ،‬سأهرب معك‪.‬‬            ‫‪ -‬يا عمي أنا أعرف روبرت بروننج جي ًدا‪ ،‬بل إنجلترا‬
                                          ‫‪...‬‬             ‫كلها تعرفه الآن‪ .‬فلماذا تعترض على زواجه من‬

‫الأب يصيح غاضبًا مما حدث‪ ،‬وجون يجلس أمامه‪:‬‬                                                ‫إليزابيث؟‬
          ‫‪ -‬أرجوك‪ ،‬كف عن عصبيتك واسمعني‪.‬‬                                          ‫يقف الأب غاضبًا‪:‬‬
                                                                       ‫‪ -‬إنني أخاف عليها من الزواج‪.‬‬
    ‫‪ -‬لن أهدأ يا جون‪ ،‬لن أهدأ‪ ،‬ولا أريد أن اتحدث‬                 ‫‪ -‬اطمئن عليها فمستقبلها مع روبرت‪.‬‬
                                        ‫معك‪.‬‬             ‫‪ -‬ما يعنيني هو صحة ابنتي‪ ،‬وليس شعرها ولا‬

 ‫‪ -‬إليزابيث عندما تزوجت روبرت لم تكن صغيرة‪،‬‬                                               ‫مقالاتها‪.‬‬
               ‫بل كانت تقترب من سن العنوسة‪.‬‬                                         ‫دقات على الباب‪.‬‬
                                                            ‫يدخل الدكتور تشامبرز‪ .‬فيصيح الأب فر ًحا‪:‬‬
             ‫‪ -‬دعنا من هذا الحديث الذي أكرهه؟‬       ‫‪ -‬جئت في وقتك يا دكتور‪ ،‬أريدك أن تحدث جون عن‬
    ‫‪ -‬لا بد أن تصفح عنهما‪ ،‬وأنت تتابع نجاحهما‬                                 ‫صعوبة زواج إليزابيث؟‬
   ‫م ًعا‪ .‬فأشعارهما تتردد في كل المنديات والبيوت‪،‬‬   ‫‪ -‬إليزابيث الآن في حالة تسمح لها بالزواج والإنجاب‬
   ‫ومسرحيات روبرت يعاد عرضها مرات ومرات‪.‬‬
                                                                                             ‫أي ًضا‪.‬‬
                    ‫يردد الأب في صوت خافت‪:‬‬                                 ‫يقف الأب ويصيح غاضبًا‪:‬‬
   ‫‪ -‬أعلم‪ ،‬أعلم يا جو‪ ،‬لكن إليزابيث لم تنتظر حتى‬                            ‫‪ -‬لكنك حذرتني من قبل!‬
                                                     ‫‪ -‬نعم هذا كان في الأول‪ ،‬لكن صحتها تقدمت بشكل‬
                                  ‫لتودع أبيها‪.‬‬
                   ‫يقدم جون الرسالة إليه قائ ًل‪:‬‬                                           ‫ملحوظ‪.‬‬
‫‪ -‬ها هي رسالتها إليك‪ ،‬تطلب منك أن تسامحها وأن‬                           ‫يقترب جون من الطبيب قائ ًل‪:‬‬
   ‫تسمح لها بالزيارة هي وزوجها روبرت بروننج‬           ‫‪ -‬أتدري ما سبب هذا التغيير يا دكتور‪ ،‬الحب‪ ،‬لولا‬
                                                                     ‫روبرت ما تحسنت إليزابيث هكذا‪.‬‬
                      ‫وابنهما الصغير‪ ..‬حفيدك‪.‬‬         ‫يوميء الطبيب برأسه قائ ًل‪ :‬حقيقة ما تقوله يا جو‪.‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79