Page 39 - حلقة دراسية - نهائية
P. 39

‫الفصل الثاني‪ :‬ألف ليلة وليلة تصور عام ومنهجية كامل الكيلاني في الليالي‬

                                                                                                      ‫تمهيد‪:‬‬
   ‫ت اربطت الفنون وتأثر بعضها ببعض عبر م ارحل مختلفة من تطورها‪ ،‬ومن أهم هذه الفنون فن الأدب بأنواعه‪.‬‬
‫حيث تربطه علاقة وطيدة مع أغلب الفنون الأخرى‪ ،‬خاصة الفنون السمعية والبصرية‪ .‬ولعل أكثر أنواع الأدب ارتبا ًطا‬
    ‫بالسمعي البصري هو أدب الأطفال‪ ،‬لما له من تأثير على شخصية الطفل‪ ،‬سلوكه‪ ،‬ومكتسباته المعرفية والفكرية‪.‬‬
‫كما لا يخفى مدى انتشار حكايات ألف ليلة وليلة بين أوساط الطفولة‪ ،‬وما لها من أهمية في صناعة ثقافة الطفل‬
 ‫خاصة بعد إعادة صياغتها بما يتناسب وخصوصية تلك المرحلة العمرية‪ ،‬عبر تقديم نماذج حكائيه لشخصيات قوية‬

       ‫ومبهرة تعمل على تقويم سلوكه وغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفسه‪ ،‬كالشجاعة‪ ،‬الفروسية‪ ،‬البطولة‪،‬‬
                                       ‫التعاون‪ ،‬الصدق‪ ،‬الأمانة‪ ،‬المثابرة والكرم‪ ...‬وغيرها من مكارم الأخلاق‪.67‬‬

‫ولا ننسى الدور الكبير لكامل الكيلاني في مدرسة الكتابة للناشئة في أقطار الوطن العربي كلها‪ .‬حيث قدم قص ًصا‬
    ‫للأطفال منها المؤلف‪ ،‬ومنها المقتبس والمترجم‪ ،‬ومنها المعرب‪ ،‬ضمنها من روائع القصص والأساطير الشرقية‬
    ‫والغربية كقصص من ألف ليلة وليلة وغيرها(أ ارد بها أن تكون أسا ًسا قوًّيا لبناء جيل جديد لا يستعصي عليه في‬
                                 ‫مستقبله أن يستمرئ ألوان الأدب العربي الرفيع وفنون الثقافة العربية الأصيلة)‪.68‬‬
    ‫وفي هذا الفصل سيتم عرض تصور عام لألف ليلة وليلة‪ ،‬وذلك من خلال عرض مقدمة عامة حول ألف ليلة‬
    ‫وليلة‪ ،‬ومن ثم الحديث عن كامل الكيلاني ك ارئد أدب الأطفال في العالم العربي‪ ،‬والتطرق لمنهجية كامل الكيلاني‬
                                                   ‫وألف ليلة وليلة ومحاولات تبسيط ألف ليلة وليلة بعد الكيلاني‪.‬‬

                                               ‫‪67‬معمري‪ ،‬ايمان‪ ".‬ألف ليلة وليلة بين أدب الطفل والرسوم المتحركة‪ ".‬مجلة آليف ‪ )3131 ( 3‬ص‪.39‬‬
                                                                                                      ‫‪ 68‬الحديدي‪ ،‬علي‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.362‬‬

                                                        ‫‪39‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44