Page 35 - حلقة دراسية - نهائية
P. 35
إنجليزية ،وإيطالية ،كروايات وأشعار :شكسبير ،موليير ،شاتوبريان ،لافونتين...،وغيرهم .وقد لاقت هذه الأشعار
والروايات ترحيب ق ارء ال َعَربِية فعمدوا إلى الَتّاليف في هذا الفن.59
ورغـم رفـض بعض النقاد فكرة تأثر أدب الأطفال العربي بالمترجم ،كما يقول "سمير روحي الفيصل" مصًّار على
أن لافونتين قد كتب حكاياتـه بعـد أن ق أر (كليلة ودمنة) المترجمة إلى الفرنسية فأخذها أحمـد شوقي وبنى عليها ،فلا بد
من الإشارة إلى أهمية الترجمة هنا ،إذ لولا ترجمة (كليلة ودمنة) إلى الفرنسية لما وصلت إلى لافونتين.60
كما أنه لـولا ترجمة (كليلة ودمنة) إلى العربية ترجمة حرة مبدعة بدت وكأنها بلغتهـا الأم ،والأمر ذاته يؤكده "سمر
روحي الفيصل" حين يعرف بأهمية الترجمة في إطار حديثـه عـن كـامـل الكيلاني الذي بدأ الكتابة للأطفال بعـد طـول
اقتباس من حكايات الهند ثم اختط لنفسه طريًقا إلى التأليف مستفيًدا مـن الـت ارث العربي القديم .61وما ينطبق على
الكيلاني ينطبق على أوائل من عمل في أدب الأطفال العربي.
شكلت الترجمـة إذن ،الخطوة الأولى نحـو تنبيـه أدبـاء الأطفـال العرب إلى هذا الأدب بهويته الجديدة .فقـد عـرف
العرب أدب الأطفال في القرن التاسع عشر ،أي بعد قرن تقريبا من توجه أوروبا إليه ،وذلك على شكل بدايات بسيطة
عن طريق البعثات الد ارسية والعلمية .ورغم أن من بين هذه الاقتباسات والترجمات ما كان وليد جهـود فردية ،إلا أن
دور نشر أجنبية قامـت بـدور واضح في ترجمة القـصص ووضعها بين أيدي الق ارء الصغار من العرب.
وإذا كانت الترجمة عاملاً من عوامل ظهـور أدب الأطفال في الت ارث العربي الحديث ،فإن رجلاً مثل "رفاعة
الطهطاوي" ( 0391-0306ه 0012- 0010-م) .والذي يعتبر مؤسس النهـضـة الثقافيـة في مصر الحديثة
وصاحب كتاب (المرشد الأمين للبنات والبنين) -عجل بظهـور هـذا الأدب مـن خـلاـل عمله في حقل الترجمة إلى
اللغة العربيـة ،وإش ارفه على صحيفة (روضة المدارس) التي صدرت عام .620011
59زيدان ،جرجي .تاريخ آداب اللغة العربية .ط .2ج .0مصر :دار الهلال2 .0926 ،ج ،ص.312
60الفيصل ،سمر .مصدر سابق .ص.031
61نفس المصدر ،ص.030
62نجيب ،أحمد .مصدر سابق ،ص.29
35