Page 43 - حلقة دراسية - نهائية
P. 43

‫أمضى كامل الكيلاني أربعين عا ًما من عمره وهو يكتب للأطفال مؤلًفا ومترج ًما ومقتب ًسا ومقوًما في ريادة عالمية‬
‫النزعة إنسانية الروح‪ُ ،‬مفص ًحا عن موقف في ثقافته وقلمه وعبقرتيه من أجل مشروع تثقيفي متكامل يجعل من تثقيف‬
‫الطفل عملية تنموية تُحيط بأبعاد العقيدة والسلوك والفكر واللغة‪ ،‬وتمِثل لديه جسًار آمًنا ينطلق منه من واقعه إلى ت ارثه‬
 ‫ومن ماضيه إلى مستقبله‪ ،‬فقَّدم كل ما هو جديد للأطفال الذين شبوا وكبروا وتطوروا وكبرت معهم جهود هذا الأديب‬

      ‫الكبير‪ ،‬الذي ُيعُّد الأب الروحي لأدب الطفل العربي‪ ،‬إلى أن رحل عن عالمنا في ‪ 9‬تشرين الأول‪ /‬أكتوبر عام‬
                                                                                                  ‫‪0939‬م‪.77‬‬

                                                                           ‫الأسلوب الكيلاني‪:‬‬

 ‫اعتمد "كيلاني" على استخدام أسلوًبا ارقًيا ومتميًاز في كتابة القصص فقد كان يقدس اللغة العربية الفصحى‪ ،‬وكان‬
  ‫يعتقد أن السبيل الوحيد لتشكيل هوية الطفل العربي بشكل سليم‪ ،‬وذلك من أجل ألا ينسل الطفل عن هويته وتاريخه‬
  ‫وحضارته التي ينبغي أن يبقى فخو ار بها‪ .‬فكان يمزج بين المنهج التربوي والتعليمي ليستقي الطفل المعلومة بسهولة‬
‫ويسر‪ ،‬فكان يحرص أن يبرز الغاية والوسيلة في كل قصصه‪ ،‬يحدد الهدف ويطرح الإشكالية ويبرز الجانب الأخلاقي‬

                                                                           ‫في أعماله دون إجحاف أو تحيز‪.78‬‬
    ‫لم يكن "كيلاني" كاتًبا ومترج ًما منغلًقا على نفسه‪ ،‬بل كان يسعى إلى التعرف على الثقافات الأخرى‪ ،‬وذلك من‬
  ‫خلال ترجمة أهم الإصدا ارت الأدبية من كافة أنحاء العالم‪ ،‬فساهم بترجماته للأدب الفارسي‪ ،‬الهندي‪ ،‬الصيني‪ .‬كما‬
  ‫كان يعتمد أسلوبه على تجليات الأساطير والملاحم والموروث الميثولوجي الذي ساهم بشكل منقطع النظير في إث ارء‬

                                                         ‫الحركة الأدبية وخاصة فيما يتعلق بحيز الكتابة للطفل‪.‬‬

 ‫‪ 77‬أبو زيد‪ ،‬خلف أحمد‪" .‬كامل الكيلاني ارئد أدب الأطفال"‪ .‬أفكار ‪ 30 .)3130( 209‬أيلول ‪http://www.afkar.jo/View_Articlear.aspx?type=2&ID=3507 .3130‬‬
                                                        ‫‪ 78‬نفس المصدر‪.http://www.afkar.jo/View_Articlear.aspx?type=2&ID=3507 ،‬‬

                                                         ‫‪43‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48