Page 103 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 103
(تشير هذه القصة إلى الدور الأخلاقي التعاطفي الذي تحلى به د .محمد راتب النابلس ي مع طالبه الذي
كان بحاجة إلى معلم يفهم قصته .فعدم حل وظائفه لم يكن عب ًثا ،إنما تبين أن هناك أسباب مؤثرة
منعته من ذلك .لو لم يجد الطالب معل ًما داع ًما ،عطو ًفا ،خلو ًقا ،متفه ًما لحالته ،لأنشأ طال ًبا قاس ًيا،
لا يشعر مع الآخرين.
لم يكمل د .محمد راتب النابلس ي القصة فقد استحضرها كمثال سريع في إحدى لقاءاته التلفزيونية
التي تتحدث عن دور المعلم .لكن دون أن يخبرنا فأنا على بينة بأن الطالب اليوم في أعلى المراتب
الأخلاقية والعلمية .لأن أخلاق معلمه الإيجابية ستؤثر على شخصيته وحياته .وكيف هذا المعلم
ق َّيمه بعلامة تامة ،دون النظر إلى وظائف واختبارات فقط (الجانب العلمي) ،إنما نظر إلى حالة
الطالب الاجتماعية ،والنفسية ،..لم تقتصر العملية التقييمية إلى جانب واحد فقط من جوانب
المتعلم .وهذا بالطبع سيؤدي إلى نجاح العملية التقييمية ،التعليمية والتعلمية).
-القصة الثانية :حلت معلمة مكان معلمة أخرى قد غادرت بإجازة أمومة .بدأت في شرح الدرس،
فسألت سؤال ًا لطال ٍب من الطلاب .ضحك الجميع .ذهلت المعلمة وأخذتها الحيرة والدهشة .ضحك
بلا سبب .أدركت من خلال نظرات الطلاب سر الضحك ،وأن الطلاب يضحكون لوقوع السؤال على
طالب غبي في نظرهم.
خرج الطلاب ،نادت المعلمة الطالب واختلت به .كتبت له بي ًتا من الشعر على ورقة وناولته إياه،
وقالت :يجب أن تحفظ هذا البيت حف ًظا كحفظ اسمك ولا تخبر أح ًدا بذلك.
في اليوم التالي كتبت المعلمة بيت الشعر على اللوح ،وقامت بشرحه مبين ًة فيه المعاني والبلاغة و
...إلخ .ثم مسحت البيت و قالت للطلاب :من منكم حفظ البيت يرفع يده؟
لم يرفع أي طالب يده ،باستثناء ذلك الطالب رفع يده باستحياء و تردد ،قالت المعلمة للطالب
103