Page 62 - حلقة دراسية - نهائية
P. 62

‫حزن الملك "عجيب" وأصحابه أشد الحزن‪ ،‬ولم يناموا طول ليلهم‪ .‬ولما جاء اليوم التالي‪ ،‬ظهر لهم صدق كلام‬
   ‫الربان؛ فقد أروا المركب يندفع نحو الجبل بسرع ٍة لا مثيل لها‪ .‬فأيقنوا أنهم لا محالة هالكون‪ .‬وما إن اقترب المركب‬

                     ‫من الجبل حتى جذب المغنطيس كل ما في المركب من مسامير‪ .‬فتفككت ألواحه وغرق اركبوه‪.‬‬
    ‫لكن الملك "عجيب" وجد لو ًحا من الخشب قريًبا منه‪ ،‬فتعلق به‪ .‬ثم قذفته أمواج البحر بعد قلي ٍل إلى سفح الجبل‪،‬‬
 ‫ف أرى لحسن حظه طريًقا سهل ًة‪ ،‬سار فيها حتى وصل إلى أعلى الجبل من غير عناٍء‪ .‬ثم غلبه الضعف والتعب ونام‪،‬‬
    ‫و أرى في منامه شي ًخا يقول له‪ " :‬قم يا عجيب من نومك‪ ،‬واحفر تحت قدميك قليلاً‪ ،‬تجد قوسا من النحاس وثلاث‬
‫نبال من الرصاص"‪ .‬استيقظ الملك من نومه‪ ،‬وبحث تحت قدميه‪ ،‬فوجد ما أرى في منامه‪ ،‬وفعل ما أمر به‪ ،‬فاذا بماء‬
 ‫البحر قد ارتفع حتى ساوى الجبل وخرج له زورق من البحر‪ .‬ركب الملك الزورق حتى سار به الى البر‪ ،‬حتى وصل‬
    ‫الى شاطئ جزيرة كبيرة ‪ .‬فلما وصل أخد بتفقد الجزيرة وإذا بمركب كبير يقترب من الجزيرة فصد الى شجرة عالية‬
 ‫حتى لا ي اره ممن عليها ‪ .‬ف أرى عشرة رجال ينزل من المركب ويتجهون الى الشاطئ وبدأ يحفرون بالأرض ونزلوا الى‬
 ‫جوفها‪ .‬ولما خرجوا وسار بهم المركب بعيدا عن الجزيرة‪ .‬نزل الملك الى الحفرة فوجد صخرة كبيرة عمد على إ ازحتها‪،‬‬
   ‫فإذا بسلم يقود الى حجرة واسعة مفروشة ببساط ثمين ينتهي بأريكة عليها فتى‪ .‬دار بينهما الحديث ‪ ،‬قال الفتى أنه‬
‫ابن تاجر لؤلؤ كبير وثري‪ ،‬جاء به الى هذه الحجرة خوفا من الدنيا ومصائبها‪ .‬وبعد مضي أيام طلب الفتى من الملك‬
   ‫شق بطيخة‪ ،‬فما كان من الملك الا أن قبض بيد السكين فانزلقت قدماه ولسوء حفظ سقط على الفتى وقتله‪ .‬ولهول‬
    ‫الحدث أسرع الملك هاربا من الحفرة ‪ ،‬وأخذ يدور في الجزيرة خوًفا من أن يعثر عليه والد الفتى ويقتله‪ .‬وبعد اليوم‬
‫العاشر شاهد الملك قصًار يقف امامه عشرة رجال عور‪ ،‬ذهب إليهم وحياهم‪ ،‬وما كان منهم إلا أن أكرموه ‪ .‬وفي اليوم‬
  ‫التالي سألهم عن سبب عورهم بالعين اليمنى‪ ،‬فأشاروا إليه الى أن ما حدث لهم كان بسبب قصر العجائب‪ ،‬فما كان‬

         ‫من الملك إلا أن طلب منهم الذهاب الى هناك‪ ،‬وكان له ذلك‪ ،‬وعندما ذهب الى هناك وجد ‪ 41‬من الجواري‬
    ‫الحسناوات ‪ ،‬استقبلنه ورحبن به وأعطينه ‪ 41‬مفتاحاً لحج ارت بالقصر وطلبن منه عدم دخول الحجرة رقم اربعون‪،‬‬
  ‫ولكن اص ارر الملك والحاجه دفعته إلى دخولها‪ .‬فوجد فيها ما لا عين أريت من الحلي والجواهر‪ ،‬وبها حصان ذهبي‬
‫قام امتطائه فذهب به عاليا الى السماء وضربه بذيله فعور عينه اليمنى وألقى به في قصر الرجال العور ولما استفاق‬

                                                            ‫واسوه وخففوا عنه ودلوه على سفينة ترجعه الى بلده ‪.‬‬
                                                         ‫‪62‬‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67