Page 14 - حلقة دراسية - نهائية
P. 14
يرى بعض الباحثين ،ومنهم أحمد زلط ،أهمية التمييز بين الناتج الفكري عن الطفولة والنتاج الأدبي الموجه لهم.
وينادون بإعادة النظر في التمييز بين هذين النتاجين ،ويرون أن أدب الطفل له آثاره الإيجابية في تكوينهم ،وبناء
شخصياتهم وإعدادهم ليكونوا رواد الحياة .والطفل هو الانسان في أدق م ارحله أخطر أطواره ،ومن ثم فإن الاهتمام
بالجانب الوجداني من حياة الطفل يتعين ألا يعلوه أي اهتمام آخر ،ويقوم أدب الطفل بوظائف التربية الجمالية
والأخلاقية والنمو اللغوي ...الخ.16
وقد اتسع مفهوم اصطلاح أدب الأطفال عند أحمد طعيمة ليشمل الأعمال الفنية التي تنتقل إلى الأطفال عن طريق
وسائل الاتصال المختلفة التي تشتمل على أفكار وأخيلة ،وتعبر عن أحاسيس ومشاعر تتفق مع مستويات نموهم
المختلفة ،وتتسع مجالات هذه الأعمال لتشمل عدة أنواع ،منها :المتاحف ،المسارح ،الأغاني والأناشيد ،مجلات
الأطفال ،المعاجم التي تشمل المفردات الصعبة ،دوائر المعارف التي توسع مدارك الأطفال.17
أما أحمد زلط فيرى في الوسائل أو الوسائط التي نستعين بها لتحقيق فلسفة أدب الطفل وأهدافه خارجة عن دائرة
تعريف أدب الأطفال ،ويرى في أدب الطفولة" :جنس أدبي متجدد في أدب أي لغة وفي أدب اللغة العربية هو ذلك
النوع المستحدث من جنس أدب الكبار ( الشفهي والمكتوب ) ،ويتوجه لمرحلة الطفولة م ارعيا المستويات اللغوية
والإد اركية للأطفال ،ويرقى بلغتهم وخيالاتهم ومعارفهم واندماجهم مع الحياة ،بهدف التعلق بالأدب وفنونه لتحقيق
الوظائف التربوية والأخلاقية والفنية والجمالية".18
نستطيع أن نلمح بعد استع ارض بعض آ ارء الباحثين حول مصطلح أدب الأطفال أن هناك تعاملًا مختلًفا مع هذا
المصطلح ،فهناك من يرى أن أدب الأطفال جنس أدبًيا جديدا ما ازل في حالة تجدد دائمة ،أو كونه اصطلاحا مرنا
ليس محدود كالمصطلحات العلمية ،وكونه جنسا أدبيا غير قائم بذاته ،فهو يرتبط إما بالمرحلة العمرية للإنسان التي
تتمثل بجيل الطفولة مع اختلاف الباحثين حول أقسام سنوات الطفولة وارتباطها بأدب الأطفال ،وإما يرتبط بالغايات
التربوية والتعليمية الأمر الذي لا نجده في أدب الكبار.
16زلط ،أحمد .أدب الطفولة .القاهرة :الشركة العربية للنشر والتوزيع ،2992 ،ص .43-43
17طعيمة ،رشدي .أدب الأطفال في المرحلة الابتدائية .القاهرة :دار الفكر العربي ،2991 ،ص .31
18زلط ،أحمد .أدب الطفولة بين كامل كيلاني ومحمد الهراوي .القاهرة :دار المعارف ،2993 ،ص .19-11
14