Page 61 - حلقة دراسية - نهائية
P. 61

‫وعمه أي ًضا‪.‬‬
   ‫الخلاصة‪ :‬قصة السندباد تظهر بوضوح ملامح المجتمع العربي في ذلك الوقت‪ ،‬وهي ترتكز على واقع اقتصادي‬

     ‫واجتماعي بزمان ومكان معروفين‪ .‬وتعكس القصة أيضا الواقع الاجتماعي فتظهر لنا طبقات المجتمع وعاداتهم‬
  ‫وأخلاقياتهم‪ .‬هناك تفاصيل عديدة أيضا توضح لنا عادات وتقاليد شعوب في بلدان مختلفة ازرها السندباد؛ ما يعني‬

      ‫أنه تم الاستناد إلى حكايات مستقاة من تجارب فعلية‪ .‬كما أنها تبرز نقطة مهمة ترتبط بأن غالبية الأمور التي‬
    ‫صادفها السندباد في رحلاته لم يكن قد اكتشفها من قبل مثل خشب الصندل الذي صنع قاربا منه‪ .‬القصة أيضا‬
 ‫تتضمن معرفة بحرية وجغ ارفية في عصر يعتبر ما قبل عصر الاستكشافات‪ ،‬وهذه خبرة لا يمكن لكاتب أن يملكها‪.‬‬

                                                                            ‫‪ ‬الق ّصة الثانية ‪ :‬الملك عجيب‬
                                                                                    ‫‪ -‬تاريخ الإصدار‪ :‬د‪.‬ت‬
                                                                                   ‫‪ -‬ترقيم ال ّصفحات‪22 :‬‬

    ‫‪ -‬مل ّخص الق ّصة‪ :‬كان الملك "عجيب" يحب البحر منذ نشأته‪ .‬فلما ُول َي العرش‪ ،‬أكثَر من أسفار البحر وَنِس َي‬
 ‫الاهتمام برعيته‪ ،‬وترك العناية بأمر الملك وإقامة العدل بين الناس‪ .‬وكان كلما عاد من رحل ٍة اشتاق إلى غيرها‪.‬‬
 ‫وفي يوٍم من الأيام‪ ،‬أعد للسفر سفين ًة كبيرًة وأخذ معه عدًدا من حاشيته‪ .‬سارت بهم السفينة في عرض البحر أربعين‬

    ‫يوًما‪ ،‬وكانت الريح طيب ًة والبحر هادًئا‪ .‬ثم هبت عاصف ٌة شديدةٌ‪ ،‬فأظلمت الدنيا واضطرب البحر‪ ،‬وظلت الأمواج‬
     ‫تلعب بالسفينة وتهددها بالغرق في كل لحظ ٍة‪ .‬ومرت بهم عشرة أيا ٍم وُهم في أشد القلق لهياج البحر‪ ..‬ثم هدأت‬
‫العاصفة‪ .‬وقام ربان السفينة ُمستطل ًعا أحوال الجو‪ .‬وما إن تحقق الربان من الأمر حتى صرخ وبكى‪ ،‬ولطم وجهه من‬

           ‫شدة الجزع‪ .‬فسأله الملك "عجيب"‪" :‬ماذا حدث؟" فقال ل ُه الربان‪ ،‬وهو يبكي‪" :‬لقد هلكنا‪ .‬هلكنا يا مولاي!"‬
                                          ‫فقال له الملك‪" :‬وكيف هلكنا وقد هدأت العاصفة و ازل عنا الخطر؟"‬

  ‫فأجاب الُّربان‪" :‬انظر إلى هذا السواد الذي يلوح لنا من بعيٍد‪ .‬إنه جبل المغنطيس‪ ،‬وستدفعنا الأمواج إليه غًدا‪..‬‬
                 ‫وسيجذب المغنطيس كل ما في مركبنا من المسامير‪َ ،‬فتتفكك ألواحه ونغرق جمي ًعا في قاع البحر"‪.‬‬

                                                        ‫‪61‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66