Page 104 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 104

‫أجب‪ .‬أجاب الطالب بتلعثم‪ ،‬وعلى الفور أثنت عليه المعلمة ثناءً عطراً‪ ،‬وأمرت الطلاب بالتصفيق‬
                                                                               ‫له‪.‬‬

‫الطلاب بين مذﻫول ومشدوه‪ ،‬متعجب ومستغرب‪ ..‬تكرر المشﻬد خلال أسبوع بأساليب مختلفة‪،‬‬
                            ‫وتكرر المدح والإطراء من المعلمة والتصفيق الحاد من الطلاب‪.‬‬

‫بدأت نظرة الطلاب تتغير نحو الطالب‪ .‬بدأت نفسية الطالب تتغير للأفضل‪ .‬بدأ يثق بنفسه‪ ،‬ويرى‬
‫أنه غير غبي كما كانت تصفه معلمته السابقة‪ .‬شعر بقدرته على منافسة زملائه بل والتفوق عليﻬم‬

                  ‫‪.‬ثقته بنفسه دفعته إلى الاجتﻬاد والمثابرة‪ ،‬المنافسة والاعتماد على الذات‪.‬‬

  ‫اقترب موعد الاختبارات النﻬائية‪ .‬اجتﻬد‪ ،‬ثابر‪ ،‬نجح في كافة المواد‪ .‬دخل المرحلة الثانوية بثقة‬
‫أكثر‪ ،‬وهمة عالية‪ .‬زاد تفوقه‪ ،‬وحصل على معدل أهله لدخول الجامعة‪ .‬أنهى الجامعة بتفوق‪ .‬واصل‬

                             ‫دراسته‪ ،‬وحصل على الماجستير‪ .‬والآم يستعد لمواصلة الدكتوراة‪.‬‬
‫هذه قصة نجاح كتبها الطالب بنفسه في إحدى الصحف‪ ،‬داع ًيا لمعلمته صاحبة بيت الشعر أن يثيبها‬

                                                                      ‫الله خير ثواب‪.‬‬

 ‫(في هذه القصة نوعان من المعلمين‪ :‬المعلمة الأولى كانت من مغاليق الخير ومفاتيح الشر‪ ،‬ليس لديها‬
    ‫مهمة سوى وضع العراقيل والعقبات أمام كل جاد دأبه الشكوى‪ ،‬التذمر‪ ،‬الضجر وندب الحظ‪.‬‬

  ‫حيث قللت من ثقة الطالب بنفسه وأشعرته بأنه غب ًّيا‪ ،‬لا يفهم ش يء‪ ،‬مما جعله مضحكة للآخرين‪.‬‬
 ‫أما المعلمة البديلة كانت عكس الأولى‪ ،‬فكانت من مفاتيح الخير ومغاليق الشر‪ .‬تحفز‪ ،‬تشجع‪ ،‬تمنح‬

     ‫الأمل والتفاؤل‪ ،‬تشعر بشعور الآخرين‪ ،‬صاحبة مبدأ ورسالة‪ .‬حيث أنها وقفت لجانب الطالب‪،‬‬
   ‫شجعته‪ ،‬بثت فيه الأمل وعادت له ثقته بنفسه‪ ،‬أعطته دافعية للتعلم‪ ،‬وبفضلها أصبح اليوم في‬

                                                        ‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109