Page 37 - حلقة دراسية - نهائية
P. 37
ج .العصور الحديثة :في منتصف القرن التاسع عشر وخصو ًصا عام 0931بدأ التحول نحو أدب أطفال وذلك على
يد "كامل الكيلاني" ،الكاتب المصري الأشهر والذي يعد الأب الشرعي لأدب الأطفال العربي .حيث بدأ الكتابة
للأطفال -بالمعني التخصصي – عام .0931
تطور الأدب القصص للأطغال عالمًّيا:
انشغل الأدب العالمي بأدب الطفل ،إلا أن الاهتمام به جاء في ثلاثينية القرن الماضي .وقد لاقى هذا الجنس
الأدبي قبولاً غربًيا لدى الناس في الغرب والشرق كافة .ويروي تاريخ الأدب أن قصة واحدة كتبتها زوجة كاهن
"بروتستانتي" عن "جزيرة البرنس إدوارد" .وقد بدأ العالم العربي بإحياء فن رواية القصة ،وما يتبعه من حكايات شعبية
من أجل مجابهة الواقع المادي ،بكل ص ارعاته وآلامه ،بزرع أمل رومانسي ،وحلم عاطفي ،بنقاء الأرواح الإنسانية
لتجاوز الص ارعات والآلام ،متفائلة بغٍد مشرق.65
يعد كتاب "حكايات أمي الإوزة" الذي صدر في فرنسا عام 0691لمؤلفه "تشارلز بيرو" ( )0630 - 0112أول
كتاب أدبي خاص بالأطفال ،يحتوي على مجموعة من الحكايات الشعبية تشكل بداية مرحلة جديدة في تاريخ تطور
أدب الأطفال .إذ ظهر مستقلا عن الآداب الشعبية ،وظلت الحكاية الشعبية في ألمانيا موجهة للكبار حتى أصدر
"الأخوان جريم" (جاكوب ،0113 - 0062وفيلهلم -وليام )0106 - 0039الجزء الأول من كتابهما "حكايات
الأطفال والبيوت" عام 0001وفي نهاية عام 0904ظهر الجزء الثاني .ولم يجد أي صعوبة في تقديم الحكايات
الشعبية للأطفال ،ثم كانت النقلة النوعية بظهور كتاب "أليس في بلاد العجائب" عام 0046الذي يعد البركان
الروحي لأدب الأطفال ،جاء بعده الكاتب الدانماركي "هانس كريستيان أندرسن" ( )0012 - 0931بأقاصيصه التي
غدت بداية العصر الرومانتيكي.66
وعليه يمكن القول أنه ليس من السهل أن يضع المرء أحكاما قيمية أو أساليب تقويمية فيما يتعلق بالإنتاج الأدبي
للطفل بصف ٍة عامة وعند كيلاني على الخصوص ،فكان اتجاه الكيلاني يكمن في الاستفادة من الت ارث الإسلامي
65الفيصل ،سمر " .أدب الأطفال في الت ارث العربي القديم والحديث ".مجلة اتحاد الناشرين العرب :)0900( 00ص.033-036
66بقاعي ،إيمان .مصدر سلبق ،ص.49-33
37